مناعة الجسم البشر تتعرض للضعف الشديد عند العيش في بيئة قليلة الجاذبية/ pixabay

تراجع نظام مناعة الجسم سيمنع البشر من استيطان القمر والمريخ

المهندس أمجد قاسم
كاتب علمي متخصص بالشؤون العلمية

تشير احدى الدراسات الى ان المناعة البشرية تتأثر بسبب تعرض الجسم لجاذبية ضعيفة على مدى فترة زمنية طويلة نسبيا، كما هو الحال عند العيش على سطح القمر او على سطح كوكب المريخ، وهذا سيكون مانعا لاستيطان البشر هناك حسب ما تم نشره في دورية ” نيتشر سيانتيفيك ريبورتس ” العلمية مؤخرا.

هذه الدراسة والتي أجراها فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وروسيا حيث تمت دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على تكوين البروتين في عينات دم من 18 رائد فضاء روسي عاشوا في محطة الفضاء الدولية لمدة 6 أشهر.

ووجد الباحثون تغييرات مثيرة للقلق في جهازهم المناعي، حيث باتوا يواجهون صعوبة بالغة جدًا في مكافحة فيروس بسيط مثل الزكام.

وأشار الفريق إلى أن نظام المناعة البشرية يتعرض للضعف الشديد من خلال السفر الفضائي حتى أن فيروس بسيط يمكن أن يثبت في قتل الإنسان.

وقال البروفيسور إفجيني نيكولايف من معهد موسكو للفيزياء: “أظهرت النتائج أنه في حالة انعدام الوزن، فإن الجهاز المناعي يتصرف بشكل عشوائي، حيث لا يعرف ماذا يفعل ويحاول تشغيل جميع أنظمة الدفاع الممكنة”.

وقالت الدكتورة إيرينا لارينا، الباحث المشارك في الدراسة، وعضو مختبر الفيزياء الجزيئية بمعهد موسكو للفيزياء: “عندما فحصنا رواد الفضاء بعد أن قضوا في الفضاء 6 أشهر، وجدنا أن نظامهم المناعي قد ضعف”.

وأضافت: “مناعتهم لم تحميهم من أبسط الفيروسات، نحن بحاجة إلى تدابير جديدة للوقاية من الاضطرابات المناعية خلال الرحلات الطويلة للفضاء”.

ومنذ منتصف القرن العشرين، عكف العلماء على دراسة الآثار السلبية للمكوث في الفضاء على جسم الإنسان، ووجدوا أن انعدام الجاذبية يؤثر على عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم الحرارة، وإيقاع القلب، وصحة العضلات، وكثافة العظام، ونظام التنفس.

وفي العام الماضي كشفت دراسة أميركية أن رواد الفضاء الذين سافروا في البعثات القمرية كانوا أكثر احتمالا للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 5 أضعاف من مكثوا على الأرض. ورجحوا أن يكون ذلك بسبب تأثير الإشعاع القاتل في الفضاء، حيث من الصعب أن يعيش الإنسان حياة طبيعية في كوكب آخر غير الأرض.


وتخطط وكالة الفضاء والطيران الأميركية “ناسا” على المدى الطويل إلى إنزال رواد فضاء على سطح المريخ في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

ويهدف مشروع “مارس ون” الذي ترعاه “ناسا”، إلى إرسال مجموعة من الأشخاص في رحلة ذهاب بلا عودة إلى سطح المريخ للعيش عليه، مع العمل في نفس الوقت على تصويرها وتسويقها كعرض تلفزيوني، وبالفعل تطوع 200 ألف شخص تقريبا من 140 دولة حتى الآن للقيام بالرحلة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

الجمال الغامض لسديم السرطان

يقع سديم السرطان Messier، ضمن النسيج السماوي لكوكبة برج الثور، ويمثل أعجوبة فلكية. تعود أصول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *