يعود استخدام الجراثيم في الحروب الى القرن الرابع عشر، وهذا النوع من الخروب عرفت باسم الحرب البيولوجية أو الحرب الجرثومية.
وتعد هذه الحروب من الحروب المحرمة دوليا، وهي تعتمد على الاستخدام المتعمد للكائنات الحية الدقيقة او افرازاتها السامة لإحداث المرض والقتل الجماعي للإنسان والحيوان والنبات.
وتعمل الحرب البيولوجية على احداث اثار تتراوح بين المرض المعتدل، والمرض الشديد، والموت بالنسبة للبشر.
اما بالنسبة للثروات فإنها تهدف الى القضاء على الثروات الحيوانية والمحاصيل الزراعية للدولة المعتدى عليها.
وتعتبر اسلحة الحرب الجرثومية من اسلحة التدمير الشامل بالرغم من قلة كلفتها وسهولة تحضيرها وهي ليست بحاجة الى تكنولوجيا متقدمة جدا .
يقول خبراء حرب الجراثيم بأنّ ( قنبلة الفقراء النووية) المتمثلة بحرب الجراثيم تعد من اشد الاسلحة فتكا، اذ ان 100 كيلوغرام من الانثراكس مثلا كفيلة بالقضاء على ثلاثة ملايين شخص في مدينة مكتظة.
بينما لو اطلق 900 كيلوغرام من غاز السارين على نفس المدينة فان عدد الوفيات المتوقعة هو من 2 – 8 الاف شخص فقط.
تاريخ استخدام الجراثيم في الحروب
استخدم الالمان الانثراكس في الحرب العالمية الاولى، واستخدمت اليابان الانثراكس ضد الصين ما بين عام 1940 – 1944 في الحرب العالمية الثانية.
كما قامت اليابان باستخدام طائرات الرش، لتلويث مصادر المياه للجيش الصيني، كما استخدمت الولايات المتحدة الذخائر البيولوجية في الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي.
حيث استخدمت الرش بالطائرات، واستخدمت الحشرات والفئران المصابة بالطاعون والريش الحامل للجمرة الخبيثة والمحار البحري الملوث بجراثيم الكوليرا.
واستخدمت اميركا جرثومة الطاعون في الحرب الفيتنامية عام 1966 بالرش وتلويث مصادر المياه واحواض الانهار المفترض تواجد الثوار فيها.
وفي افغانستان استخدمت روسيا رذاذ المطر الاصفر وهو مزيج من ثلاثة سموم فعالة لإتلاف جهاز الدوران، وهي مواد قاتلة في فعلها الاقصى ومسببة للعجز في حدها الادنى.
وفي افغانستان ايضا استخدمت اميركا غازات الاعصاب والغازات الخانقة وغازات تدمير الدم، وغازات تدمير النباتات.
وقد كان استخدامها بعبوات تلقى من الطائرات ، وبقنابل يدوية، وطرود تلقى من الجو باعتبارها مواد غذائية، وتنفتح هذه الطرود تلقائيا على ارتفاع 100 متر قبل وصولها للأرض.
وفي فيتنام كذلك استخدم على نطاق واسع بسبب نتائجه المرضية غار الاعصاب، والغازات المحدثة للهلوسة والمسماة بالغازات النفسية، كما استخدمت اميركا هذه الغازات في افغانستان.
وفي المجال الزراعي استخدمت اميركا مواد تسمى العناصر المضادة للنبات حيث اتلفت عام 1965 – 1966 ما مجموعه 150 الف فدان من مزارع الرز الفيتنامي في دلتا نهر ميكونغ.
ولم يقتصر استخدام المركبات الجرثومية على الدول، فقد قامت بعض الجماعات المتطرفة كجماعة اوم شيزيكو اليابانية باستخدام الغاز القاتل في بعض انفاق قطارات اليابان.
كما قامت هذه الجماعة بزيارة زائر بإفريقيا عام 1992 اثناء انتشار وباء الايبولا حيث ذهبت تحت ستار المساعدة الانسانية، ثم تبين أنها ذهبت من اجل الحصول على عينات من فيروس ايبولا للاستفادة منه في تصنيع سلاح جديد للجماعة لاستخداماتها.
لقد تعددت وتطورت انواع واشكال جديدة من الجراثيم الحربية في الربع الاخير من القرن الماضي، حيث تم تخليق خمسة عشر نوعا من الفيروس القاتل، والذي ليس له علاج او لقاح.
كما تم التوصل الى مركبات جرثومية تقتل بعزل الاكسجين في التربة والهوا بحيث يموت البشر والزرع بسبب نقص الأكسجين.
هاشم سلامة