اساليب مقترحة لإيجاد جو ديمقراطي في غرفة الصف

تقع مهمة ايجاد جو ديمقراطي في غرفة الصف على عاتق مربي الصف بالدرجة الاولى لكن المعلمين والآخرين مطالبون ان يسهموا في هذا المجال، فمربي الصف يمكن ان يعقد الاجتماعات المتتالية مع صفه ويتفق معهم على ميثاق شرف كقاعدة سلوكية يسيرون على هديها بعد أن يشرك الجميع في وضعها، والمعلم يمكن أن يحدد طريقة تعامل الطلبة معه ومع انفسهم عندما يتم الالتزام الكامل بهذا الميثاق.

إن هذا النوع من الاساليب التربوية يمكن ان يؤدي الى نتائج مذهلة فهو من ناحية سيخلق الالتزام والانضباط المطلوبين، وهو من ناحية اخرى سيشيع جوا ديمقراطيا سواء بين الطلبة انفسهم او بينهم وبين معلميهم، وقد يطرح البعض هذا السؤال متى يجب ان تعقد مثل هذه الاجتماعات؟ وكيف ؟ ولماذا كان هذا الاجتماع يشمل يشمل الصف بأكمله وتجرى فيه مناقشة كل المواضيع التي تهم المصلحة العامة لذلك الصف فانه يمكن ترتيب مسألة المكان والمسؤول عن الاجتماع كما يلي:

– أن يترأس المعلم أو طالب أو الاثنان معا ادارة الاجتماع.
– أن يجلس الجميع على شكل دائرة حتى يتم تلاقي الاعين فيه نظرا لما لهذه المسألة من اهمية.
– ان يعقد في اوقات منتظمة كأن يعقد في الصباح الباكر او الفرصة الأولى من احد ايام الاسبوع او في نهاية الدوام من الايام الأخرى كلما اقتضت الحاجة.
– أن لا تزيد مدة الاجتماع عن 30 دقيقة او تقل عن 10 دقائق لكي يصاب احد بالملل.
– ان الهدف من هذه الاجتماعات هو تطوير الشخصية لدى الطلبة وذلك عن طريق :

1. تحسين قدرة الطالب على الاستماع والادلاء بالرأي.
2. توفير منبر فيه الاهتمام باراء الطلبة وافكارهم وتقديرها.
3. تنمية الجوانب الثلاثة الهامة من الشخصية وهي: عادة اصدار الاحكام الصائبة، مشاركة الاخرين مشاعرهم واحاسيسهم والسلوك الايجابي مع الاخرين وذلك عن طريق الممارسة الفعلية لهذه الجوانب بشكل يومى.
4. خلق جو اجتماعي اخلاقي في الصف لتغذية الجوانب الايجابية من الشخصية.
5. تطوير المواقف والمهارات الضرورية للعيش في مجتمع ديمقراطي تتخذ فيه القرارات حسب رأي الاغلبية او بالاجماع وان يصبح الطلبة افرادا مشاركين في العملية الديمقراطية التي تجرى في مجتمعهم.

بناء المجتمع الصفي عن طريق الاجتماعات:

تسهم اجتماعات مربي الصف مع طلبته في تنمية تلك الروح الاخوية التى غالبا ما تسود بين الطلبة اثر عدد من الاجتماعات التي يكون لها في الغالب اهداف محددة، ويمكن ذكر الانواع التالية من الاجتماعات حسب طبيعة اهدافها:

1- اجتماع الاخبار السارة: يطلب فيه الى عدد من الطلبة ان يشاركوا الاخرين في بعض الاخبار السارة التي قد تهمهم شخصيا أو تهم المدرسة او احد اصدقائهم أو اقربائهم.
2- جلسة اكمال الجمل: يمكن لهذه الجلسة ان تكون ممتعة بالفعل اذا ما احسن تطبيقها وقد يختار المعلم جملا كالتالي كبدايات:

– ان ما أحبه في طلبة هذا الصف ………….
– الشيء الذي يمكن ان يجعل صفنا احسن حالا هو ………..
– القرار الذي يتعين علينا اتخاذه …………..
– انني اتساءل: لماذا …………
– إن ما يزعجني هو ……………

3- جلسة التقدير: وتتعلق بمن ينبغي ان يكون موضع تقدير الصف وتكريمه والاسباب الموجبة لذلك.
4- جلسة المديح في هذه الجلسة يختار المعلم طالبا او طالبين على أن يكون ذلك دوريا بحيث يشمل جميع الصف ثم يطلب الى بقية الصف ان يذكروا ما يثير اعجابهم من هذا الطالب او ذاك او لماذا يحبونه او ماذا يحبون فيه.
5- جلسة رسم الاهداف : والاهداف قد تبدأ من اجراء هذه الاجتماعات أساساً لتمتد الى الاهداف اليومية والاسبوعية واهداف المنهاج وأهداف السنة الاكاديمية ككل.
6- جلسة وضع القواعد السلوكية وهي من أهم الجلسات التي يمكن ان يعقدها الصف لانها تتعلق بصياغة الاهداف والقواعد معا، وقد تبدأ من مسائل صغيرة كطريقة التصرف في قاعات الرياضة او أثناء رحلة ميدانية الى أهداف وقواعد اكبر تتعلق بنظام المدرسة والمجتمع المدرسي وحتى المجتمع الخارجي.
7- جلسة تقييم القواعد السلوكية المدرسية المطبقة فعلا ومدى فعاليتها وأي القواعد التي ثبت انها لا تصلح وينبغي استبدالها.
8- جلسة تهيئة المسرح أي نشاط كحفلة بمناسبة ما او دعوة شخصية للحديث الى الصف.
9- التغذية الراجعة والتقويم: وتعنى هذه الجلسة بمدى فعالية العمل الجماعي ومدى اعمال العقل الجمعي وسيادة روح الفريق بين أفراد المجموعة.
10- التفكير والتدبر في ما تم تعلمه: ما الذي تعلمته من نشاط معين (كإتمام وحدة دراسية، أو الانتهاء من مشروع او قراءة كتاب ومشاركة الاخرين بذلك)
11- تقديم الطلبة لاعمالهم: يقوم بعض الطلبة بتقديم اعمالهم امام المجموعة وذلك أما أن يكون بحثا قد أجروه او مشروعا أو قصة قاموا بكتابتها ويقوم بقية الطلبة بابداء ملاحظاتهم عما يقدم بطريقة ودية وبناءة.
12- جلسات حل المشكلات، ويمكن ان تكون :

أ- مشكلات شخصية
ب- مشكلات تهم المجموعة.
ج- مشكلات عامة وتوصيات.

13- جلسات اكاديمية : ويمكن فيها مناقشة مواضيع تتعلق بكيفية تحسين الاداء سواء في تأدية الواجبات او في الامتحانات الشهرية والفصلية وطرق الاستعداد لها.
14- جلسات تحسين الوضع الصفي: ما هي التغييرات التي ينبغي اجراؤها لجعل الصف يبدو في حال افضل وماذا يمكن ان نضيف الى الصف كالنباتات الداخلية او اللوحات او المكتبة الصفية.
15- جلسات المتابعة: وتعنى بتقويم مدى نجاعة الحلول التي تم الاتفاق عليها.
16- جلسات التخطيط: وتعنى بتقسيم الواجبات وتوزيع المشاريع واختيار المجموعات المصغرة واختيار اماكن الرحلات الميدانة.
17- جلسات تكوين المفاهيم: ومناقشة مفهوم الصداقة مثلا ومفهوم الضمير.. او متى يعتبر المرء كاذبا.. او ما هي الثقة اوالشجاعة؟
18- جلسات مناقشة المواقف الحرجة: كان تتساءل: ما الذي يمكن عمله اذا وجدت محفظة على الرصيف وبها 20 دينارا؟ او اذا شاهدت احدا يمد يده في جيب اخر ويسرق منه محفظته او اذا طلب احد الزملاء «نسخ» الواجب من دفتر الواجبات او اذا صديق بسرقة شريط او قرص مدمج من محل بيع هذه الادوات وانت بصحبته وترى ما يفعل؟
19- مناقشة الاقتراحات الواردة في صندوق الاقتراحات الخاص بالصف.
20- جلسة تقييم الجلسات ويجرى فيها تساؤلات عن مدى فعالية هذه الاجتماعات وجديتها واسهاماتها في بناء وحدة روحية بين أفراد الصف الواحد وإشاعة روح الفريق وما الذي تم تحقيقه وما الذي ما زال ينتظر التحقيق.

حل المشكلات بأسلوب الاجتماعات الصفية:

يمكن ان تستخدم الاجتماعات الصفية لحل المشكلات على جميع مستويات الصفوف ذلك لانها تنمي عند الطلبة روح الاحترام والاحساس بالمسؤولية تجاه الاخرين، وكثير من المعلمين يجدون صعوبة كبيرة في ضبط الصف ويرجع ذلك الى ان كثيرا من المشكلات التى حدثت وقد تحدث لم تعط الاهتمام الكافي وبذا يكون الاجتماع الصفى فرصة لتدارس مثل تلك المشكلات فهو يمنح الفرصة للمعلم والطلبة بصياغة افكار مشتركة تجاه قضية معينة التى ان تركت يمكن ان تقوض ما تم بناؤه في الاجتماعات السابقة.

وهناك امثلة كثيرة على قضايا تهم الصف بأكمله كان يوجد بين اعضاء الصف طالب عدوائي مثلا بحيث يشترك هو نفسه في رسم كيفية احتوائه او ان يكون هناك طالب معتاد على السرقة بحيث يمكن مناقشة هذه القضية بشكل عام او بالتلميح وعدم ايذاء المشاعر او اغفال الهدف الاساس من كل ذلك وهو الخروج بنتيجة
ايجابية بحيث يتوقف الطالب «السارق» عن سلوك باقل الخسائر.

ويمكن توسيع دور الطلبة في اتخاذ القرارات اثناء الاجتماعات الصفية بشكل يمكن ان يلاقي استحسانا لديهم جميعا وذلك بوضع صندوق للحلول والشكاوى والمشاركة في الافكار حيث يقوم الطلبة بإبداء الرأي في اية قضية وكيفية حلها ثم تناقش هذه الحلول بشكل جماعي ويتم الاتفاق على قرارا او حلول معينة صيغت من اقتراحات الطلبة اصلا.

والمعلم الجيد لا يعدم الوسيلة لتحديد كل ما سبق فهو يستطيع ان يضع ضمن خطته اذا ما اراد اعطاء امتحان قصير وان يناقش الطلبة في الاسئلة ومدى صعوبتها او سهولتها ومن التغذية الراجعة من الطلبة يستطيع ان يصوغ امتحانا اكثر ملاءمة لمستوى صفه في المرة القادمة.

وفي كثير من الاحيان تحدد طريقة السؤال كيفية ردة الفعل او الاستجابة: فبدلا من ان تسأل طالبا: ما الذي يزعجك او يضايقك؟ وهو سؤال مباشر قد لا يرغب الطالب ان يجيب عنه في الحال، يمكن ان تسأل السؤال لكل المجموعة: هل هناك مشكلة لدى أي شخص يريدنا نساعده في حلها؟

وهناك عدة خطوات يمكن اتباعها عند اجراء اي اجتماع صفي منها ما يلي:
1- الجلوس على شكل دائرة لإضفاء الطابع غير الرسمي وعنصر الاسترخاء.
2- صياغة جدول الاعمال وذكر الغرض من الاجتماع.
3- وضع القوا عد: ويقصد بها من سيتحدث ومتى يأتي بند الاسئلة او التعليقات.
4- ذكر المشكلة الرئيسية قيد البحث في الاجتماع.
5- اعطاء فرصة للتفكير في المشكلة لمدة دقيقة مثلا.
6- مناقشة المشكلة مع شريك لمدة محددة.
7- وضع اشارة «كقرع جرس صغير او احداث وميض» للعودة الى الهدوء والسكون
8- اجراء المناقشة العامة بان يقوم كل طالبين بعرض الحلول التي توصلا اليها.
9- اختتام الاجتماع: وفي هذا المجال هناك عدة وسائل لعمل ذلك مثل:

– استعراض ما تم انجازه.
– ذكر تعليق نهائى.
– تذكر نقطة هامة وردت في المناقشة والتشديد عليها.
– القاء سؤال: ما الذي تعلمته من هذا الاجتماع.
– القاء مثل هذا السؤال: ما هو الامر الذي لم تحصل على اجابة شافية عليه بعد؟
– اكمال الجمل مثل:
ـ في نهاية هذا الاجتماع اعتقد
انني اشعر………
انني آمل …………

ذكر المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال الاجتماع القادم
التقويم: وتشمل كيفية سير الاجتماع والتعديلات التي يمكن اجراؤها لتحسين الاداء في الاجتماع القادم.


هذا ويستطيع المعلمون ان يستخلصوا القواعد السلوكية من افواه الطلبة من جميع الأعمار وفيما يلي مثال للقواعد التي توصل اليها احد المعلمين من صف في المرحلة الابتدائية:

– يمنع الكلام بدون اذن منعا باتا، ارفع يدك اذا كنت تريد ان تدلي بشيء.
– لا تُرفع يدك عندما يتحدث زميل لك وانتظر حتى ينتهي من مداخلته.
– لا تهمس لصديق يجلس بجانبك.
– اذا كنت انت المتحدث او الذي يريد الحديث فعليك الالتزام بالموضوع.
– لا مجال للتعليقات المحبطة.
– لا تضحك اذا كان الكلام جديا وشارك في الضحك اذا لاحظت ان المتحدث يرغب في ذلك.

من كل ما تقدم تتبين اهمية الاجتماعات الصفية كآلية لوضع القواعد السلوكية وأسس الضبط والربط داخل المجتمع الصفي بل داخل المدرسة ككل.

ان مثل هذه الاجتماعات تجعل افراد المجتمع الصفي سعداء يعرفون معلمهم وأنفسهم . جيدا بل انها تعتبر اول درس في الممارسة الديمواقراطية.

اعداد: محمد اسماعيل

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *