أسباب هامة للتوقف عن تناول السكر

في كثير من الدول المتقدمة يحتل السكر – والذي يتكون من الكربون والهيدروجين والأكسجين – مكانا بارزا في الغذاء. في واقع الحال، فإن السكر بحد ذاته مادة مضافة فهو يضاف إلى بعض أنواع الطعام لإعطائه طعما أفضل، وقد أصبحت هذه المادة منتشرة جدا خاصة في الأوقات الحديثة حيث تشكل 25% من كل سعر يؤخذ يوميا.

وبعد دراسة طويلة ومجهدة حول النتائج التي تترتب عن تناول السكر وخاصة بكميات كبيرة توصل علماء التغذية الى النتيجة التالية وهي ضرورة تخفيض المقدار المأخوذ من السكر لعدة اسباب نطرحها فيما يلي :

– بخلاف طعام الإنسان التقليدي مثل: الخبز، الحبوب، الخضروات، منتجات الالبان، واللحوم. فان السكر مادة كيميائية نقية معروفة بالسكروز لا تحتوي على فيتامينات، أملاح، أو أي مستحضرات أخرى فعالة بيولوجيا كما في منتجات الخضروات والأصول الحيوانية.

– بخلاف النشا – والذي يتحول الى جلوكوز بصورة بطيئة في جسم الإنسان ومن ثم يدخل الدورة الدموية – فان السكر يدخل إلى مجرى الدم بسرعة كبيرة جدا. إن استهلاك السكر بكميات كبيرة يؤدي إلى زيادة تركيز السكر في الدم وفي كثير من الأحيان يؤدي ذلك إلى البدانة وفي الحالات القصوى الى تصلب الشرايين وارتفاع حاد في ضغط الدم خاصة اذا كان الشخص قليل الحركة.

– واهم ما في الأمر أن تركيز الجلوكوز – والجلوكوز هو ناتج رئيسي من تحول السكروز – يحدد في الجسم بواسطة مادة الأنسولين وهي هرمون يفرزه البنكرياس أن إفراز الأنسولين يختلف حسب كمية الجلوكوز. فعندما تكون كمية الجلوكوز الموجودة في الدم كبيرة يزداد إفراز الأنسولين ومهمة الأنسولين تنحصر في إسراع أكسدة الجلوكوز. على كل حال فان احتواء الدم لكمية كبيرة من الجلوكوز لأمد طويل يؤدي إلى استنزاف مادة الأنسولين المفرزة. وعند تراكم الدهن في الجسم فان الأنسولين يفقد المقدرة على التأثير في أكسدة الجلوكوز وهذا يؤدي إلى مرض السكري وفي بعض الأحيان أمراض القلب والأوعية الدموية.

– بعد كل ما تقدم فان السؤال المهم الذي يواجهنا هو: هل نستطيع أن نستغني عن السكر؟

كما قلنا في البداية، أن النشا يتحول إلى جلوكوز ببطء وهو موجود في كل الخضروات ومنتوجات الطعام بدون استثناء ومحتوياته في الدم تحفظ في مستوى عملي وثابت بواسطة هرمونين يقومان بعملهما بشكل معاكس وهما: الأنسولين، والجلوكاجون وهذا يتم عندما تكون تغذية الإنسان صحيحة وعندما لا يحتوي الطعام على كميات كبيرة في السكر وبواسطة الدم يصل الجلوكوز إلى كل الأعضاء بما في ذلك الدماغ والقلب ويعوض استهلاكه بين الوجبات بالاحتياطي الموجود في الكبد.

– هناك دليل إضافي على عدم ضرورة وجود السكر كجزء من النظام الغذائي. لقد أصبح السكر متوفرا في أرجاء العالم قبل حوالي اقل من قرنين وقبل ذلك عاش الإنسان بدونه. حتى في هذه الأيام فان بعض الناس سليمي الصحة يستهلكون كميات قليلة جدا من السكر وذلك لأنهم لم يعتادوا على تناوله خلال طفولتهم، وهذا لا يؤثر عليهم بشكل معاكس . ولا يوجد هناك أي دليل بان هناك تأثيرات ضارة عند توقف الناس المعتادين على تناول السكر عن تناولها.

أن السكر ليس ضروريا للإنسان إلا في بعض الحالات مثل مواجهة صعوبة في الولادة حيث يتطلب ذلك مقدارا سريعا من الجلوكوز.

– هناك أمر آخر، أن الإنسان يقدر السكر لمذاقه. وتذوق الإنسان للسكر ورغبة به مکتسب وليس فطريا. إن أهم ما في الأمر هو على ماذا يتم تعويد الأطفال في الأسرة. فليس من الضروري تعويدهم على مادة السكر في مرحلة الطفولة المبكرة. وكلما تأخروا في البدء بتناول الحلوى تكون فرصتهم اكبر في أن لا يتعودوا على تناوله بكثرة في المستقبل.


ولأن الجسم لا يتطلب مادة السكر فليس من الضروري الحديث عن الحد الأدنى من استهلاكه. فإذا كان الغذاء متوازنا بشكل جيد فان استهلاك السكر يرجع إلى الفرد وان بعض الناس يسمحون لأنفسهم بتناول الحلوى كل يوم وآخرون يحظرون على أنفسهم ذلك. ولكن القاعدة الأساسية التي يجب ان نتذكرها أنه كلما قللنا من تناول الحلوى كلما كان ذلك أفضل. على أية حال فان 50 غم من السكر كل يوم لا تشكل خطرا على الجسم وهذا هو الحد الذي توصل إليه العلماء في أبحاثهم.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *