ما أكثر الحالات التى يطلب فيها من الطفل في سني عمره الأولى أن يكون نموذجا لما يود الكبار ان يروه فيه، انساناً نظيفاً، مؤدباً، منظما منضبطا مثابرا على دروسه مبادرا للمساعدة، يستغل وقته بحكمة. وهكذا.
قد يكون تحقيق ذلك صعبا ولكن بالتدريج يمكن تحقيق كل شيء تقريباً، والأهم توفير النماذج المناسبة في بيئة
الطفل ليقلدها ويتعلّم منها، وهي نماذج تتمثل غالبا في الكبار من أسرته ويتطلب تعزيز أنماط السلوك الايجابية المتوخاة عند الطفل، قيام الاب والأم أو المربي بتعزيزها بالمحبة والاهتمام، وبذلك تصبح انماط
السلوك هذه اسلوب حياة طبيعي عند الطفل، وهذا ما اكدته دراسات العديد من كبار العلماء والباحثين من امثال باندويرا وبافلوف، الذين جاءوا بنتائج تؤكد على دور النمذجة والتعزيز الايجابي في تربية الطفل وتعليمه.
وليكون التعامل مع الطفل مجديا، وليمكن تحقيق انماط التربية والسلوك التي نريد فيهم، يفضل اللجوء الى الاستفادة من ميل الطفل الشديد للعب، فالأطفال يتعلمون أفضل ويفهمون اموراً أكثر عن طريق اللعب، وللعب دور مهم في عملية التفاعل الاجتماعي والتفاعل الأكاديمي عند الطفل.
اجتماعيا يقوم الكبير بتمثيل الادوار الجيدة امام الطفل منمذجا المواقف والقيم التي تناسب مجتمعنا وأرضنا، فيزرع في نفسه البذور الواجب تنميتها فيه، اما اكاديميا فالمجال واسع فيه، وان كان يجب التأكيد فيه على عملية الاستكشاف لدى الاطفال وجذبهم نحو المعرفة والعلم بطرق تناسب مراحلهم العمرية وتقوي ثقتهم
بانفسهم وتؤكد ذاتهم وتنمي عقولهم.
شيرين السعدي
اختصاصية الطفولة المبكرة