الدورة الشهرية عند المرأة وانتظامها

الحيض او الطمث هو الدم الذي يخرج من جسم المرأة بشكل دوري منتظم. وهو يحدد نهاية دورة شهرية وبداية دورة اخرى، ويحدث الطمث عادة كل ۲۸ يوما، يأتي الدم من جدار الرحم الداخلي، فيمر من فتحة عنقه الى المهبل حيث يتوقف قليلا ثم يخرج.

والحيض يعني ان البويضة لم تخصب. فالغشاء المخاطي الذي تكون على جدار الرحم لم يعد له مبرر، لذلك يطرد خارجة. اذا الحيض ينتج عن طرد غشاء جدار الرحم. وغشاء الرحم يتعرض شهريا لتغيرات كبيرة استعدادا لحمل متوقع. هذه التغيرات تحدث بتأثير الهرمونات المبيضية: الاستروجين والبروجسترون.

مع نهاية الحيض، اعتبارا من اليوم الرابع للدورة الشهرية يبدأ غشاء الرحم بالتكون مجددا، ويتكثف هذا الغشاء تدريجيا حتى يصبح غليظا، وتنشأ فيه غدد وأوعية دموية بتأثير الاستروجين الذي تفرزه الجريبات المبيضية. وفيما يتكثف الغشاء فانه يتهيأ لاستقبال بويضة مخصبة. واذا لم تخصب البويضة في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية فان الجسم الأصفر (غدة تنشأ على انقاض الجريب المبيضي) يتوقف فجأة عن افراز هرمون البروجسترون ويضمحل.

هذا الهبوط المفاجيء والكبير لنسبة الهرمونات في الدم يحدث تقلصات صغيرة على مستوى الاوعية الدموية المنتشرة في غشاء الرحم. ويتبع ذلك نوع من اختناق غشاء الرحم الذي ينسلخ عن جدار الرحم على شكل قطع محدثا انزفة موضعية صغيرة. فبجموع هذه الانزفة يشكل جريان الدم، وهو ما نسميه الحيض او الطمث.

تقدر كميات الدم النازف بنصف كوب لكل حيض، ومع ذلك يمكن أن تتغير كميته ومدته من امرأة لأخرى، أو من دورة الى اخرى بالنسبة للمرأة الواحدة. ويزيد الدم قليلا عن المعتاد اذا كانت المرأة تضع لولبا مانعا للحمل، وينقص قليلا اذا كانت تستعمل حبوب المانع.

من خصائص دم الحيض انه لا يتخثر، وهذا يرجع لوجود انزيمات مسيلة للدم في تجويف الرحم. وقد لا يكون تأثير الانزيمات کاملا فتظهر بعض القطع المتخثرة. ويحتوي دم الحيض على مخاط تفرزه غدد الرحم وعلى قطع من غشاء الرحم.

الدم الذي يأتي من جدار الرحم معقم تماما وليس له رائحة. أنة يكتسب تلك الرائحة الخاصة اثناء مروره بالمهبل حيث توجد انواع من البكتيريا، ويمكن تلافي الرائحة المزعجة بإتباع قواعد صحية تعتمد على التنظيف واستبدال الفوط الواقية في اوقات متقاربة.

مدة الحيض في العادة هي من اربعة الى خمسة ایام، ويكون الحيض على اشده في اليومين الثاني والثالث، ويمكن أن تطول المدة لدى المرأة التي تضع لولبا مانعا للحمل، وتقصر لدى المرأة التي تستعمل حبوب تنظيم النسل. والحيض القصير او الضعيف يدل على نقص كمية هرمون البروجسترون الضرورية لانسلاخ غشاء الرحم بشكل طبيعي، واذا تجاوز الحيض اسبوعا فهذا يدل على حالة شاذة.

يمكن تقديم الحيض او تأخيره بارادتنا، وذلك شرط تناول الحبوب المانعة للحمل. وبما أن الحيض يظهر بعد يومين او ثلاثة من التوقف عن تناول الحبوب، تستطيع المرأة تأخيره او تقديمه الى الوقت الذي تريد. ومع أن هذه الطريقة غير خطرة، الا انه يجب اللجوء اليها عند الضرورة فقط، كأن تكون المرأة على سفر او في امتحان.

يكون الحيض حالة شاذة اذا كانت الدورة الشهرية منتظمة حتى تاريخه ثم اصبحت غير منتظمة، واذا كانت المدة بين حيضين اقل من 21 يوما او اكثر من 35 يوما، واذا استمر الحيض اكثر من اسبوع وكان الدم غزيرا، واذا اختفى الحيض او لم يظهر الا من وقت الى اخر على نحو غير منتظم.

د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *