تعمل بعض الأطعمة كحماية طبيعية ضد الاعتداءات الخارجية على الجسم/ pixabay

التغذية ودورها في تعزيز مناعة الجسم

مصطفى شقيب

الزنك وفيتامين ج وأوميغا 3

يمكن أن يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية إلى إضعاف أجسامنا التي تواجه اعتداءات مختلفة خلال فصل الشتاء (الفيروسات والبكتيريا وما إلى ذلك). وبالتالي يمكن أن يؤدي النقص إلى انخفاض في عدد الخلايا المناعية ، أو تغيير في إفراز الأجسام المضادة أو شفاء سيء للجروح. ومن شأن تغذية متوازنة تقوية جهاز المناعة، وغالبا ما يكون تناول المكملات الغذائية عديم الفائدة.

تناول الأسماك الدهنية والمأكولات البحرية

سمك السلمون والماكريل والسردين غنية بحمض الدوكوساهيكسانوينويك (DHA) وحمض إيكوسابنتان (EPA) والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة أو أوميغا 3. حسب بحوث امريكية اجريت على القوارض، فإن تناول الأسماك لمدة خمسة أسابيع يحفز نشاط الخلايا الليمفاوية من فئة باء المتخصصة في إنتاج الأجسام المضادة ضد الالتهابات .

توفر الأسماك الدهنية أيضا فيتامين (د) الذي، من بين أمور أخرى، يعزز تمايز الكُرَيَّاتِ البِيْضِ الوَحيدَة إلى الخلايا البلعمية ويزيد من قدرتها على تدمير مسببات الأمراض . المأكولات البحرية (المحار، الاسكالوب، بلح البحر) غنية بالسيلينيوم والزنك، وهما من مضادات الأكسدة التي تحفز جهاز المناعة. يُستخدم الزنك لأغراض الوقاية، ويقلل من خطر الإصابة بالبرد بنسبة 28٪ وبنسبة 68٪ مرض شبه أنفلونزا دون تحديد جرعة أو تركيبة في الدراسة .

11 ملغ و 9.9 ملغ
هي الكميات الموصى
بها من الزنك يوميا لرجل وامرأة على التوالي،
أي ما يعادل أربع محارات.

تعريفات

الخلايا المناعية خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع عن الجسم. من بينها، الخلايا الليمفاوية (B, T, NK, NKT) والخلايا البلعمية والخلايا الحبيبية.
أوميغا 3 الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة التي تعمل على تعديل الالتهاب. إذا تركت دون ضبط، يمكن أن تؤدي إلى استجابة مناعية غير كافية.
مضادات الأكسدة المركبات التي تنتجها النباتات للحماية من الاعتداءات البيئية. وهي قادرة، عندما نستوعبها، على تحييد الجذور الحرة، المؤيدة للالتهابات.

الرهان على الأطعمة المخمرة

العلاقة بين ميكروبيوتا الأمعاء وجهاز المناعة حاسمة ، حيث توجد 60 إلى 70٪ من الخلايا المناعية في الأمعاء. تحتوي الفواكه والخضروات المخمرة (المخللات ، مخلل الملفوف ، الكيمتشي الكوري ، الزيتون الأسود …) وكذلك المشروبات المخمرة ومنتجات الألبان (الكمبوتشا ، حليب “ريبو”، الزبادي، قشور الجبن، إلخ) على البروبيوتيك أو البكتيريا أو التخمرات اللبنية مثل العصيات اللبنية و الجراثيم ثنائية الشعبة، التي تساهم في تنظيم الجهاز المناعي . إضافة إلى ذلك، فإن الكفير، وهو حليب مخمر، سيكون بمثابة عامل مضاد للالتهابات. من شأن استهلاكه أن يعزز نضج الخلايا الليمفاوية (T et B) ويحفز إنتاج الخلايا البلعمية .

توفر الفواكه والخضروات العناصر الغذائية الرئيسية

الفواكه والخضروات مصدر بروفيتامين أ (المانجو والجزر واليقطين …) التي تساعد على تنظيم عدد ووظيفة ما يسمى بخلايا “القاتل الطبيعي” (NK)، وهي خلايا الدم البيضاء القادرة على تحديد الخلايا المصابة أو السرطانية لتدميرها. كما أنها توفر فيتامين E (الفواكه الحمراء والتفاح) الموجود في تكوين غشاء الخلايا المناعية، وكذلك فيتامين سي (الحمضيات، الكيوي) الذي يدعم هجرة خلايا الدم البيضاء إلى مواقع العدوى وإنتاج الأجسام المضادة . يُعتقد أيضا أن الاستهلاك اليومي من 5 إلى 10 جرامات من فطر شيتاكي المجفف يدعم المناعة بواسطة تحسين أداء الخلايا المناعية (الخلايا التائية، الخلايا القاتلة الطبيعية) .

القليل من اللحم ومخلفاته

تمتاز لحوم العجل و البقر والضأن والكبد بغناها بالحديد، ومن شأن نقصه أن يجعلنا أكثر عرضة للإلتهابات. جنبا إلى جنب مع الأسماك والبيض ومنتجات الألبان، توفر جميع الأحماض الأمينية اللازمة لتصنيع الخلايا المناعية والأجسام المضادة القادرة على تحديد وتحييد مسببات الأمراض. كما أنها مصادر لفيتامين ب 12، وهي مفيدة للأداء السليم لبعض الخلايا الليمفاوية التائية(T). بالإضافة إلى غناه بفيتامين أ و د، يوفر كبد العجل النحاس (20 ملليغرام لكل 100 غرام)، وهو مضاد للالتهابات ومضاد للبكتيريا.

ملح أقل على الطاولة

الإفراط في تناول الملح يقلل بشكل كبير من الاستجابة المضادة للبكتيريا للخلايا المناعية، وفقا للدراسات الألمانية . كانت الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالملح أكثر تأثراً بالعدوى التي تسببها بكتيريا Escherichia coli و Listeria ، وتعافت بشكل أبطأ بكثير من القوارض التي لم تتغذ على هذا النظام الغذائي. لدى البشر، أدى اتباع نظام غذائي عال الصوديوم (6 جرامات من الملح الإضافي يوميًا) لمدة أسبوع إلى تثبيط عمل الخلايا المحببة، وهي الخلايا المناعية التي تهاجم البكتيريا بشكل أساسي.

يقول لوك سينوبير أستاذ التغذية الفخري بجامعة باريس “لا يوجد سبب لتناول مكملات الزنك أو النحاس أو السيلينيوم أو فيتامين سي دون نقص حقيقي. لا يوجد أي دليل على مشتقات العسل (بروبيوليس، غذاء ملكات النحل …) وتقوية المناعة المفترضة. إضافة إلى ذلك، تحذر وكالة السلامة الصحية للتغذية بفرنسا من المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد “منشطة للمناعة” مثل الصفصاف، والمروج، والكركم، وعرق السوس، إلخ. فقد تعطل الدفاعات المناعية الطبيعية للجسم، ولا سيما ضد Covid-19.

مترجم عن مجلة
Sciences et Avenir – La Recherche – Octobre 2022 – N° 908.p. 76-77.

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *