كائنات حية دقيقة تعيش في اجسامنا

جسم الانسان ليس ملكا لصاحبه، هذا ما قاله العالم الاميركي “كليف ديش” عندما قام بتمشيط رأسه ولا سيما في منطقة فرق الشعر، حيث وضع محتويات المشط تحت المجهر فوجد عالما من الكائنات الحية.

بينت المشاهدات وجد نوعين من العثة او السوس الصغير جدا بين خصلات الشعر، احد النوعين من العثة يعيش على جراب الشعر والنوع الثاني يعيش على الغدد الدهنية بفروة الرأس. ووجد عشرات انواع البكتيريا والفطريات تسكن جلد الرأس، كما اكتشف كائنات اخرى كثيرة تسكن الجسم منها الطفيليات والقراد والبعوض الاسود وبق الفراش الذي يمتص دم الانسان كي يعيش، وكذلك قمل الجسم وسوس الجرب وجميعها تؤرق الانسان المصاب وتسبب الازعاج وعدم النوم الطبيعي ليلا، وتجعل الانسان يشعر بالاشمئزاز والتوتر العصبي والكسل نهارا بالاضافة الى ما تنقله له من امراض معدية تدمر حياته.

ان الانسان لا يدري انه ضحية لكائنات مفترسة رغم صغر حجمها الى ما هو اصغر من جزء من الملمتر، ومن المعروف ان الطفيليات مثل القراد والبعوض تؤدي الى التهاب الدماغ الذي يرعب اكثر الدول ومن بينها الاكثر تقدما.

ويجهل الناس ان فراش نومهم هو مسكن للالاف من عثة الغبار التي تتغذى على الخلايا الميتة ولكنها تسبب ازمة الربو للكثير من الناس.

منذ منتصف القرن العشرين بدأت بعض الامراض تظهر من جديد وبشكل مكثف كالملاريا وحمى الدنج وحمى مالطا، ذلك لأن بعض الحشرات الناقلة لهذه الامراض وغيرها بدأت تتزايد في معظم دول العالم بما فيها دول كالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا كانت قد اعلنت سابقا نظافتها من هذه الامراض.

واسباب ظهور هذه الامراض من جديد واقوى من السابق يعود الى ان الحشرات التي طورت مقاومتها للمبيدات الحشرية كما طورت الجراثيم التي تنقلها مقاومتها لاقوى العقاقير والأدوية.

وحتى الطفل الرضيع لا يسلم جسمه الضعيف من هجوم هذه الكائنات الاكولة. فقد اثبتت الدراسات المختبرية ان الطفل اثناء مص حلمة ثدي الأم تنتقل اليه فطريات وبكتيريا عدة لأن حلمة الثدي تحيط بها العديد من هذه الكائنات، لذا يوصي الاطباء بتعقيم الحلمة قبل بدء الرضاعة، علماً بأن بعض العلماء يؤكدون ان البعض انواع الفطريات التي تعيش على حلمة ثدي الانثى مفيدة لجسم الانسان.

ومن اكثر ضحايا الاصابة بعدوى قمل الرأس تلاميذ المدارس وبالأخص من هم في سن الدراسة الابتدائية، فاذا اصيب احد التلاميذ سرعان ما تنتشر العدوى بين بقية اعضاء الصف وتجدر الاشارة انه في عام 1999 استخدم رجل من اوكلاهوما بالولايات المتحدة محلولا ساما جدا لتنظيف فروة رأس ابنه من القمل فأصيب الطفل الذي كان عمره ست سنوات بمرض في القلب وضرر بالمخ، لذا يجب ان نكون شديدي الحساسية تجاه هذه الكائنات وبالافراط الذي عمله هذا الرجل لابنه فهناك وسائل اكثر فائدة من مكافحة هذه الحشرات والفطريات والجراثيم دون ان تسبب اذى لنا وذلك بالنظافة العادية والمستمرة سواء لأجسامنا او لمفروشاتنا أو ملابسنا ومنازلنا بشكل عام مع استخدام بعض المطهرات غير السامة.


ومع كل ما ذكر من هجمات بعض انواع الكائنات الحية لأجسامنا وسلبنا الراحة والسعادة فان هناك كائنا اخرى مفيدة تعيش على جسم الانسان مثل البكتيريا غير الضارة التي تفيد الجسم بمنع البكتيريا من العثور على رأس جسر اليه. ويحمل العرق ملايين خلايا البكتيريا المفيدة لأجسامنا.

عادل محمد علي الحجاج

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أضرار التلوث الكهرومغناطيسي على الإنسان

يتعرض الانسان لكم هائل من الموجات الكهرومغناطيسية مثل أمواج الراديو والتلفزيون والهاتف النقالة وموجات الاتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *