أضرار ومخاطر تناول المحلي الصناعي الأسبارتام

• اكتشاف الأسبارتام
• مكونات الأسبارتام
• محاذير تناول الأسبارتام

الدكتورة إيناس بركات

يحب الانسان بطبعة المذاق الحلو، فالجنين في بطن أمه يفتح فمه ليرتشف بعضا من سائل السلي متى شربت أمه شرابا حلو المذاق، وبعد ان يولد فإنه يرضع من أمه وحليب الأم حلو المذاق أيضا، إذا لا مفر لنا من الطعام والشراب حلو المذاق ، هذا الميل نحو المذاق الحلو يرافقنا مدى الحياة .

هذا منذ الصغر، لكن اليوم كبرنا وتغيرت كل عاداتنا الغذائية وتغير معها طعامنا وأنواعه أيضا وتطورت الصناعات الغذائية وأصبحنا نضيف الكثير من المواد (المضافات الغذائية الصناعية) لأطعمتنا من أجل تحسين اللون والرائحة والمذاق أيضا، ومن الطبيعي تقسيم هذه المواد لثلاث فئات وهي الملونات والمواد الحافظة والمواد المضادة للأكسدة .

لكن مع تطور الحياة العصرية زادت الحاجة لأنواع جديدة من هذه المواد الكيميائية لتأدية مهام أخرى خلال التصنيع من أهمها المنكهات والمحليات الصناعية، وسأخص بالذكر المحليات الصناعية ومدى فعاليتها، وهل هي مفيدة لمرضى السكري ومتبعي الحميات الغذائية ، أو حتى للأشخاص العاديين .

تعتبر المحليات الصناعية من أكثر السلع رواجا في الأسواق فهي تستخدم لأغراض عديدة أهمها استخدامها من قبل متبعي الحميات الغذائية سواء للأشخاص اللذين ينقصون أوزانهم أو لمرضى السكري بدلا من سكر الطعام، كما ويستخدمه رجال الأعمال لسهولة حمله وتوفره في جميع الأوقات .

اكتشاف الأسبارتام

يعتبر الأسبارتام Aspartame أكثر المحليات استخداما من قبل الناس ، تم اكتشافه صدفة عام 1965 عن طريق الكيميائي جيمس شلاتر عندما كان يقوم بتجربة بعض الأدوية المضادة للقرحة ، استخدم أول مرة عام 1974 إلا أنه أوقف استعماله لمدة 8 سنوات بعد رفض إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (US F.D.A) استعماله لكونه أدى لإصابة حيوانات التجارب بنوبات معينة من الأورام الدماغية وأورام الثدي والرحم والبنكرياس ، مع ذلك أعيد استعماله عام 1983 في تحلية المشروبات الغازية وفي عام 1993 تمت الموافقة على استعمال الأسبارتام من قبل الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء كمادة صناعية تدخل في الكثير من الأغذية وأزالت جميع القيود التي تحصر استخدام هذه المادة في إطارات معينة .

تزيد حلاوة الأسبارتام عن السكر العادي بـ 200 مرة وتحتوي الحبة على ربع سعر حراري تقريبا لكنه يتأثر بالحرارة معطيا طعما مرا ، يدخل في العديد من الصناعات الغذائية مثل المشروبات الباردة والعصائر والعلكة الخالية من السكر والشوكولاته والبوظة والحلويات والجلي والأغذية الرياضية كما ويدخل في الصناعات الدوائية كالمضادات الحيوية والفيتامينات وأدوية السكري ، يسمح بتناول 2-4 حبات يوميا .

مكونات الأسبارتام

قد يتبادر لأذهاننا سؤال وهو مما يتكون هذا المحلي الزائر اليومي لأجسامنا ؟ فلنقرأ معا :

50% فينيل ألانين وهو عبارة عن حامض أميني يتواجد بشكل طبيعي وعادي في الدماغ ، لكن بوجود إنزيم معين يقوم الجسم بتمثيل هذا الحمض والتخلص من الكميات الزائدة منه ، للأسف يعاني بعض الأشخاص من اعتلال وراثي لا يستطيعون التخلص من هذا الحمض بسبب غياب هذا الإنزيم الهام مما يؤدي لزيادة نسبة الحمض الأميني هذا ويتراكم بالدماغ بمستويات خطيرة لدرجة أنها قاتلة أحيانا ، ويسمى هذا المرض PKU ( فينيل كيتون يوريا ) ، ولقد أثبتت الدراسات إن تناول كميات كبيرة من الأسبارتام بجانب السكريات العادية تؤدي لزيادة مفرطة بمستوى الفينيل ألانين لدى الأشخاص العاديين الذين لا يعانون من هذا المرض وأن المستوى العالي من هذا الحمض أحد الأسباب التي تؤدي لانخفاض مستوى السيروتينين في الدماغ مما يؤدي في النهاية لاضطرابات انفعالية وكآبة .

40% أسبارتيك أسيد إن الفينيل ألانين والاسبارتيك أسيد حمضان أمينيان متواجدان بشكل طبيعي في الغذاء الذي نتناوله،ولكن إن لم يكن هذين الحمضين متحدان مع الأحماض الأمينية الأخرى المستهلكة وعددها 20 فعندها يصبحان ذا سمية عالية وخصوصا على الجهاز العصبي ، فعند تناول الاسبارتام تذهب مكوناته للدماغ مسببة له الأضرار والتي تؤدي بدورها للإصابة بأمراض مختلفة كآلام الرأس وتشوش ذهني وفقدان للتوازن .

10% ميثانول وهو مادة سامة قاتلة ويسمى أيضا كحول الخشب يتحول هذا الكحول في الجسم لحمض الفورميك والفورمالديهايد ، والكمية المسموح تناولها يوميا من الميثانول يجب أن لا تزيد عن 7-8 ملغم بينما الكمية الموجودة في علبة شراب ( 250 مل ) محلى بأسبارتام تساوي حوالي 13 ملغم أي إذا شربنا علبتين من أي شراب وتناولنا الأطعمة التي تحتوي على هذا المحلي بشكل كبير فإننا نستهلك حوالي 250-300 ملغم ميثانول يوميا أي ما يزيد عن المقدار المسموح به بـ 32-35 مرة ، ينطلق هذا الميثانول السام من الأسبارتام عند تسخينه في درجة حرارة 30 سلسيوس وأهم المشاكل التي يسببها التسمم بالميثانول تخص المشاكل ذات العلاقة بالبصر ومنها ضبابية الرؤيا وتقلص أو انقباض وتلف في الشبكية والعمى .

كما رأينا تشكل كل واحدة من هذه المواد لوحدها خطرا كبيرا على صحة الإنسان فكيف إن وجدت معا ! ، وإجمالا هذه المواد وما ينتج عنها من مركبات أخرى لها تأثير تراكمي خطير لأنه يتم امتصاصها بشكل سريع وطرحها بشكل بطيء ، لذا فإن آثار هذه المواد الجانبية لا تظهر فورا لكن تكون على المدى البعيد فقد يمر 5 أو 10 سنوات لكي تظهر الأعراض القاتلة ، وإن أكثر الناس عرضة للإصابة بهذه الأمراض هم الذين يتناولون هذه السلع الغذائية أو الأقراص نفسها وبكميات كبيرة فمثلا مريض السكري والذي قد يتناول أكثر من 20 حبة يوميا فقد لوحظ ضعف في التحكم بالأنسولين وعدم فعالية الأدوية الخافضة للسكري الموصوفة للمريض كما ويؤدي إلى إصابة شبكية العين بالعمى وأمراض عصبية وأحيانا الإصابة بالتشنجات والشلل .

محاذير تناول الأسبارتام

يفضل عدم تناول هذه المادة المحلية من قبل :

المرضى الذين يعانون من زيادة في السكر أو نقص في السكر
النساء الحوامل والمرضعات والأطفال
المرضى الذين يعانون من داء الصرع وأمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي
المرضى من كبار السن الذين يعانون ضعف في الذاكرة ومن لديهم حساسية من أخد مكوناته


أخيرا ينبغي أن أذكر أن مادة الأسيسلفام البوتاسيوم ( مادة محلية ) يمكن استعمالها بدلا من الأسبارتام وهي متوفرة في الصيدليات ، وانتقاء الأغذية المحلاة بهذه المادة لأنها لا تحتوي على الفينيل ألانين ، آمنة لا تعطي الطعم المر عند تعرضها للحرارة تعطى بجرعة آمنة 15ملغم / كغم وزن تمتص بشكل كامل إذا أعطيت عن طريق الفم لا تستقلب بالجسم وتطرح عن طريق البول .

عن الدكتورة إيناس بركات

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *