الدكتور الصيدلاني صبحي شحادة العيد *
لقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي بعد صلاة العصر مع الصحابة مقدار الظهراوین أثناء صيامه في رمضان (معنى الظهراوين وهي قراءة سورة البقرة وآل عمران وهذا يستغرق حوالي الساعة والنصف ).
إن الإنسان العادي يحتاج إلى 3000 کالوري في الطعام في اليوم ، يأخذ الجسم ما يحتاجه لتغذية الخلايا ولاستهلاك الطاقة اللازمة للنشاط البدني والفكري ويخزن الباقی في الكبد والعضلات وباقي أجزاء الجسم فهو يخزن في هذه الحالة حوالي 150 ألف کالوري في السنة لذلك يستطيع الإنسان أن يبقى 50 يوما منقطع عن الطعام ويعوض ذلك من مخزونه في الجسم .
إن عملية هضم الطعام تحتاج إلى 5 ساعات تليها مرحلة استفادة الجسم من الطعام التي تستغرق 5 ساعات أخرى فيصبح المجموع ۱۰ ساعات وهي المدة التي يستفيد منها الجسم بعد تناول الطعام .
إن المدة الزمنية بين أذان الفجر وآذان المغرب هي ۱۲ ساعة تقريبا وأما المدة بين آذان العصر وآذان المغرب هي ساعتان لذلك فإن الصائم عندما يتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر فإن هذه الوجبة سوف تمد الجسم بالطاقة لمدة 10 ساعات أي حتى وقت العصر لكن يبقى ساعتان قبل موعد الإفطار حيث لن يستفيد الجسم من وجبة السحور عندئذ يتدخل الجسم ليستفيد من المخزون السنوي الذي يقدر 150 ألف کالوري .
من هنا جاءت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الصائمين إلى المشي بعد صلاة العصر أثناء فترة الصيام في رمضان أي ساعتين قبل الإفطار وهي الفترة الزمنية التي يستفيد فيها الجسم من مخزونه السنوي .
إن المشي لمدة ساعة بعد سن الأربعين يساعد على استهلاك المخزون السنوي للطاقة الحرارية الموجودة في الجسم للعام القديم لأنه في حالة عدم طرح هذا المخزون سيأتي العام الجديد ويتراكم على المخزون السنوي القديم فيسبب زيادة في الوزن وزيادة في السموم داخل الجسم لذلك يجب استهلاك المخزون السنوي القديم حتى يتمكن الجسم من طرح السموم من داخل الجسم .
إن الكبد في رمضان تزداد قوته في مقاومة السموم إلى 5 أضعاف وذلك للحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم لذلك يجب على الصائم أن يمشي يوميا بعد صلاة العصر لمدة ساعة أو نصف ساعة بصورة منتظمة لكي يتمكن من طرح السموم من داخل الجسم .
كثير من الصائمون يظنون أن الراحة أثناء الصيام تجلب لهم الفائدة الصحية لأنها توفر لهم الطاقة إلا أن الأبحاث أثبتت عكس ذلك فالحركة العضلية أثناء الصيام وفي الفترة ما بعد الامتصاص الغذائي تؤدي إلى أكسدة أنواع معينة من الأحمضة الأمينية ينتج عنها الطاقة التي تستخدم في الحركة العضلية وبعد استفادة العضلات من الطاقة يتمكن حمض أساسي يسمى ALANINE الذي يساعد في تكوين الغلوكوز الجديد داخل الكبد والذي بدوره يتم استهلاکه داخل الجهاز العظمي للحصول على الطاقة وعلى هذا الأساس کلما زادت الحركة العضلية كلما زادت نسبة تصنيع الغلوكوز داخل الكبد .
عندما ينتهي الجهاز الهضمي من استهلاك الغلوكوز الجديد داخل الكبد يتجه إلى المخزون داخل الجسم فيبدأ بأكسدة الأحماض الدهنية وحرق الدهون داخل الأنسجة الدهنية وهذا يؤدي إلى تخليص الجسم من السموم والشحوم وهذا يسمى بعملية الهدم وبدون هذه العملية الناتجة عن الحركة العضلية أثناء الصيام لا يمكن أن تتم عملية التخلص من السموم الموجودة في الجسم والشحوم .
إن الحركة العضلية أثناء الصيام تساعد في تصنيع البروتين وهذا يسمى بعملية البناء ولو أن الصائم قضى يومه نائما لاستخدمت الطاقة في تكوين البرويتن فقط دون أن يتم التخلص من السموم والشحوم الموجودة في الجسم .
قال «انرو ويلز» وهو أشهر علماء التغذية في العالم بعد أن أعلن إسلامه من شدة إعجابه بالنظام الغذائي الذي كان ينصح به النبي صلى الله عليه وسلم : «إن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو أعظم عالم تغذية عرفته البشرية». .
*مستشار (دكتوراه) الغذاء الصحي والنباتات الشافية
محاضر دولي، رئيس لجنة الغذاء الصحي الاتحاد العربي
دكتور الغذاء الصحي والثقافة البدنيه PHD
EMAIL: drsubhi_eid@hotmail.com
مصدر الصورة
pixabay.com