علاج التهاب الحلق الفيروسي

التهاب الحلق لا يعني بالضرورة ان المريض بحاجة الى تناول مضاد حيوي فاغلب الاعراض تكون ناجمة عن الاصابة بالفيروسات المنتشرة في هذا الفصل من السنة ولظروف تغير الطقس من حار الى بارد دون وجود استعداد من جهاز المناعة مما يعطي الفرصة الى تغلب الفيروسات على الخلايا المناعية ونشوء اعراض الاصابة بالتهاب الحلق والتي تشبه الى حد كبير الاعراض الناجمة عن الاصابة بالبكتيريا.

وكما ان لكل فصل من فصول السنة خصوصياته من حيث درجة الحرارة وتنوع المناخ فان لكل فصل الفيروسات التي تنتشر فيه بكثرة، والفيروسات التي تصيب الحلق اكثر ما تنتشر في الخريف او في الظروف المشابهة له عند الذين يمتلكون اجهزة تكييف للهواء.

ويتصف هذا الوقت بفيروسات معينة تسبب اعراضا مثل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وآلام الجسم، والرشح، وألم الحلق وصعوبة البلع.

وبانتشار هذه الفيروسات يكثر المرضى من استخدام المضادات الحيوية بوصفة طبية او بدونها ، بسبب خطأ شائع ان احتقان الحلق يعني استخدام المضاد الحيوي وكثيرا ما يستخدم المرضى مضادات حيوية قوية واسعة الطيف تقضي على انواع كثيرة من الجراثيم سواء كانت موجبة الجرام او سالبة علما بأنها لا تقضي على الفيروس المسبب لالتهاب الحلق، ولا يعني ارتفاع سعر المضاد الحيوي بالضرورة انه الامثل.

ان التهاب الحلق واحتقانه عند الأطفال شائع كثيرا مثل الكبار ويترافق مع اعراض تصيب الجسم بعامة من حرارة وصداع ورشح وتغير الصوت وسعال واحيانا آلام في البطن. وإسهال وهو يتسبب في الغالب عن فيروسات وبالتالي لا دور للمضاد الحيوي في التصدي لها، ولا يجب إعطاء المضاد الحيوي إلا في حالة حدوث مضاعفات بكتيرية تصاحب الالتهاب الفيروسي عندما يفقد الجسم الكثير من مناعته ويصبح الجسم مرتعا لكثير من الجراثيم لذا فان معالجة أمراض التهاب الحلق من البداية يعني القضاء على المرض من بدايته اما اذا تطورت الحالة وبدأت أنواع البكتيريا بدخول الجسم فعندئذ يمكن إعطاء المضاد الحيوي، والطبيب المعالج هو الذي يقرر ذلك ويقرر النوعية والجرعة والمدة التي يحتاجها المريض اعتمادا على نتائج فحص الزراعة الجرثومية في المختبر وتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب للجرثومة.

ان الفيروسات لا تحتاج مضادات حيوية والعلاج يكمن في علاج الأعراض فقط مخفضات حرارة، غرغرة ،راحة»، والتفريق بين التهاب الحلق البكتيري «البكتيريا ، السبحية» والتهاب الحلقى الفيروسى حيوي جدا ، لان الاول يحتاج لمضاد حيوي لمدة لا تقل عن عشرة أيام أما إذا توقف إعطاء المضاد الحيوى قبل القضاء كليا على البكتيريا فان أنواعا منها تتكون في مناطق مختلفة من الجسم ولا تحدث أية اعرضا آنية ولكنها تظهر مستقبلا عندما يحين الوقت المناسب بالنسبة لها وهذا مهم جدا بالنسبة للأطفال حتى لا يصبح الطفل لا سمح الله معرضا للحمى الروماتزمية وتلف صمامات القلب. أما التهاب الحلق الفيروسي فلا يحتاج الا الى ما سبق ذكره ويستطيع الشخص العادي ان يتوقع ان ما يحدث لابنه هو التهاب فيروسي اذا :


1- كان أكثر من جزء من الجسم مصابا بأعراض واضحة مثل احتقان عين، احتقان انف ورشح، تغير الصوت، وسعال بالإضافة لاحتقان الحلق وصعوبة البلع.
2- كان أكثر من فرد في الأسرة مصابا.

ان استعمال المضاد الحيوي بدون التشخيص السليم ومعرفة مدى حاجة المريض له يحجب الرؤية عن عوارض أخرى خطيرة من الممكن أن تحدث كالتهاب السحايا، إضافة إلى انه يكلف اهل المريض أدوية هو في غنى عنها ويصيب المريض نفسه بالأعراض الجانبية لهذا المضاد.

صيدلاني: إبراهيم علي أبو رمان

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *