لماذا نحتاج الثقافة العلمية؟

ما موقع الثقافة العلمية والتكنولوجية في عصر العلم والتكنولوجيا والعولمة وثورة المعرفة والمواصلات والاتصالات؟ وما دور هذه الثقافة في المجتمعات المعاصرة، عالميا وعربيا؟.

عن هذين التساؤلين يحاول الدكتور نبيل علي في كتابه .. الثقافة العربية وعصر المعلومات .. الذي صدر عن سلسلة .. عالم المعرفة.. تلمس اجابة من واقع الطرح العام على المستوى العالمي، ومن المنظور العربي ، ومن خلال انعكاسات الانترنت على محتوى الرسالة الاعلامية.

يقول في الطرح العام انه من المتوقع ان تزداد المساحة الاعلامية المخصصة للثقافة العلمية والتكنولوجية، وان تتطرق رسالتها الاعلامية الى الجوانب المرتبطة بالعلم والتكنولوجيا.

اما من المنظور العربي فيقول انه سيسيطر على برامج الثقافة العلمية التكنولوجية في العالم العربي طابع استعراض اخر الاكتشافات والانجازات دون ابراز النواحي التطبيقية لتوظيف هذه الاكتشافات وتلك الانجازات.

ويقول ان اثارة الانبهار بالعلم وانجازاته لدى المواطن العربي سلاح ذو حدين، فمن جانب يعمق لديه نزعة تبجيل العلم واحترام الفكر، ومن جانب آخر يولد لديه الشعور بصعوبة اللحاق بهما، أو بانقطاع صلتهما بواقعه.

ويرى د. نبيل ان هناك حاجة الى برامج ثقافية – علمية تخاطب مجتمعاتنا، في الوقت نفسه الذي تخاطبة فيه مستويات العقول المختلفة وانه على معدي هذه البرامج ادراك الفرق الكبير بين «التبسيط العلمي» و «التثقيف العلمي» فالتبسيط ما هو الا عنصر واحد| في عملية التثقيف التي تشمل الى جانبه ما يأتي:

– ربط العلم بحياة الفرد والمجتمع
– ابراز كيفية مساهمة العلم في حل المشكلات القائمة .
– القاء الضوء على تجارب العلماء والخبراء العرب في المجالات العلمية والتكنولوجية.
– التصدي لمظاهر اللاعلمية وادعياء العلم واشباه العلميين.
– ابراز الجوانب السلبية في المجتمع وحياة الافراد ، بنتيجة عدم اتباع اساليب العلم ومناهجه.
– طرح الاثار الاجتماعية للعلم والتكنولوجيا مثل تلك المتعلقة بعلاقة السلطة الحاكمة بالمواطنين وقضايا الديموقراطية والبيروقراطية والعمالة الانتاجية وصراع الاجيال.

وفي تساؤلات مليئة بالمرارة للدكتور نبيل في صفحات اخرى من كتابه عن اسباب القصور الكبيرة والعجز الفاضح في مختلف جوانب الحياة العربية يقول ( كيف لم يدرك مثقفونا الى الان اهمية الثقافة العلمية، في حين تخطط الهند لاقامة الف متحف للعلوم في خطتها العشرية للتنمية البشرية ، وكيف، والى متى، يظل التكنوقراط لدينا لا يعيرون التفاتا للجوانب الاجتماعية والثقافية لتكنولوجيا المعلومات؟

وكيف فرضنا على كثير من علمائنا هجرة العلم ليقعوا فريسة لشبه العلم، او وهم ان يصبح الحديث عن العلم هو العلم ذاته؟


ويتساءل قائلا: ما تلك الارقام الهزيلة للغاية لانتاجنا في مجال الترجمة؟ مع كوننا مستوردين للعلم اصلا، لا منتجين له. فاجمالي ما يترجمه العالم العربي سنويا في حدود 300 كتاب، وهو اقل من خمس ما تترجمه اليونان.

والإجمالي التراكمي لكل ما ترجمناه منذ عصر المأمون الى الان في حدود عشرة ألاف كتاب، وهو يساوي ما تترجمه اسبانيا حاليا في عالم واحد.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *