من عجائب الطبيعة .. بحيرة بيركلي ومياهها التي تقتل الإنسان والحيوان

عجائب الطبيعة لا تعد ولا تحصى، وهي تذهل الإنسان كلما اكتشف أحداها، ومن تلك الغرائب والعجائب أن مياه إحدى البحيرات الجميلة يمكنها أن تقتل الإنسان وتذيب جلده وتحرق عينيه ولا يمكن ان يتحملها أي كائن بشري او حيوان .

تعرف هذه البحيرة الجميلة والقاتلة ببحيرة بيركلي Berkeley وقع في ولاية مونتانا ويبلغ طولها 1 ميل وبعرض نصف ميل وعمقها 270 مترا كانت في السابق منجم نحاس أغلق عام 1982 وغمرت مخلفات المنجم بالمياه الجوفية، وهذه البحيرة سامة جداً لدرجة لا يستطيع أي كائن الاقتراب منها وتقتل هذه البحيرة كل شيء تقريباً يأتي بالقرب منها .

وتحتوي مياه بحيرة بيركلي على تركيز مرتفع من المنغنيز ومركبات النحاس والحديد التي تذيب الملابس وتحرق العيون وتذيب الجلد وتتلف الحلق، ويمكن تشبيهها كالمياه الحارقة، ولا يعيش في هذه البحيرة أي نوع من الأسماك، كما لا يوجد عشب حولها وحتى البعوض لا يقترب منها ليضع بيضه.

وهناك محاولات تجري من بعض المهتمين بالبيئة والباحثين لتنقية مياه هذه البحيرة من السموم الموجودة فيها وتخليص تلك المياه من تلك السموم الفتاكة، إلا إن تنفيذ هذه الخطة سوف يستغرق وقتا طويلا.

الطبيعة السامة لحفرة بيركلي:

المياه الحمضية: تحتوي حفرة بيركلي على كمية كبيرة من المياه الحمضية ، وهي شديدة السمية لكل من الحياة المائية والبرية. يبلغ مستوى الأس الهيدروجيني للمياه حوالي 2.5 ، وهو مشابه لمستوى عصير الليمون أو الخل.

تلوث المعادن الثقيلة: تتلوث مياه الحفرة بمجموعة متنوعة من المعادن الثقيلة ، بما في ذلك النحاس والزرنيخ والكادميوم والزنك والرصاص. تشكل هذه المعادن مخاطر كبيرة على البيئة وصحة الإنسان إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح.

التأثير البيئي: قد تلوث المياه السامة من حفرة بيركلي المياه الجوفية القريبة ومصادر المياه السطحية ، مما قد يؤثر سلبًا على النظام البيئي المحيط. الحفرة متاخمة لنهر كلارك فورك ، وقد تم اتخاذ تدابير لمنع المياه الملوثة من الوصول إلى النهر.

مخاطر الحياة البرية: تشكل المياه السامة في حفرة بيركلي تهديدًا للحياة البرية التي تتلامس معها. على مر السنين ، أدت العديد من حوادث هبوط الطيور على سطح الماء إلى نفوقها بسبب الخصائص الحمضية والسمية للمياه.

معالجة المياه: للتخفيف من الأثر البيئي ، يوجد في Berkeley Pit نظام فعال لمعالجة المياه. يقوم النظام بضخ المياه ومعالجتها لإزالة المعادن الثقيلة ورفع مستوى الأس الهيدروجيني لجعلها أقل حمضية. تهدف عملية المعالجة هذه إلى منع المزيد من التلوث وحماية البيئة المحيطة.

هذا ومن اغرب الاكتشافات التي تمت حول هذه البحيرة أن بعض البكتيريا والفطريات يمكنها العيش في تلك المياه السامة وان هذه الكائنات الدقيقة يمكن استخلاص بعض العلاجات الطبية منها لبعض الأمراض الخطيرة كمرض السرطان وغيره.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

نصب جورجيا الغامض أحجار ارشادية للتأمل

يقع نصب جورجيا الغامض وسط المناظر الطبيعية الهادئة لمقاطعة إلبرت، جورجيا الأمريكية، وهو عبارة عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *