عشبة الجنكة من أهم وأشهر وأقدم النباتات الطبية التي عرفها الإنسان من فجر التاريخ / pixabay

فوائد عشبة الجنكة واستخداماتها الطبية والعلاجية

عرف الإنسان منذ القدم فوائد عشبة الجنكة واستخدمها لعلاج كثير من الأمراض التي اصابته، حيث تحتوي كثير من كتب التراث على وصف دقيق لهذه العشبة العجيبة.

وعشبة الجنكة GINKGO من أقدم النباتات على سطح الأرض، وتعرف عشبة الجنكة باسم الجنكة بيلوبا أو كزبرة البئر أو عشبة الذكاء لما لها من فوائد صحة.

كما يطلق عليها اسم شجرة الجنكة دائمة الخضرة، وتتميز اوراقها بشكلها الذي يشبه القلب .

يعود أصل شجرة الجنكة إلى الصين، وقد تمت زراعتها لعدة قرون، ويعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ. كان الرهبان في الصين القديمة يقدرون الجنكة لقدرتها المزعومة على تعزيز الذاكرة والوظيفة المعرفية.

مما أكسبها لقب “شجرة كزبرة البئر”. مع مرور الوقت، وجدت أشجار الجنكة طريقها إلى أجزاء أخرى من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

التركيب الكيميائي لعشبة الجنكة

يمكن أن تعزى الخصائص العلاجية للجنكة إلى تركيبها الكيميائي الفريد. تحتوي أوراق شجرة الجنكة على مركبات الفلافونويد والتيربينويدات، التي تعمل كمضادات أكسدة قوية.

وتلعب هذه المركبات دورًا حاسمًا في حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، مما يساهم في الخصائص العلاجية للجنكة.

الاستعمالات الطبية والعلاجية للجنكة

فوائد عشبة الجنكة كثيرة حيث استخدمت لعلاج كثير من الأمراض التي اصابت الانسان.

فقد استخدمت أوراق الجنكة على نطاق واسع كمادة منبهة لدوران الدم ومقوية ومضادة للربو والتشنج والالتهابات.

وتعتبر الجنكة من مضادات الأكسدة القوية وهي معروفة بقوتها وقدرتها على تنشيط الدورة الدموية وخلاصة العشب يمكنها الوصول لأضيق الأوعية الدموية من أجل توارد الأكسجين للقلب والمخ وجميع أجزاء الجسم الأخرى وهذا يساعد على أداء الوظائف الذهنية.

تعزيز الذاكرة والوظائف الإدراكية

واحدة من فوائد الجنكة الأكثر شهرة هي قدرتها على تعزيز الوظيفة الإدراكية. تشير العديد من الدراسات إلى أن مستخلص الجنكة قد يحسن الذاكرة والتركيز والأداء المعرفي العام.

يُعتقد الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في الجنكة تحمي الخلايا العصبية من التلف وتعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز الصحة الإدراكية المثالية.

هذا ومن المعروف أن الذاكرة والقدرات الذهنية والتركيز تتحسن كلما ارتفع منسوب الدم في الدماغ وهذا ما تعمل عليه مستحضرات الجنكاتا حيث تزيد ورود الدم للدماغ فتساعد على التركيز والحفظ وتحارب النسيان وضعف الذاكرة.

التخفيف من أعراض مرض الزهايمر والخرف

تمت دراسة الجنكة بيلوبا على نطاق واسع لدورها في تخفيف الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.

على الرغم من أنه ليس علاجًا، تشير بعض الأبحاث إلى أن الجنكة قد تساعد في إبطاء تقدم التدهور المعرفي لدى الأفراد الذين يعانون من هذه الحالات.

إن تحسين الدورة الدموية في الدماغ والتأثيرات الوقائية العصبية لمركبات الجنكة تساهم في هذه النتائج الإيجابية.

تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

تم ربط الجنكة بالتحسينات في صحة القلب والأوعية الدموية. تُعرف العشبة بتأثيراتها الموسعة للأوعية الدموية، مما يعني أنها تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.

اذ قد يساهم توسع الأوعية هذا في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب خصائص الجنكة المضادة للأكسدة دورًا في منع تكوين جلطات الدم.

الجنكة مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة

تمتد خصائص الجنكة القوية المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة إلى ما هو أبعد من الدماغ ونظام القلب والأوعية الدموية. هذه الصفات تجعلها حليفًا محتملاً في مكافحة الحالات الالتهابية المختلفة، بما في ذلك التهاب المفاصل.

فمن خلال تحييد الجذور الحرة وتقليل الالتهاب، قد توفر الجنكة الراحة للأفراد الذين يعانون من أمراض التهابية مزمنة.

الجنكة وتحسين القدرات الجنسية

بإمكان الجنكة تخفيض أعراض العجز الجنسي الناتج عن تضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى الأعضاء التناسلية.

ففي احدى التجارب السريرية، تلقى 60 شخصا مصابا بمشاكل عجز جنسي سواء نتيجة الإصابة بمرض السكري أو التقدم بالعمر أو أي مرض وعائي قد يعرقل وصول الدم لهذه المنطقة ، 120 ملغم يوميا وكانت النتيجة أن شفي حوالي 60% منهم بعد عام من العلاج.

الجدير بالذكر أن المزايا العلاجية لهذا الشجرة وغيرها من النباتات الطبية تعتبر ذات مفعول تراكمي أي أن الفائدة المرجوة منها لا تلاحظ قبل مرور شهر أو أكثر على بداية الاستعمال لذا لا بد من الاستمرار في تناولها لمدة طويلة حتى ينتفع من مزاياها العلاجية.

تعزيز الرؤية لدى الانسان

كما ارتبط الجنكة بصحة العين. قد تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الجنكة على حماية العينين من الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) وغيره من المشكلات المتعلقة بالرؤية.

وهذا يعود الى تحسين تدفق الدم إلى العينين وتقليل الإجهاد التأكسدي، قد تساهم الجنكة في الحفاظ على صحة الرؤية مع تقدم الأفراد في العمر.

الجنكة والسكتة الدماغية

مع التقدم في العمر ونقص ورود الدم للمخ يكون الأكسجين والغذاء الواصل للمخ أقل ، لذا تحدث السكتة الدماغية عند توقف وصول الدم للمخ وهو ثالث سبب للوفاة في الولايات المتحدة وأوروبا .

لذا يتم وصف الجنكة على نطاق واسع للمساعدة في الشفاء من السكتات الدماغية أو التقليل من آثارها الجانبية التي حدثت للمريض .

الجنكة وطنين الأذنين المزمن

في دراسة فرنسية استغرقت 3 شهور وتضمنت 130 شخصا اعتبر مستخلص الجنكة فعالا جدا في علاج طنين الأذن المزمن فقد قامت الجنكة بتحسين حالة جميع الذين تعاطوه لذا أقرت اللجنة استعمال الجنكة لعلاج طنين الأذن المزمن .

الجنكة ومريض السكري

يمكن لهذه العشبة أن تؤثر في إفراز الأنسولين حيث يمكن أن تخفض مستوى السكر في الدم لذا يتوجب على مريض السكري مراجعة طبيبه عند استعمال مستحضر الجنكة.

التأثيرات الجانبية المحتملة ومضار الجنكة:

قد تحدث بعض الأثار المرضية الجانبية بسبب الجنكة أو بسبب الجرعة العالية منها، ومن اهم تلك التأثيرات الجانبية:

  1. النزف وميوعة الدم: يمكن أن تزيد الجنكة من خطر النزيف، خاصة عند دمجها مع أدوية تسييل الدم.
  2. ردود الفعل التحسسية: قد يعاني بعض الأفراد من ردود فعل تحسسية، مثل تهيج الجلد أو الطفح الجلدي، عند استخدام الجنكة.
  3. مشاكل في الجهاز الهضمي: قد تسبب الجنكة اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الغثيان والإسهال واضطراب المعدة.
  4. التفاعلات مع الأدوية: يمكن أن يتفاعل الجنكة مع الأدوية المختلفة، مما يؤثر على فعاليتها أو يسبب آثارًا ضارة.
  5. الصداع والدوخة: قد يعاني بعض المستخدمين من الصداع أو الدوخة كآثار جانبية لمكملات الجنكة.
  6. مخاطر الحمل والرضاعة الطبيعية: سلامة الجنكة أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية ليست راسخة، وهناك مخاطر محتملة.
  7. التدخل في أدوية مرض السكري: قد تتداخل الجنكة مع أدوية مرض السكري، مما يؤثر على مستويات السكر في الدم.
  8. فرط الحساسية: الأفراد الذين يعانون من فرط الحساسية للجنكة أو النباتات ذات الصلة قد يتعرضون لردود فعل سلبية.
  9. سمية الكبد: على الرغم من ندرتها، فقد وردت تقارير عن سمية الكبد المرتبطة باستخدام الجنكة.
  10. الإصابة بتشنجات في العضلات.

بالرغم من ذلك، تقف عشبة الجنكة بمثابة شهادة على عجائب الطبيعة العلاجية، مع إرث يمتد لآلاف السنين. من جذورها القديمة في الطب الصيني التقليدي إلى اندماجها في الرعاية الصحية الحديثة.

ونظرا لفوائد عشبة الجنكة لا تزال تأسر الباحثين وعشاق الصحة على حد سواء. بينما نكشف المزيد من أسرار شجرة الجنكة، قد تحمل أوراق شجرة الجنكة المفتاح لمعالجة عدد لا يحصى من الأمراض، مما يجعلها إكسيرًا خالدًا في نسيج واسع من الأدوية العشبية.

المهندس أمجد قاسم

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

الجينات سبب النحافة الزائدة

نشرت مجلة نيتشر العلمية البريطانية نتائج دراسة بينت أن الجينات سبب النحافة الزائدة والتي هي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *