خطوات اختيار العينات في البحث العلمي وأنواعها

تعرف العينات في البحث العلمي بانها مجموعة فرعية من الأفراد أو العناصر المختارة من عدد أكبر من السكان للدراسة أو التحليل.

حيث تُستخدم العينات في البحث العلمي لأنه غالبًا ما يكون من غير العملي أو المستحيل دراسة مجتمع بأكمله بسبب عوامل مثل الوقت أو التكلفة أو إمكانية الوصول.

وعليه فان العينات التي يتم اختيارها تكون ممثلة للمجتمع الأصلي الذي تتم دراسته وتحمل صفات مشتركة له.

تتضمن عملية اختيار العينة دراسة متأنية للتأكد من أنها تمثل المجتمع الذي تم سحبها منه، وهذا يساعد الباحثين على التوصل إلى استنتاجات حول مجتمع الدراسة بناءً على الخصائص الملاحظة داخل العينة.

مزايا استخدام العينات :

إن استخدام العينات في البحث العلمي يوفر العديد من المزايا:

1- الكفاءة: غالبًا ما تكون دراسة العينة أكثر كفاءة من حيث الوقت والموارد والجهد مقارنة بدراسة مجتمع بأكمله.

فهذا يسمح للباحثين بجمع البيانات واستخلاص النتائج دون الحاجة إلى دراسة كل فرد أو عنصر ضمن السكان.

2- تقليل التكلفة: يعد إجراء البحث على عينة أقل تكلفة بشكل عام من إجراء البحث على مجتمع بأكمله.

وهذا مفيد بشكل خاص عند العمل مع مجموعات كبيرة من السكان أو متفرقة جغرافيًا.

3- الجدوى: في بعض الحالات، قد يكون من المستحيل أو غير العملي دراسة مجموعة سكانية بأكملها بسبب القيود اللوجستية مثل الوقت أو التشتت الجغرافي أو إمكانية الوصول.

ويتيح استخدام العينة للباحثين التغلب على هذه القيود والاستمرار في استخلاص استنتاجات ذات معنى.

4- سهولة الإدارة: العمل مع حجم عينة أصغر يجعل جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها أكثر قابلية للإدارة.

نتيجة ذلك يمكن للباحثين تركيز جهودهم على مجموعة فرعية من السكان، مما قد يؤدي إلى فحص أكثر تعمقًا وشمولاً للبيانات.

5- القابلية للتعميم: على الرغم من أن العينات لا تمثل سوى مجموعة فرعية من مجتمع الدراسة، إلا أنها إذا تم اختيارها بشكل صحيح، فإنها لا تزال قادرة على تقديم رؤى قابلة للتطبيق على نطاق أوسع.

يمكن استخدام التقنيات الإحصائية للتوصل إلى استنتاجات حول مجتمع الدراسة بناءً على الخصائص الملاحظة داخل العينة.

6- انخفاض التباين: غالبًا ما تظهر العينات تقلبًا أقل مقارنة بالمجموعات السكانية، مما يسهل اكتشاف الأنماط والاتجاهات والعلاقات داخل البيانات.

وهذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج بحثية أكثر موثوقية وقوية.

7- الاعتبارات الأخلاقية: في بعض الحالات، قد لا تكون دراسة مجتمع بأكمله مسموحًا به أو عمليًا من الناحية الأخلاقية.

يتيح استخدام العينة للباحثين تقليل المخاطر والأعباء المحتملة على المشاركين مع الاستمرار في الحصول على بيانات قيمة.

8- إمكانية الحصول على معلومات وفيرة والتي تكون أكثر بكثير مما يسهل عليه الباحث من المجموع الكلي للأفراد والمجتمع.

9- سهولة الحصول على ردود وافية ومتكاملة دقيقة من خلال متابعة العينة وردودها

بشكل عام، يتيح استخدام العينات في البحث العلمي للباحثين إجراء دراسات بشكل أكثر كفاءة واقتصادية وأخلاقية مع الاستمرار في إنتاج نتائج مفيدة وقابلة للتعميم.

خطوات اختيار العينات

هناك تقنيات مختلفة لأخذ العينات تستخدم في البحث العلمي، بما في ذلك أخذ العينات العشوائية، وأخذ العينات الطبقية، وأخذ العينات العنقودية، وأخذ العينات الملائمة، وغيرها.

ويعتمد اختيار تقنية أخذ العينات على أهداف البحث، وطبيعة مجتمع الدراسة، والقيود العملية

1- تحديد مجتمع البحث الأصلي :

حيث يطلب من الباحث أو مجموعة الباحثين في هذه المرحلة تحديد المجتمع الأصلي ومكوناتها الأساسية تحديدا واضحا ودقيقا

2- تشخيص أفراد المجتمع:

وهنا يقوم الباحث بإعداد قوائم بأسماء جميع أفراد المجتمع الأصلي في الدراسة.

3- اختيار وتحديد نوع العينة:

إذا كان المجتمع الأصلي متجانس من حيث الخواص فإن أي نوع من العينات يفي بالغرض.

أما إذا كانت هناك اختلافات فإنه ينبغي توفر شروط معينة في العينة لتعطي الفرصة لكل أفراد المجتمع الأصلي أن تمثل.

فالعينة الجيدة هي التي تعكس خصائص المجتمع الأصلي وتمثله تمثيلا صحيحا ( ذكور- إناث- أهل الريف- أهل المدينة – أقسام علمية في الكلية …..الخ )

4- تحديد العدد المطلوب من الأفراد أو الوحدات في العينة :

يتأثر حجم العينة المختارة بعوامل عديدة أهمها مقدار الوقت المتوفر لدى الباحث وإمكاناته العلمية والمادية ومدى التجانس في المجتمع الأصلي ودرجة الدقة المطلوبة في البحث .

أنواع العينات في البحث العلمي

يتم في البحث العلمي استخدام أنواع مختلفة من العينات حسب طبيعة الدراسة وسؤال البحث والموارد المتاحة.

فيما يلي بعض الأنواع الشائعة من العينات المستخدمة في البحث العلمي:

1- العينة الطبقية :

ينقسم المجتمع إلى الطبقات والشرائح التي يشتمل عليها.

ففي هذا النوع من العينات، يتم تقسيم المجتمع إلى مجموعات فرعية أو طبقات بناءً على خصائص معينة (مثل العمر، الجنس، الحالة الاجتماعية والاقتصادية).

ثم يتم أخذ عينات عشوائية من كل طبقة،وهذا يضمن التمثيل من كل مجموعة فرعية.

مثال : إذا كان مجتمع البحث مكون من طلبة كلية الآداب.

فإن طبقات أو شرائح المجتمع تتكون من قيم التاريخ والجغرافيا وعلم النفس ….الخ ويقسم مجموع العينة المطلوبة على هذه الشرائح ويؤخذ عدد متساوي من كل منها مثلا 200 من كل قسم.

2- العينة الطبقية التناسبية أو العينة الحصصية :

الطبقية هنا تعني: الشرائح أو الطبقات التي ينقسم إليها المجتمع.

أما التناسبية: فينبغي أن يكون العدد المختار من كل شريحة أن يتناسب مع حجمها الفعلي داخل المجتمع الأصلي

مثال: إذا كان عدد كلية قسم اللغة العربية هو ضعف عدد طلبة قسم الجغرافيا في كلية الآداب المجتمع الأصلي فينبغي أن يمثلوا أيضا في العينة وفقا للنسبة أن يكون عدد طلبة اللغة العربية في العينة ضعف عدد طلبة الجغرافيا.

3- العينة العشوائية البسيطة :

عن طريق هذا النوع يكون لكل فرد من أفراد المجتمع فرصة متساوية لأن يمثل ضمن العينة أو تكون العينة العشوائية البسيطة مقيدة حينما يكون المجتمع الأصلي متجانس في خصائصه ويتم اختيارها بإحدى الطريقتين: القرعة – جدول الأرقام العشوائية.

4- العينة العشوائية المنتظمة:

وتعني اختيار العينة من بين مفردات المجتمع الأصلي بطريقة منتظمة.

فإذا كان عدد أفراد المجتمع الأصلي 300 وكانت العينة المطلوبة 150فإنه يتم اختيار رقم البداية عشوائيا أقل من ناتج القسمة الرقمين 20 وليكون رقم3.

ثم يتم زيادة هذا الرقم بمقدار ناتج القسمة فيكون الرقم الثاني 3+20= 23ثم 43 ثم 63…….الخ (استخدام هذه العينة يتناسب مثلا اختيار الصحف التي يتم تجديد مضمونها).

5- العينة العمدية أو الفرضية:

يكون اختيار هذه العينة على أساس حر من قبل الباحث وحسب طبيعة بحثه بحيث يحقق هذا الاختيار هدف الدراسة.

مثال: اختيار الطلاب الذين تكون معدلاتهم في الامتحان النهائي جيد جدا فما فوق لأن هدف الدراسة هو معرفة العوامل التي تؤدي للتفوق عند هذا النوع من الطلبة.

6- العينة الفرضية أو الصدفة:

يكون اختيار هذا النوع من العينات سهلا حيث يعمد الباحث إلى اختيار عدد من الأفراد الذين يستطيع العثور عليهم في مكان ما وفي فترة زمنية محددة وبشكل عرضي أي عن طريق الصدفة.

كأن يذهب الباحث إلى مكتبة ما ( إذا كان بحثه متعلقا مثلا بالقراءة والمكتبات ويقوم بتوزيع الاستبيان على من هم موجودين بالصدفة ).

وقد يضطر الباحث إلى اختيار هذا النوع من العينة لسهولة استخدامها. أي لأن الوقت لديه محدود.

ولكن من أهم سلبياتها أيضا لا تمثل المجتمع الأصلي تمثيلا صادقا خاصة إذا كان هناك تباين في خواص المجتمع الأصلي .

7- العينة العنقودية: يتم تقسيم المجتمع إلى مجموعات، ومن ثم يتم اختيار عينة عشوائية من العناقيد.

يتم تضمين كافة الأعضاء ضمن المجموعات المختارة في العينة. تعتبر هذه الطريقة فعالة من حيث التكلفة عندما يكون من الصعب الحصول على قائمة كاملة بالسكان.

8- العينة المنهجية: يتم هنا اختيار كل فرد من أفراد المجتمع بعد اختيار العضو الأول عشوائيًا.

يكون ذلك مفيدًا عندما تتوفر قائمة كاملة بالسكان ويريد الباحث توزيعًا متساويًا نسبيًا عبر السكان.

9- عينة الملاءمة: تُعرف أيضًا باسم عينة التوفر، وتتضمن اختيار الأفراد الأكثر ملاءمة كمشاركين.

إنها عملية سريعة وسهلة ولكنها قد تؤدي إلى التحيز لأنها لا تمثل جميع السكان.

10- أخذ عينات كرة الثلج: يتم استخدام هذه الطريقة عندما يصعب الوصول إلى السكان المعنيين.

لذلك يبدأ الباحث بمجموعة صغيرة من المشاركين ثم يطلب منهم إحالة مشاركين محتملين آخرين، مما يؤدي إلى تأثير “كرة الثلج”.

غالبًا ما يتم استخدامه في الدراسات التي تتضمن مجموعات سكانية نادرة أو موصومة.

11- أخذ العينات الهادفة: في هذا النوع من أخذ العينات، يتم اختيار المشاركين بناءً على معايير محددة يحددها حكم الباحث أو خبرته.

لذا يتم استخدامها بشكل شائع في البحث النوعي حيث ينصب التركيز على اختيار المشاركين الذين يمكنهم تقديم معلومات غنية ومتعمقة حول موضوع البحث.

12- أخذ عينات الحصص: يشبه أخذ العينات الطبقية، ولكن بدلاً من الاختيار العشوائي داخل كل طبقة، يتم اختيار المشاركين بناءً على حصة محددة مسبقًا.

غالبًا ما يتم استخدامه في أبحاث السوق حيث يريد الباحث التأكد من وجود عدد معين من المشاركين من مجموعات سكانية مختلفة.

13- أخذ العينات التطوعية: يختار المشاركون أنفسهم ليكونوا جزءًا من الدراسة.

في حين أن هذه الطريقة سهلة التنفيذ، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى نتائج متحيزة لأن أولئك الذين يتطوعون قد لا يمثلون جميع السكان.

وبناء عليه فإن لكل نوع من أنواع العينات مزاياه وقيوده الخاصة، ويختار الباحثون الطريقة الأنسب بناءً على أهداف البحث والقيود والموارد المتاحة.

هذا وتعتبر العينات حاسمة في البحث العلمي لأنها تسمح للباحثين باستخلاص استنتاجات حول مجتمع البحث.

دون الحاجة إلى دراسة كل فرد أو عنصر ضمن تلك المجموعة.

ومع ذلك، من المهم التأكد من أن العينة تعكس بدقة خصائص مجتمع البحث لتجنب التحيز وضمان صحة نتائج البحث.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

ديوان “همس مسموع ” بين التأمل العميق والتعبير الإنساني

ديوان “همس مسموع” للأديبة الأردنية حياة صالح دراغمة يتضمن مجموعة من القصائد النثرية التي تتميز …

تعليق واحد

  1. فداء محمود احمد

    مع جزيل الشكر لكم على هذا البحث المميز عن العينات واهميتها في البحث العلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *