مساعدة الأبناء على اجتياز الامتحانات

يبدأ الطلبة الدراسة والتحضير والاستعداد للامتحانات عندما يقترب موعدها، فكل أسرة ترغب في أن ترى ولدها أفضل من غيره بل تريده دوما متفوقا على أقرانه. ونلاحظ أن الكثير من الأسر تأخذ الأمر بشكل غير طبيعي فتعلن حالة الطوارئ في البيت، فالأب والأم لا يغادران البيت من اجل تدريس ومراقبة ومتابعة الأولاد، وبعض الأسر تستعين بالمدرسين الخصوصيين.

نعم إن الامتحان أمر مهم فالجميع يخاف من هذه الكلمة ومن منا لم ترتعد أوصاله أيام الدراسة حتى هذه الأيام خاصة عندها يتقدم الواحد لوظيفة ما، أو امتحان رخصة سواقه أو ما شابه ذلك، فالامتحان لا يزال من أهم أدوات قياس المعلومات عند المختبرين، ويشكل الأداة الأكثر مدعاة للقلق والخوف ، فالامتحان شر لا بد منه ، ولكن يتعين علينا إيجاد أفضل السبل للتخلص من هذا القلق والخوف عند الطلبة والأسرة على السواء.

يقع على عاتق الطلبة ومن هم في محيطهم من أسرة ومدرسين مسؤوليات وواجهات تهدف في النهاية إلى جعل عملية التعلم مرنة وشائقة لا أن تكون صعبة ومملة ، لأن عملية التعلم لا تقتصر على المدرسة ومن فيها من هيئة تدريسية كما يعتقد الكثيرون بل على تعاون البيت مع المدرسة ، فعلى المدرسة والبيت أن يهيئا الجو المناسب لعملية التعلم والدراسة ، لذا سنبدأ نقاشنا هنا بدراسة أهمية مكان الدراسة والشروط المطلوب توافرها فيه والأسس التي ينبغي إتباعها خلال عملية الدراسة وسوف نرى أن هذه الأمور ضرورية جدا لعملية الدراسة والتعلم ، وكذلك دور كل من الأسرة والمدرسة .

مواصفات مكان الدراسة :

1. الإضاءة الكافية ٠
2. التهوية اللازمة بحيث يحدد مكان مناسب من الغرفة يكون قريبا من النوافذ والتهويات والإنارة وتوضع كل الوسائل المطلوبة للتعلم كطاولة الكتابة ، والكرسي ، ومكتبة لوضع الأدوات المدرسية عليها.
3. تعويد الطالب على المكان المخصص للقراءة والكتابة ، وان لا يتعود القيام بالأعمال والواجهات المدرسة في مكان آخر مثل السرير أو على كرسي وثير قد يؤدي إلى النوم ٠
4. عدم القيام بواجبات أخرى غير الواجبات المطلوبة للمدرسة في المكان المخصص للدراسة مثل الأكل والشراب وسماع الراديو أو مشاهدة التلفاز وخلافه .
5. الحرص على الهدوء التام في أثناء الوقت المخصص لأداء الواجبات المدرسية أو الاستذكار للامتحانات العامة بخفض صوت الراديو او التلفاز وإبعاد جميع الوسائل الترفيهية عن المكان المجاور لمكان الدراسة أو المكتب المخصص للقراءة والكتابة مما قد يؤثر على تركيز الطالب.
6. وضع ساعة منبهة حتى يتسنى له مراقبة الوقت وقياسه لمعرفة كم يستغرق من الوقت لأداء مهمة دراسية معينة.
7. الحرص التام على وجود جميع أدوات القرطاسية والأدوات التعليمية المطلوبة لأداء الواجهات المدرسية والتأكد من وضعها قريبة من الطالب لتصبح في متناول يده عند الحاجة إليها حتى لا تكون سببا لإبعاده عن مجال الدراسة ٠
8. مساعدة الطالب على ترتيب وحفظ الأوراق الدراسية وتعويده على ذلك.

الأسس الواجب إتباعها خلال الدراسة وهي:

1. تعويد الطالب على دراسة الموضوعات الأصعب أولا لأيه يكون بكامل نشاطه والمواد الصعبة تحتاج إلى جهد أكبر والمواد السهلة تحتاج إلى جهد اقل ، إضافة إلى ضرورة انجاز الصعب منها قبل الشعور بالنعاس والملل.
2. مساعدة الطالب على تقسيم أوقات الدراسة بحيث لا تكون مدة الدراسة طويلة ومستمرة فبدلا من أن تكون ثلاث ساعات متواصلة يمكن تقسيمها إلى فترات كل فترة خمسون دقيقة تأتي بعدها استراحة تستغرق عشر دقائق يعمل بها الطالب فيها ما يريد .
3. معرفة أفضل الأوقات وأنسبها للدراسة ، إذ ربما يفضل بعض الطلبة الفقرة الصباحية الباكرة . أو بعد تناول الغذاء بساعتين ويستدل على ذلك بالملاحظة ٠
4. كتابة المعلومات على بطاقات صغيرة ومراجعتها كلما سمح الوقت بذلك وبخاصة عند حفظ معلومات او تعريفات لمصطلحات علمية معينة.
5. التأكد من أن الطالب قد حصل على وقت كاف من النوم بحيث لا تقل عن سبع ساعات والاهتمام بعملية التغذية وعدم تناول المنبهات لأنها تساعد على زيادة التوتر ٠
6. العمل بشكل جاد خلال فترات الدراسة وعدم تشتيت انتباه الطالب بسبب وجود أفراد آخرين في البيت وضرورة توفير الهدوء التام ما أمكن .

الامتحانات:

إن عملية الاستعداد للامتحان مسؤولية تشارك فيه الأسرة والمدرسة والطالب وهي تمر بثلاث مراحل، الأولى مرحلة ما قبل الامتحان والثانية مرحلة تأدية الامتحان نفسه ، والثالثة مرحلة ما بعد تأدية الامتحان، وسنناقش هنا المسؤولية الملقاة على عاتق الأسرة والطالب خلال كل مرحلة .

دور الأسرة في عملية الاستعداد للامتحان:

1. محاولة تحديد مسؤولية كل فرد في الأسرة، فالأب لن يستطيع مساعدة جميع الأولاد الذين هم بحاجة إلى التدريس، لذلك قد يكون من الضروري أن تساعد الام أو الأخ الأكبر أو أي شخص مؤهل في أداء هذا العمل.
2. وضع جدول الامتحان بين لدى من يقوم بعملية المراجعة مع الأبناء ومتابعتهم وأن يكون هذا الجدول في مكان نستطيع مشاهدته بيسر.
3. إزالة رهبة وسلبية الامتحان بحيث لا يقرن الامتحان بالرسوب أو الضياع ومحاولة إيضاح الجانب الايجابي من اجتياز الامتحان.
4. عدم مقارنة الابن بالآخرين أو حتى بأخيه، وعدم وصمه بصفات قد تنفره من عملية الدراسة ٠
5. مساعدة الطالب على اتباع برنامج يحتوي على ساعات الدراسة والنشاطات الأخرى ٠
6. المحافظة على الهدوء وشرح المفاهيم خد الواضحة للطالب بشكل جيد.
7. التركيز على الجوانب الايجابية عند الطلاب ومدحهم على جهدهم الدراسي وتقوية عزائمهم.

دور الأسرة في مرحلة ما قبل الامتحان:

تعد مرحلة ما قبل الامتحان مهمة وعلينا أن نحضر لها وأن نتبع الآتي:

1. ملاحظة تقسيم الوقت إلى خمسين دقيقة للدراسة وعشر دقائق للراحة ٠
2. التأكد من أن الأبناء يدرسون في تلك الفترة بحيث يكون هناك زيارات متقطعة تشجيعية.
3. مساعدة الطالب على استيعاب المفاهيم الكثيرة ٠
4. يطلب من الطالب أن يقوم بالإجابة عن الأسئلة الموجودة في الكتاب ثم تدقق الإجابات مع توضيح الأخطاء وكيفية تجاوزها بلا غضب مع تكرار التمرين ٠
5. الاعتناء بتغذية الطالب وتنظيم ساعات نومه.
6. توضيح اهمية هذه المرحلة وأثرها على حياة الطالب الدراسية بالترغيب لا بالترهيب ٠
7. الاهتمام بفترات الراحة ٠
8. لفت نظر الطالب لبعض الأمور مثل:

أ‌- استعمال خريطة المعلومات والرسومات كأداة يلخص بها جميع المفاهيم ٠
ب‌- ضرورة فهم الرسومات التوضيحية.
ت‌- التأكد عن أنه قد راجع الاختبارات السابقة وتعرف إلى أخطائه فيها والتأكد من انه قد تجاوز مرحلة الضعف فيها.
ث‌- المقارنة بين الأسئلة التي كتبها في خريطة المعلومات وبين أسئلة الاختبارات السابقة ٠
ج‌- تشجيع الطالب على استعمال التلخيصات التي حضرها من قبل للقراءة قبل الامتحان ٠

9. تدريب الطلاب على استعمال الاختبار الذاتي من خلال كتابة بعض الأسئلة التي يتوقع أن تأتي في الامتحان ، وأن يوضع الطالب وبإشراف من الأسرة تحت ظروف شبيهة بالاختبار، ومن ثم يحدد وقتا للإجابة عن هذه الأسئلة ثم تصحح الورقة، وينبه الطالب للأخطاء ويقوم هو بتصحيحها مرة أخرى ، وعليه ان يدرس الأخطاء التي وقع بها بدقة ، وفي النهاية يعود لكتابة الأسئلة وأمامها الأجوبة الصحيحة للإطلاع والمذاكرة .

دور الأسرة في مرحلة الامتحان وقبله :

يتمثل دور الأسرة في مساعدة الطالب على الصحو باكرا لتناول إفطاره ومراجعة دروسه إذا أراد ذلك ، وانه بإمكانه الاطلاع على خريطة المعلومات والتلخيص والحديث معه بشكل مفرح وإخباره عن كيفية قضاء عطلة نهاية الأسرع أو عطلة الامتحان ، ومحاولة منحه الثقة بنفسه وأن الإيمان بالله سبحانه وتعالى يضفي على الإنسان الراحة وتذكيره بأهمية قراءة القرآن الكريم وأداء الفروض في أوقتها قبل الدخول للامتحان لأن ذلك يريحه وسيشعره بالاطمئنان.

ويتمثل دور الأسرة في مرحلة ما بعد الامتحانات في مراجعة الأسئلة مع الطالب ثم سؤاله عن كيفية الإجابة ومراعاة عدم توبيخه ان اخطأ بل إرشاده إلى الحل الصحيح .

وهناك بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها مثل :

1. جمع الأسئلة في مكان معروفه له .
2. الاستراحة قبل البدء بالدراسة للمادة الأخرى ٠
3. إعطاء مزيد من الثقة لقدراته ٠

هذه الملاحظات تشمل جميع المراحل ما عدا المرحلة الابتدائية التي تقوم أصلا على جعل فترة رفاهية للطفل بحيث تكون مرحلة تطوير لمفهوم الامتحان الايجابي وليس السلبي ، ان تشجيع الطالب وإشعاره بأنه مهم، وإعطائه بعض التعليمات ضروري جدا.

دور المعلم في عملية الاستعداد للامتحان:

يجب أن يكون الامتحان أو التصريح عن موعد الامتحان إيجابيا بمعنى أن لا يقرن الامتحان بالتهديد والوعيد وأن يوضح أهمية الامتحان بالنسبة للطلبة والتركيز على التشجيع بدلا من الوعيد وعلى الأثر الطيب الذي تتركه العلامة الجيدة على الطالب وذويه ٠
ولا بد من وجود فترة مراجعة كل المواد قبل البدء بالامتحان الفصلي ويستطيع المعلم أن ينبهه بأن حصص المراجعة تركز على الجوانب الآتية :

1. تمرين الطلاب على تكوين أسئلة عن كل فصل دراسي ٠
2. تحضير مجموعة من الأسئلة قبل الحضور للمدرسة وكأنها اختيار نهائي ويقوم الطالب بالاجابة عنها ويصحح الورقة حسب الجواب الصحيح الموجود في الكتاب أو دفتر الملاحظات ، ثم يقوم بكتابة الإجابة الصحيحة مع الأسئلة لإحضارها للمدرسة ٠
3. طرح الأسئلة من قبل الطالب وأن يبدأ المدرس بإدارة الفصل ومناقشة الأسئلة المطروحة وتوضيح الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة ٠
4. كتابة قائمة بالأسئلة التي يعتقد بأنها جيدة وتغطي المادة ٠
5. عدم التقيد بحصة واحدة ، إذا لم يكن الوقت كافيا.
6. عندما يحضر الطالب في الحصة الأخرى يكتب المعلم جميع الأسئلة ويأخذها الطلبة مع الإجابات الصحيحة ٠
7. يختار المعلم من المواد الأدبية والاجتماعية مجموعة من الأسئلة ويقوم الطلبة بحلها ويشترك في ذلك أكبر عدد منهم ٠
8. توضيح الطريقة الصحيحة لحل الأسئلة وشرحها وتوضيحها.
9. تعويد الطلبة على استعمال خرائط المعلومات وكيفية كتابتها عند الامتحان والاستعانة بها في تحضير أجوبة الأسئلة.

دور المعلم في مرحلة تأدية الامتحان :

1. عند تقدر الامتحان يحاول المدرس قدر الإمكان أن يبدأ الامتحان بصورة إيجابية وطمأنتهم بانهم يستطيعون اجتياز الامتحان.
2. أن تكون أسئلة الامتحان واضحة ٠
3. أن يكون وقت الامتحان كافيا.
4. يقوم المعلم بمراجعة أوراق الامتحان بحيث تكون خالية من الأخطاء الطباعية فإن وجدت فإنه يتوجب على معلم المادة أو من يقوم بالمراقبة بدلا منه توضيحها للطلبة .
5. أن يوضح المعلم بداية الامتحان وشروطه ومدته.
6. أن يلفت نظر الطلاب إلى أهمية التعليمات المتعلقة بالامتحان من حيث عدد الأسئلة المراد إجابتها أو الوقت أو أي تعليمات أخرى.


دور المعلم والمدرسة في مرحلة ما بعد الامتحان:

يقوم المدرسون بمراجعة الأسئلة مع الطلبة والإجابة عنها وتوضيح النقاط التي أخفق معظم الطلبة أو جزء منهم في الإجابة عنها ، أما دور المدرسة فيتلخص في :

1. تقديم المساعدات والتسهيلات لمعلم المادة للقيام بما ذكر أعلاه .
2. على المشرف التربوي التأكد من أن ذلك قد اتبع بشكل صحيح وان الاستفادة منها قد تحققت ٠
3. على المدرسة إثابة المتفوقين في أدائهم وتشجيع المتخلفين في ذلك وحثهم على الدراسة.
4. التأكد من طرق التصحيح والمراجعة ٠

إعداد المعلم ، نجيب عهد الرحمن حجة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *