أسباب تفوق طلبة الصين في الرياضيات

تولي الصين أهمية بالغة في تشجيع طلبة مدارسها على تعلم مادة الرياضيات، وهي تسعى لن تكون الأولى عالميا في مجال الرياضيات، حيث تسعى الصين لتحقيق نهضة علمية في البلاد وهي بالتالي تولي أهمية بالغة بطلبة المدارس لديها.

وقد تبين أن طلبة الصين قد حققوا بالفعل درجات متقدمة في علم الرياضيات على مستوى العالم كما حقق طلبة الصين درجات متقدمة في العلوم والتكنولوجيا .

ومن اجل تحقيق هذا الهدف الطموح عملت الصين على اجتذاب أفضل العقول لتدريس علم الرياضيات لطلبة المدارس، وفي الوقت نفسها تعمل على رعاية الطلبة ليكونوا علماء المستقبل، وفي الجانب الثاني هذا، يظهر طلبة الصين تميزا واضحا في مختلف المسابقات العلمية والرياضية الدولية، ففي العام الماضي مثلا حصل كل عضو من الأعضاء الستة في فريقها لاولمبياد الرياضيات الدولي على ميدالية ذهبية، فما الذي يحقق لهم ذلك؟ يقول المختصون أن ذلك يعود للإعداد الجيد، وللطريقة التي يعمل بها دماغ الطالب الصيني.

ويبين التربويون في الصين أن الطلبة لديهم يدرسون مادة الرياضيات سنوات أكثر من غيرهم من الطلاب الآخرين في الغرب وبقية دول العالم، كما أنهم يدرسون الرياضيات حتى بلوغ سن 18 وخلالها يخضعون لعدد كبير من الامتحانات المتقدمة في الرياضيات، كما يخضعون لامتحانات خاصة بالرياضيات قبل دراسة العلوم في الجامعات، أما في بريطانيا فان الطلبة يتوقفون عن دراسة الرياضيات في وقت مبكر ويتجهون لدراسة مواضيع أخرى تكون أسهل من دراسة الرياضيات.

الدراسات تبين أن الطلبة الصينيون الذين يدرسون في بريطانيا يحققون أيضا نتائج متميزة في الرياضيات، وهم يحصلون على التقدير (أ) فيها أكثر بثلاث مرات من البريطانيين مما يؤشر إلى سبب آخر وراء هذا التفوق.

في هذا الإطار يقترح علماء الأعصاب ان اللغة الصينية هي المسئولة عن هذه الفروق، إذ أن اللغة تحدد كيف يتعامل الدماغ مع مسائل الرياضيات ويحللها، ففي دراسة لعلماء من جامعة داليان للتكنولوجيا، حيث يتحدث السكان المحليون لغة الماندرين، أظهرت الصور الماسحة فروقا مثيرة للاهتمام في مناطق الدماغ ذات العلاقة بين الصينيين والبريطانيين عند حل المسائل الحسابية.


في الدراسة خضع متطوعون من الصين وبلدان غربية، في العمر نفسه والمستوى الدراسي نفسه، لتصوير ماسح بالرنين المغناطيسي في أثناء حلّهم لمسائل رياضية، فأظهرت الصور نشاطا متماثلا في منطقة الدماغ ذات العلاقة بالتعامل مع الأعداد، لكن في الوقت الذي اظهر فيه الطلاب الغربيون نشاطا أكثر في مناطق الدماغ ذات العلاقة بتقييم معاني الكلمات، اظهر الطلبة الصينيون نشاطا اكبر في مناطق الدماغ ذات العلاقة بمظهر الأرقام وتبعا لما يقوله العلماء فان الصينيين (يرون) الأرقام بسرعة اكبر وهم لا يعتمدون على معالجة اللغة عند حل المسائل الرياضية، بمعنى أنهم يعتمدون نهجا مختلفا في تعرف المسائل الرياضية وحلّها يجعل تفهمهم لها والتعامل معها أسهل من غيرهم.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

في دورتها السادسة عشر 2024.. نهيان مبارك يُكرم الفائزين بجائزة خليفة لنخيل التمر

برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نهيان مبارك يُكرم الفائزين بالجائزة بدورتها السادسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *