مدى تحمل شجرة نخيل التمر للملوحة في مياه الري (دراسة)

أجريت هذه الدراسة في مزرعة خاصة لنخيل التمر في تاجوراء وتقع على بعد 20 كم شرق طرابلس. و أجريت الدراسة على أنواع تمور واسعة الانتشار في المنطقة الساحلية من ليبيا وخاصة: الحرة و البرنسي و البيوضي والطابوني .

كانت الأشجار بعمر 20-30 عاماً تروى بالغمر من آبار لوثها دخول مياه البحر إليها حيث بلغت درجة ملوحتها 5000 جزء بالمليون من إجمالي الأملاح القابلة للذوبان.

كانت الغاية من الدراسة هي تحديد درجات تركيز الكلورات والبوتاسيوم والصوديوم في وريقات هذه الأنواع و اشواكها. وقد تم اختيار أربع أشجار نخيل تمر من كل نوع وتجميع وريقات وأشواك من هذه النخلات.

ثم جرى تحليل العناصر, فبينت النتائج أن الملوحة قد أثرت على تركيز العناصر المختلفة في الأنواع كلها. ازداد تركيز الكلور والبوتاسيوم والصوديوم كثيرا حيث بلغت درجة تركيز الكلور والبوتاسيوم والصوديوم في الأشواك 1.06% و0.5% و1.08% على التوالي.

وبالنسبة للوريقات، بلغت درجات تركيز الكلور والصوديوم والبوتاسيوم 0.79% و0.13% و0.44% على التوالي. ومن الواضح أن درجات تركيز هذه العناصر في الأشواك أعلى مما هي عليه في الوريقات , مما يشير الى أن الأشواك كانت عبارة عن مجمع لتراكم الكلور.

ثم أجري تحليل لعينات تربة ومياه من المزرعة نفسها وحددت درجة الملوحة الإجمالية والناقلية الكهربائية، فكشفت النتائج أن درجة الملوحة كانت مرتفعة في كل من المياه والتربة (حيث وصلت الى 5000 جزء بالمليون وكانت بين 0.71 الى 1.56 ميلي موز/سم في التربة).

وبينت النتائج أيضاً أن زيادة درجة الملوحة تؤدي الى ازدياد محتوى الوريقات والأشواك من الكلور والصوديوم والبوتاسيوم وأن الزيادة في الأشواك كانت أكبر مما هي عليه في الوريقات، كما كشفت أن الكلور قد تراكم بقدر أكبر من الصوديوم وفي الأشواك بشكل أكبر من الوريقات على وجه الخصوص.

ويعزى هذا التراكم الكبير للكلور والصوديوم والبوتاسيوم إلى أن أشجار النخيل تعمل على تعديل التناضح لإعطاء الأشجار قدرة أكبر على تحمل الملوحة.

محمد م. بن اسماعيل وسعيدة آ. دغيم
كلية الزراعة، جامعة طرابلس
طرابلس ، ليبيا
benismail2001@yahoo.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهم أعداء نحل العسل من الحشرات والطيور

يواجه نحل العسل أعداء طبيعيين يتسببون بقتله والاعتداء عليه، ويتناول المقال التالي أهم أعداء نحل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *