للأسرة دور هام في تعليم أطفالها القراءة والكتابة منذ الصغر / pixabay

أثر الاسرة ودورها في تعليم اطفالها

من المعروف ان للوالدين )الأب والأم ( تأثيرا عميقا، ودائما على تحصيل اطفالهما في المدرسة وعلى مستقبلهم الدراسي ويبدأ هذا التأثير مبكرا ويستمر معهم طيلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوى والعالى كذلك.

ويرى لورسن ستينبيرج وزميلاه Beyond the Classroom1997 أن الوالدين يمارسان هذا التأثير عبر ثلاث طرق على الاقل وهي:

الاولي: بالرسائل أو الاقوال الموجهة الى اطفالهما بقصد وبدون قصد عن المدرسة والتعلم، ومن هذه الرسائل يستنتج الاطفال ان المدرسة مهمة او غير مهمة، ومن ثم يعرفون مقدار الجهد اللازم بذله فيها، ومع ان معظم الوالدين يعتقدون ان رسائلهم الى الاطفال عن المدرسة والتعليم عالية النبرة وواضحة، وان نجاح اطفالهم فيها مهم جدا عندهم، الا انها لا تعبر دائما عن ذلك، فيتعلم اطفال بعض الاسر دروسا عن المدرسة من الابوين تحد من التزامهم بالتعلم والتحصيل.

الثانية: بالسلوك او بالأفعال يؤثر الوالدان على تحصيل اطفالهما المدرسي من سلوكهم وأفعالهم، ان تنشئة طفل في سن المدرسة يوفر للوالدين فرصا لا تحصى لإبراز مدى التزامهم بعملية التربية والتعليم بالأفعال لا بالأقوال، فالأبوان اللذان يستغلان تلك الفرص مثل حضور المناسبات والتطوع في الانشطة المدرسية .. يجعلان طفلهما يدرك انهما ينظران الى المدرسة والتعلم بأهمية خاصة. انهما يقولان لطفلهما بالسلوك والأفعال انهما يقابلان اهتمامه بالمدرسة والتعلم بالتزام معادل من الوقت والطاقة بها.

اما الوالدان اللذين لا يستغلان الفرص المدرسية لإبداء اهتمامهم بالتعلم فيتركونها تمر دون المشاركة فيها فانهما يرسلان رسالة مختلفة الى طفلهما: انه على الرغم من قولنا لك ان المدرسة مهمة وان التعلم مقدر جدا منا الا اننا لا نملك الوقت للمشاركة في مناسباتها وأنشطتها، وقد تبين من الدراسات والابحاث ان هذا السلوك ينعكس على اطفال مثل هذه الاسر فلا يبقى لديهم ايضا الوقت والطاقة للانغماس في العملية التعليمية والأنشطة المدرسية.

الثالثة: المناخ الاسري او البيتي العام: ربما كانت هذه الطريقة التي يؤثر فيها الوالدان في تحصيل طفلهما الأهم بين الطرق جميعا وعماد هذا المناخ اسلوب الابوة وأسلوب الأمومة في التعامل مع الطفل، وحتى عندما لا يقصد الوالدان تشكيل المستقبل التعليمى الطفلهما يشكلانه من خلال منهجهم اليومي في تنشئته وتربيته، فيؤثران في شخصيته بطرق واساليب تعبر عنهما لا عنه في الصف والمدرسة وأن بعض اساليب الابوة والامومة تؤثر في قدرة الصغير في التعليم والمشاركة في الانشطة المدرسية فقد تسهل نموه او تعيقه، بل ان بعضها يلحق اكبر الضرر بالتعلم السوي او المبدع للطفل في مدرسته.

واذا كان الامر كذلك فان احسن مناخ اسري او بيتي للطفل هو المؤاتي لنموه ويقوم على ثلاث ركائز:

أولا القبول لا الرفض وبحيث يشعر الطفل أنه مطلوب ومحبوب ومدعوم من الوالدين، وان الوالدين عطوفان ومنفتحان في ثنائهما عليه، ومنغمسان في حياته ويستجيبان لحاجاته الانفعالية فالاطفال المحبوبون والمقبولون يطلبون بجراة مساعدة والديهم لديهم في حل مشكلاتهم، ووالدوهم يشجعونهم يستمتعون بقضاء المزيد من الوقت معهم، وهم مصدر يمكن الاعتماد عليه للإرشاد والمساعدة.

ثانيا: الحزم مقابل الميوعة، والحزم يعني تمسك الوالدين بدرجة ثابتة نسبيا من الانسجام والاتساق في التعامل مع الطفل، والسلوك المتوقع منه، ودعوته للتصرف بصورة مسؤولة وناجحة، ان الاطفال الذين ينشأون هكذا يعرفون ما يتوقع والداهم منهم وكذلك النتائج المترتبة على انتهاك التوقعات والقواعد وبغياب ذلك او بالتناقض بين الساعة والساعة في سلوك الاباء والامهات من تصرف معين للطفل يستنتج ان كل سلوك ممكن، او انه من المستحيل معرفة السلوك المناسب والمقبول من غيره.

ثالثا: الاستقلال الذاتي او النفسي مقابل التبعية: ويعني مدى التسامح او التشجيع الذي يتحلى به الوالدان نحو طفلهما فيما يتعلق بنزعته نحو الاستقلال، لقد تبين ان الوالدين اللذين يدعمان هذه النزعات يتعرفان الى آراء طفلهما ويشجعانه على التعبير عن نفسه، وان الاطفال الذين ينشأون في اسرة تشجع ذلك يشعرون بأن التعبير عن النفس ميزة مهمة، وان حب والديهم واحترامهم لهم لا يعني ابداء الاراء والافكار نفسها، وانه يجدر بالطفل ان يعبر عما يعتقد دون خوف او تردد.

اما الوالدان اللذان يركزان على التحكم بالطفل والتضييق على حريته، فيريان ان الطاعة . عندهما أهم من الاستقلال، ولكن ذلك يؤدي الى عدم مساءلة الطفل للابوين والراشدين عما يصدر عنهما، وان آرائه أقل أهمية لانه طفل .. فتضعف شخصيته ويصبح اكثر ميلا للتبعية لا القيادة.

وتفيد مصادر اميركية تربوية عديدة «مثل المركز القومي لإحصاءات التعليم، ولجنة المواطنين القومية للتربية والتعليم، والهيئة القومية لاهداف التعليم، والمعهد القومي للتربية والتعليم» ان للتواصل القوي بين الاسرة والمدرسة تأثيرا ايجابيا قويا على ابناء الاسرة وبناتها:

1- يجعل مشكلات التعليم عندهم اقل.
2- مشكلات السلوك اقل.
3- احتمال اخراج الطالب من الصف او فصله اقل
4- احتمال حصوله على علامات أعلى ودرجات افضل اقوى .
5- احتمال مشاركته في الانشطة اللاصفية المدرسية والانشطة الخارجية المنظمة اقوى .
6- احتمال مقاومته للضغط السلبي للاقران عليه اقوى .
7- احتمال تخرجه في المدرسة اقوى
8- احتمال التحاقه بالجامعة اقوى .
9- ان دوامه المدرسي يصبح افضل
10- قيامه بالمزيد من الواجبات المدرسية البيتية اكبر.


ولهذا جعل حكام الولايات المتحدة الاميركية والكونغرس التواصل الاسري المدرسي القوي الهدف او المطلب القومي الثامن للتعليم لأنه لا بد منه لتحسين التعلم والتعليم، فهل ترحب مدارسنا بذلك وتحض عليه أم انها تتبرم منه وتتضايق من «تدخل» الآباء والأمهات بتعليم طفلهم في المدرسة او من ملاحظاتهم على التعليم.

حسنى عايش

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *