الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
تعتبر الكنافة سيدة الحلويات الرمضانية تعشقها الأسر العربية على مدار السنة خصوصا في فصل الشتاء وشهر رمضان المبارك حيث أن الشخص الصائم يفقد كثيرا من السعرات الحرارية ومن طاقته خلال النهار فيعوضها بتناول الكنافة التي تحتوي على العديد من مكونات الطاقة التي يحتاجها الجسم وأهمها الطحين والسكر والجبن والسمنة والمكسرات.
وكلمة كنافة، كلمة عربية أصيلة وتعني الحضن أو الحرز أو الرحمة أو الستر، فكنف الله يعني حرزه ورحمته وستره، وقد قيل أن صانعي الحلويات في الشام هم أول من اخترع وابتكر الكنافة وقدموها مع القطايف إلى معاوية ابن أبي سفيان عندما كان واليا على الشام حتى أن اسمها ارتبط به رضي الله عنه فيقال عنها كنافة معاوية.
وتفنن في صناعتها صانعو الحلويات في مدينة نابلس الفلسطينية (الكنافه النابلسية ) فأضافوا لها الجبن الحلو والفستق حيث كانت تصنع أولا بدون الجبن وتعتبر الكنافة عندنا في بلاد الشام من الحلويات المفضلة ، سواء في الأفراح أو الأتراح كبيوت العزاء مثلا وهو تقليد جديد على مجتمعنا الذي تهلكه وتهلك جيوبه عاداته الاستهلاكية السيئة والمباهاة غير المبررة في كثير من الأحيان فكانت عاداتنا البسيطة وعلى مر السنين هي تقديم القهوة السادة وحبات التمر فقط في بيوت العزاء .
وقد تنوعت الكنافة وأشهرها المحشوة بالجبنة والبعض يفضلها محشوة بالقشطة او المهلبية ومنها السادة العادية ومنها ما يسمى التواصي وهي لعلية القوم حيث أنها تزخر بالمكسرات والفستق.
والجدير بالذكر أن ضرر الكنافة للجسم والمعدة وكميات ما قد تزود به أجسامنا من السعرات الحرارية يتناسب طرديا مع سعرها وهذا يعني انه كلما زاد سعرها كلما زاد ضررها بما تحتويه من سعرات حرارية ودهون مشبعة كمصدر للكولسترول والسكر للجسم مسببة الأضرار والمخاطر الصحية التي لا تحمد عقباها مستقبلا.
على كل حال يجب الحذر من الإفراط في تناول الكنافة فزيادة استهلاكها يؤدي حتما إلى ارتفاع في نسبة السكر في الدم والكولسترول إضافة إلى تسوس الأسنان والسمنة وللعلم فان قطعه صغيره من الكنافة أي نحو 100 غرام تزود الجسم بحوالي 450 سعر حراري والوقيه تزود الجسم بحوالي 900 سعر حراري والجدير بالذكر أننا نحتاج يوميا للقيام بالجهد والواجبات اليومية ما يساوي وزن الجسم بالكغم مضروبا ب 25 ، أي أن من كان وزنه حوالي 70 كغم هو بحاجه فقط إلى حوالي 1750 سعر حراري والفائض عن هذا الرقم يخزن في الجسم على شكل دهون وشحوم مسببة في زيادة الوزن والمخاطر الصحية الناتجة عن هذه الزيادة.
ولجعل الكنافة اقل ضررا ينصح بما يلي:
– يتم استبدال القطر بالعسل المذاب بالماء بنسبة 1 ماء إلى 1 قطر
– يفضل استخدام جبنة الماعز في إعدادها بدلا من غيرها لكونها اقل دسما
– يمكن استبدال الزبدة والسمنة والتي يدعون أنها بلديه بزيت الكانولا النباتي وهو موجود في المولات ومحلات السوبر ماركت الكبيرة
– عند استخدام القشطة هناك نوع من القشطة قليلة الدسم
– ينصح بعدم أكل أكثر من قطعه واحده يوميا والتي يجب أن لا يزيد حجمها عن حجم نصف كفة اليد
– يمكن تحلية الكنافة بالقطر الخالي من السكر كليا والسعرات الحرارية والمحلى بخلاصة عشبة الاستيفا ويطلق عليها أيضا الورقة السكرية أو ورقة برجواي الحلوة وهي تنمو وتستعمل للتحلية بدلا من السكر في معظم مناطق أمريكا الجنوبية ويوجد شراب وحبوب التحلية في الصيدليات من خلاصة ورق هذه العشبة في الأسواق العربية وتحت أسماء تجاريه مختلفة
* مستشار الثقافة البدنية والغذاء الصحي والنباتات الشافية، محاضر ورئيس لجنة الغذاء الصحي ، الاتحاد العربي للثقافة البدنية والغذاء الصحي.
صيدلية القدس الكبرى- اربد – الأردن
Drsubhi _eid@hotmail.com