تشخيص صعوبات التعلم وأدوات القياس والتشخيص

يتم تشخيص صعوبات التعلم بأكثر من طريقة او وسيلة ومن أهمها:

1. التعرف على الفرق أو التباين بين ما تعلمه التلميذ فعليا ً وما يمكن أن يتعلمه لو لم يكن لديه صعوبة في التعلـّم، ولمعرفة هذا الفرق فإننا نقيس ما تعلمه الفرد بواسطة اختبارات التحصيل المدرسية المختلفة، أي أن نقيس مستواه التعليمي أو التحصيلي الحالي، أو ما يمكن أن يتعلمه الفرد فنقدره بواسطة استخدام مقاييس القدرات والاستعدادات للتعلـّم.

2. التعرف إلى نوعية صعوبة التعلـّم والعوامل المؤثرة عليها، هل هي عوامل النضج أم مشاكل في الإدراك أم النمو اللغوي ، أم ضعف القدرة على التذكر أم غير ذلك و للتعرف على هذه الجوانب يعطي التلميذ الاختبارات اللازمة لذلك ، حيث أن معرفة العوامل المرتبطة بصعوبات التعلـّم عند التلميذ تساعد في عملية وضع الخطة العلاجية المناسبة.

3. التعرف إلى الكيفية التي يتعلم بها الطفل ، أي كيف يتلقى المعلومات ويستوعبها وما هي نقاط القوة والضعف في عملية الإدراك لديه …… هل هي مشكلات سمعية …… بصرية ……. غير ذلك ، وما هي الأخطاء التي تتكرر عند التلميذ ، وللتعرف على هذه الجوانب لابد من ملاحظة التلميذ في المواقف التعليمية بالإضافة إلى استخدام الاختبارات الخاصة بذلك ؛

4. تحديد المصادر الملائمة للمعلومات عن الطفل : هل هي ملاحظات المعلم فقط ، أم ملاحظات الأهل ، أم المقاييس التربوية المقننة وغير المقننة ، أم الاختبارات التحصيلية المختلفة ، أم دراسة الحالة ، أم المقابلة ، أم جميع ما ذكر من وسائل ، يجب أن تحدد الوسائل المناسبة لجمع كل المعلومات على حدة .

أهم أدوات القياس والتشخيص المتوافرة عالميا ً للكشف عن ذوي صعوبات التعلم :

لقد ساهمت العديد من العلوم في تفسير وقياس وتشخيص حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم ، كعلوم الطب ، والأعصاب ، والسمعيات ، والبصريات ، والجينات ، وعلم النفس ، والتربية الخاصة ، إذ ساهم كل علم من العلوم السابقة في تفسير ظاهرة صعوبات التعلـّم ‘ إذ فسرت العلوم الطبية هذه الظواهر من وجهة نظر طبية ترتبط بالأسباب المؤدية إلى مظاهر صعوبات التعلـّم ، في حين فسرت العلوم الإنسانية هذه الظاهرة من حيث العوامل البيئية المؤدية إلى حدوث حالات صعوبات التعلـّم ، كما ساهمت كل منهما في قياس وتشخيص هذه الظاهرة ، إذ يتضمن التشخيص الطبي دراسة الحالة أو أسبابها الوراثية والبيئية ، وخاصة حالات التلف الدماغي المصاحبة لحالات صعوبات التعلـّم ، في حين يتضمن التشخيص النفسي والتربوي التركيز على قياس مظاهر تلك الحالات وخاصة المظاهر اللغوية ، و التحصيلية ، و الإدراكية ، والعقلية .

فيتم تحويل الأطفال الذين يشك بأنهم يعانون من صعوبات تعلميه إلى أخصائي قياس وتشخيص صعوبات التعلـّم ، وغالبا ً ما يتم التحويل من قبل الآباء أو المدرسة أو الطبيب ، أو من لهم علاقة بذلك ، وتهدف عملية القياس إلى تحديد تلك المظاهر والتعرف إلى أسبابها ، ومن ثم وضع البرامج العلاجية المناسبة لها ، وعلى ذلك فعلى الأخصائي إتباع الخطوات التالية :

1. التعرف على الطلاب ذوي الأداء التحصيلي المنخفض، ويظهر هذا أثناء العمل المدرسي اليومي أو في مستوى تنفيذ الواجبات المنزلية المطلوبة أو درجات الاختبارات الأسبوعية أو الشهرية .

2. ملاحظة سلوك التلميذ في المدرسة:
سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه مثلا ً كيف يقرأ ، وما نوع الأخطاء التعبيرية التي يقع بها ،
كيف يتفاعل مع زملائه، …………. الخ .

3. التقييم الرسمي لسلوك التلميذ : يقوم به المعلم الذي يلاحظ سلوك الطفل أو التلميذ بمزيد من الإمعان والاهتمام ويسأله عن ظروف معيشته ويدرس خلفيته الأسرية وتاريخه التطوري ، من واقع السجلات والبطاقات المتاحة بالمدرسة ، ويسأل زملاءه عنه ويبحث مع باقي المدرسين مستوياته التحصيلية في المواد التي يدرسونها ، ويتصل بأسرته ويبحث حالته وع ولي الأمر وبذلك يكون فكرة أعمق عن مشكلة التلميذ ، وفي هذه الحالة قد يرسم خطة العلاج أو يحوله إلى مزيد من الأخصائيين لمزيد من الدراسة .

4. قيام فريق من الأخصائيين ببحث حالة التلميذ :
يصمم هذا الفريق كلا ً من مدرس المادة ، الأخصائي الاجتماعي ، أخصائي القياس النفسي ، المرشد النفسي ، الطبيب الزائر أو المقيم ، ويقوم هذا الفريق بالمهام الأربع التالية :
أ- فرز و تنظيم البيانات الخاصة بالتلميذ ومشكلته الدراسية .
ب- تحليل وتفسير البيانات الخاصة بالمشكلة التي يعاني منها التلميذ .
ت- تحديد هوية العوامل المؤثرة وترتيبها حسب أهميتها .
ث- تحديد أبعاد المشكلة الدراسية ودرجة حدتها .

5. تحديد البرنامج العلاجي المطلوب:
وذلك بصياغته في صورة جزئية يسهل تنفيذه وقياس مدى فعاليته.
أما بالنسبة لماذا نستخدم ومتى ، فنوضح ذلك فيما يلي :
قياس صعوبات التعلـّم وتشخيصها بعدد من الأدوات ذات العلاقة

وتصنف على النحو التالي:

أولا ً : الأدوات الخاصة بالمقابلة ودراسة الحالة ؛
ثانيا ً : الأدوات الخاصة بالملاحظة الإكلينيكية ؛
ثالثا ً : الأدوات الخاصة بالاختبارات المسحية السريعة ؛
رابعا ً : الأدوات الخاصة بالاختبارات المقننة .

أولا ً : طريقة دراسة الحالة :
حيث تزود هذه الطريقة الأخصائي بمعلومات جديدة عن نمو الطفل ، وخاصة فيما يتعلق بمراحل العمر والميلاد ، والوقت الذي ظهرت فيه مظاهر النمو الرئيسية الحركية كالجلوس والوقوف والتدريب على مهارات الحياة اليومية ، والأمراض التي أصابت الطفل .

ثانيا ً : الملاحظة الإكلينيكية :
تفيد في جمع المعلومات عن مظاهر صعوبات التعلـّم لدى الطفل ، وتستخدم للتعرف على المشكلات اللغوية والمشكلات المتعلقة بالمهارات السمعية أو البصرية ، ومن المظاهر الرئيسية التي يتم التعرف إليها بالملاحظات الإكلينيكية ، هي :

1. مظاهر الإدراك السمعي .
2. مظاهر اللغة المنطوقة .
3. مظاهر التعرف إلى ما يحيط بالطفل ( البيئة المحيطة ، العلاقات بين الأشياء ، اتباع التعليمات ، …… )
4. مظاهر الخصائص السلوكية .
5. مظاهر النمو الحركي .

ثالثا ً : الاختبارات المسحية السريعة :
تسمى هذه الاختبارات بالاختبارات المسحية السريعة ، وذلك لأنها تهدف إلى التعرف السريع إلى مشكلات الطفل المتعلقة بصعوبات التعلـّم ، وهذه الاختبارات هي :
1. اختبار القراءة المسحي .
2. اختبار التمييز القرائي .
3. اختبار القدرة العديية .

رابعا ً : الاختبارات المقننة :
تقدم الاختبارات المقننة تقييما ً لمستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلـّم، كما تحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف التي تم تقييمها ، ومنها :
مقياس الينوي للقدرات السيكو -لغوية.
مقياس ما يكل بست للتعرف إلى الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم.
مقياس مكارثي للقدرات المعرفية .
مقياس درل السمعي القرائي .
مقاييس ديترويت للاستعداد للقلم .
مقاييس سلنغر لاند للتعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم.
مقياس ماريان فروستج للإدراك البصري .
اختبارات التكيف الاجتماعي :
اختبار فايلند للنضج الاجتماعي ؛
اختبار الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والخاص بالسلوك التكيفي.


المراجع :

1. الخطيب ، جمال وآخرون ، المدخل إلى التربية الخاصة ، العين – دولة الإمارات العربية : المتحدة مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى، 1997 م ؛
2. عدس ، محمد عبد الرحيم ، صعوبات التعلـّم ، عمان – المملكة الأردنية : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 2000 م ؛
3. السرطاوي ، زيدان وآخرون ، مدخل إلى صعوبات التعلـّم ، الرياض – المملكة العربية السعودية : أكاديمية التربية الخاصة ، الطبعة الأولى ، 2001 م ـ 1422 هـ ؛
4. أبو نيان ، ابر أهيم ، صعوبات التعلـّم ـ طرق التدريس والاستراتيجيات المعرفية ، الرياض – المملكة العربية السعودية : أكاديمية التربية الخاصة ، الطبعة الأولى ، 2001 م ـ 1422 هـ ؛
5. الروسان ، فاروق ، سيكولوجية الأطفال غير العاديين ـ مقدمة في التربية الخاصة ، عمان – المملكة الأردنية : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الخامسة ، 2001م ؛
6. عجاج ، خيري ، صعوبات القراءة والفهم القرائي ( التشخيص والعلاج ) ، القاهرة ـ جمهورية مصر العربية : مكتبة زهراء الشرق ، الطبعة الأولى ، 1998 م ؛
7. القحطاني ، محمد ، نشرة تربوية عن بعض خصائص الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلـّم الأكاديمية والنمائية ، عنيزة– المملكة العربية السعودية : الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين ـ عنيزة ، 1421
8. عبد الرحمن ، سيد ، سيكولوجية ذوي الحاجات الخاصة ، القاهرة ـ جمهورية مصر العربية : جامعة عين شمس ، 1999 م ؛
9.الروسان ، فاروق ، دراسات وأبحاث في التربية الخاصة ، عمان – المملكة الأردنية : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 2000 م ؛

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

استراتيجية التفكير الناقد وأهميتها في العملية التعليمية

استراتيجية التفكير الناقد هي مهارة معرفية تتضمن القدرة على تحليل المعلومات، وتقييم المواقف، واتخاذ قرارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *