التربية والتعليم وعلاقتهما بالثقافة

• تعريف الثقافة
• خصائص الثقافة
• التربية والتغير الثقافي
• المعلم والثقافة العامة
• التعليم والثقافة

تعريف الثقافة

هي كل ما يرتبط بالنواحي المنظمة لحياة الإنسان المادية والمعنوية والتي تؤدي على تميز الكائن البشري وتطوره عن الكائنات الأخرى. عناصر الثقافة:

1- العموميات ويقصد بها تلك الأفكار والسلوكيات التي يشترك فيها كل أفراد المجتمع وهي الأساس العام الذي يميز ثقافة من أخري كالمعرفة والسلوك والفكر
2- الخصوصيات ويقصد بها العناصر التي تشترك فيها طائفة أو مجموعة معينة من الأفراد لها تنظيمها الاجتماعي الخاص وتتكون من ( خصوصيات مهنية وفنية – خصوصيات طبقية – خصوصيات عقائدية – خصوصيات عرقية أو عنصرية )
3- المتغيرات وهي التي لا تنسب إلى العموميات ولا الخصوصيات بحيث تمييز فئة معينة من الأفراد في المجتمع كالفكر مثلاً.

خصائص الثقافة

إنسانية – مكتسبة – مادية ومعنوية – كل أو نسيج متداخل – اجتماعية – متنوعة المضمون – متشابهة الشكل – متغيرة ومتصلة

التربية والتغير الثقافي

تعتبر التغير الثقافي في أنه مهما تعددت الأسباب ذلك التغير فإن التربية تظل هي العامل الأول في إحداثه وبالتالي يمكن توجه الحركة الاجتماعية الذي يؤدي إلى حركة اقتصادية.

المعلم والثقافة العامة

من أهم العوامل التي تساعد على نضوج شخصيته من الناحية الثقافية الفكرية والإنسانية ويتضح ذلك عن طريق بعض النقاط:-

1-كثرة الثقافة لدي المعلم تساعد على النضوج الفكري.
2-كثرة الثقافة أيضا تؤدي على عدم العصبية في بعض النواحي.
3-كثرة الثقافة تساعد على توصيل المعلومة بين المعلم والمتعلم.
4-كثرة الثقافة تساعد على تفسير المعرفة الثقافية.
5-كثرة الثقافة تزيد العلاقة بين المثقفين.

إن احتكار مفهوم الثقافة على فئة معينة من الناس، أو تحديد تجليات هذا التعبير بإنجازات معينة من العلم، والفن والإبداع ، يقوم بها صفوة محددة المعالم ، هو نوع من الاختزال الذي ينبغي مراجعته ، وإعادة تعريف مفهوم الثقافة ودور المثقفين والتعريف بهم من جديد ضمن منظور أكثر شمولية وأوسع أفقا .

إن من الأهمية بمكان تحديد استعمال لفظ المثقف، والذي يقتصر عادة على فئة حملة الشهادات العليا.

مهام وتعاريف متعددة

إن تعدد تعاريف كلمة الثقافة من الناحية اللغوية والاصطلاحية وما تحمله هذه الكلمة من مضامين متنوعة، يجعل تحديدنا لمصطلح (الإنسان المثقف) يحمل مضامين عدة.

إن الكثير من علماء الاجتماع واللغة يؤكدون على حقيقة هامة، وهي أنه ليس كل متعلم مثقف، بينما كل مثقف لا بد أن يكون متعلما.

فالمثقف هو من يستوعب ثقافة مجتمعه بدرجة من الوعي الفائق المسؤولية، الذي يمكنه من أن يساهم في تعميق الإيجابيات وتحريك جماعته لبناء مجتمعه وبيئته، والتي إذا ما وصلت إلى درجة من الرقي والإنجاز والقيم الإنسانية القادرة على العطاء والانتشار، سميت حضارة.

ومن هنا نجد أن من معاني كلمة مثقف هو التهذيب والاستقامة وعدم الاعوجاج والانحراف عن جادة الصواب وبالتالي فإن هذه الصفات السامية والمزايا النبيلة تجعل وصفنا لإنسان ما بأنه مثقف فهذا يعني أنه مهذبا ومستقيما وساميا بروحه ومحبا للخير ومخلصا في عمله وصاحب ضمير يقظ.

أيضا فإن ما تحمله كلمة الثقافة من معني عميق لإدراك جوهر الأمور ، يجعل من يتصف بها محبا للعلم والمعرفة ولسبر ماهية العلم والمعرفة ، وذلك بان يكون محيطا وواعيا لما يجري حوله ، ولا يكون ذلك إلا بالسعي لزيادة معلوماته وتوسيع أفق التفكير لديه .

كذلك فإن الإنسان المثقف هو الإنسان المستقيم السائر على طريق الصواب ، ولكي يدرك الإنسان هذا الطريق ، لا بد أن يؤمن بالمثل العليا نحو وطنه ومجتمعه وإنسانيته ، ومن هنا فإننا نكاد أن نجزم بأن المثقف هو كل صاحب ضمير يقظ ، لا يقبل الهوان ولا يقبل بأي ظلم يقع عليه أو على أبناء وطنه ، ولذلك فإن من يسعى لكي يكون مهذبا ومستقيما فهو بالتأكيد الإنسان المثقف.

وعموما ، فإن المثقف هو المهذب المستقيم الذي يجعل ضميره رائده ، وعقله قائده ومعاملة الناس بالحسنى شعاره .

التعليم والثقافة

العلاقة بين التعليم والثقافة معقدة ومتعددة الأوجه. يتشابك التعليم والثقافة ويؤثر كل منهما على الآخر بعدة طرق:

نقل القيم الثقافية: التعليم هو الوسيلة الأساسية التي ينقل المجتمع من خلالها قيمه الثقافية ومعتقداته وأعرافه وتقاليده إلى الأجيال الشابة. غالبًا ما تعمل المؤسسات التعليمية كقنوات لنقل التراث الثقافي واللغة والعادات.

السياق الثقافي للتعليم: تؤثر الثقافة التي يتم فيها التعليم بشكل كبير على المناهج وطرق التدريس والتجربة التعليمية الشاملة. قد تؤكد الثقافات المختلفة على موضوعات وأساليب تدريس وقيم متميزة.

الهوية الثقافية والشمولية: يلعب التعليم دوراً حاسماً في تشكيل الهويات الثقافية للأفراد. ويمكنه أيضًا تعزيز الشمولية والتنوع، مما يساعد الطلاب على تطوير الفهم والتقدير للثقافات المختلفة، وهو أمر مهم بشكل خاص في عالم اليوم المعولم.

التكيف الثقافي: يزود التعليم الأفراد بالمهارات والمعرفة اللازمة للتكيف مع التوقعات الثقافية والمجتمعية لمجتمعاتهم. ويمكن أن يساعد في سد الفجوة بين التقاليد الثقافية والتحديث.

الابتكار الثقافي: يمكن للتعليم أن يعزز الابتكار والتغيير داخل الثقافة من خلال تقديم أفكار وتقنيات ووجهات نظر جديدة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى التطور الثقافي والتكيف.

النقد الثقافي والوعي: يمكن للتعليم أن يشجع التفكير النقدي وتحليل الأعراف والممارسات والتحيزات الثقافية. يمكن أن يساعد الأفراد على أن يصبحوا أكثر وعيًا بالتأثيرات الثقافية التي تشكل نظرتهم للعالم.

الحفاظ على الثقافة: يمكن للتعليم أيضًا أن يلعب دورًا في الحفاظ على الثقافات المهددة بالانقراض أو الأقليات من خلال تدريس لغاتهم وتقاليدهم وتاريخهم. غالبًا ما تبدأ الجهود المبذولة لحماية التنوع الثقافي في البيئات التعليمية.

التحديات والصراعات الثقافية: يمكن أن تؤدي الاختلافات في القيم والمعتقدات الثقافية في بعض الأحيان إلى تحديات أو صراعات تعليمية، مثل المناقشات حول محتوى المناهج الدراسية، أو قواعد اللباس، أو الممارسات الدينية في المدارس.

رأس المال الثقافي: يمكن للتعليم أن يزود الأفراد برأس المال الثقافي، الذي يشير إلى المعرفة والمهارات والسلوكيات الاجتماعية التي تعتبر ذات قيمة في ثقافة معينة. يمكن لرأس المال الثقافي أن يؤثر على الحراك الاجتماعي والاقتصادي للشخص.

باختصار، التعليم والثقافة متشابكان، حيث يعمل التعليم كوسيلة لنقل الثقافة وقوة يمكن تشكيلها من خلال التأثيرات الثقافية. إن العلاقة بين التعليم والثقافة علاقة ديناميكية ومتطورة، مما يعكس طبيعة المجتمعات المتغيرة باستمرار والطريقة التي نفهم بها العالم ونبحر فيه.

م. أمجد قاسم

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *