نيازك عملاقة تسببت في انهيار حضارات على سطح الأرض

يشير دليل جديد من علمي الاثار والفلك الى ان طوفانا من النيازك العملاقة هو المسؤول عن تدمير حضارات العصر البرونزي في اليونان ومصر وغيرها، بعد تسببه بسلسلة من الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق وقحط .والاكتشاف الجديد هذا يفسر لغزا قديما، يتمثل في سبب زوال حضارات مزدهرة في مختلف انحاء العالم في الوقت نفسه (23500 قبل الميلاد).

د. بینی بایزر عالم الاثار من جامعة جون مورس في ليفربول، قام بتحليل 500 تقريرا عن آثار وحفريات وعن دراسات مناخية من مواقع الحضارات القديمة ووجد انها جميعها عانت من تغيرات هائلة في المناخ في الوقت نفسه تقريبا.

تفسيرات سابقة عن انهيار الحضارات القديمة اشارت الى حروب وبراكين وزلازل إلا ان اكتشاف بایزر اظهر أن الدمار العالمي الشامل لا يتسبب إلا من خلال حدث كوني خارجي، ويقول: انه يوجد دليل قوي جدا على ان عواصف نیزكية قوية كثيفة هي السبب المنطقي وراء انهيار هذه الحضارات.

تقارير اثرية عن مملكة مصر الأولى القديمة تقول ان المناطق الزراعية الخصبة في مصر قد تحولت فجأة الى صحراء بعد طوفانات وارتفاع كبير في درجة الحرارة في عام 2350 ق.م. ويقول بایزر انه لا دليل علمي يؤيد سببا اخر لانهيار هذه الحضارة من براكين وغيرها، رغم الدراسات الكثيرة حول الموضوع .

والأمر نفسه ايضا مع حضارة البابليين ذات الحدائق المعلقة في العراق التي انهارت في الوقت نفسه والتي تشير الدراسات الى ارتفاعات مفاجئة في مستوى النهر والی وجود سبع فوهات على الاقل ناتجة عن اصطدامات من اجسام سماوية بالارض.

اكتشاف جديد اخر توصل اليه الفيزيائي الفلكي فكتور كلوب من جامعة أكسفورد يدعم نظرية بايزر حول النيازك المسؤولة عن انهيار حضارات العصر البرونزي فعلى حد قول د. فكتور انه حدد عنقودا نيزكيا يدور في مدار حول المشتري يصطدم بالأرض كل ثلاثة الاف سنة.

ويقول ان طوفان النيازك هذا سبب العصر الجليدي، ثم عاد مرة أخرى ليسبب دمار حضارات العصر البرونزي وان نیازك من هذا العنقود ضربت الارض ايضا في عام 500 ولكن بشدة اقل من السابق وتسببت بطوفانات محلية في الشرق الأوسط. ويتوقع د. فكتور ان تكون الاصطدامات التالية في عام 3000.

ومن المعروف ان الاصطدامات النيزكية تكون ذات قوة تدميرية هائلة، ومثال ذلك ان النيزك الذي ضرب سيبيريا عام 1908 والذي كان قطره 10م فقط كانت له قوة تدميرية تعادل قوة تدمير 2000 قنبلة نووية مماثلة لتلك التي القيت على مدينة هيروشيما.


ووفقا لما يقوله د. فکتور عن اكتشافه فان طوفان النيازك الذي ضرب الأرض من حزام النيازك حول المشتري تسبب في ارتفاع كبير في درجة حرارة مناطق الاصطدام الى اكثر من الف درجة سلسيوسية وفي تكون غيمة غبارية كثيفة بعد ذلك حجبت اشعة الشمس وتسببت في هبوط كبير في درجة الحرارة، وعلى حد قول البروفسور باري كوردون من جامعة أوهايو واحد العلماء البارزين في مجال انهيار الحضارات القديمة أن الاكتشاف مثير جدا، وهو يظهر ان هناك الكثير لنعرفه ونفهمه عن التغيرات على سطح الأرض المرتبطة بالتغيرات في مجموعتنا الشمسية.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

الجمال الغامض لسديم السرطان

يقع سديم السرطان Messier، ضمن النسيج السماوي لكوكبة برج الثور، ويمثل أعجوبة فلكية. تعود أصول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *