علاقة البدانة والسمنة المفرطة والاصابة بالشيخوخة المبكرة

الدكتور الصيدلاني صبحي شحادة العيد *

بما أننا نتكلم عن الشيخوخة وطرق مكافحتها لا بد لنا أن نذكر العدو اللدود للصحة والجمال والرشاقة ألا وهو مرض السمنة وهو بالفعل مرض خطير يزداد كل عام، فقد أصبحت مشكلة البدانة والسمنة من أهم المشاكل التي تؤرق العالم بأكمله سواء العربي أو الغربي.

تعتبر السمنة مستودع لأمراض عدة وهي تعبد الطريق للكثير من الأمراض كالسكري والضغط وأمراض القلب والمفاصل فعلى سبيل المثال تشير جميع الدراسات والإحصائيات أن 9 من كل 10 مرضى سكري هم سمانا أو كانوا سمانا يوما ما وهذه الأمراض أعداء الصحة والجمال.

وتنتج البدانة من تراكم الشحوم بالجسم لتكون أكثر من 35% عند النساء و30% عند الرجال وتشكل البدانة مصدر قلق بالغ في الوطن العربي لكن التعاطي معها لا يتم على أساس أنها مرض تعددت أسبابه ومضاعفاته، وقد تفاقمت مشكلة البدانة هذه في الوطن العربي خلال الربع الأخير من القرن الماضي بسبب عوامل تداخلت فيمـا بينها وأدت لزيادة الوزن ومن ثم البدانة.

تعتبر زيادة الوزن حالة مزمنة تتطلب الكثير من الجهد والعمل للتخلص منها بشتى الطرق المتاحة ، حيث من المؤكد أن زيادة الوزن سببها زيادة في السعرات الحرارية المتناولة أكثر من السعرات التي يحرقها الجسم أو بكلمة أخرى ( قلة الحركة والنشاط البدني ) وعدم الانتباه لكميات الطعام المتناولة والعادات الغذائية الخاطئة والتي لا تأخذ بعين الاعتبار كمية السعرات الحرارية في أنواع الطعام المختلفة ، والتي تشمل تنوعا شديدا في الوجبة الواحدة ، فالتغذية الزائدة واختلال التوازن الغذائي وقلة الحركة والنشاط البدني من أهم مسببات أمراض عدة كما ذكرت كأمراض القلب والسكري والسرطانات والتهاب المفاصل .

ومن أجل هذه المعادلة الصعبة ( في نظر الكثير من الناس ) ضعفاء النفوس وهي ماذا أو متى أو كيف نأكل دون زيادة الوزن ودون الوقوع في مصيدة تجارة التخسيس ودون اللجوء لأنواع الريجيمات المتداولة يجب العلم أن الريجيم العنيف ليس هو المطلوب ولكن القليل من الطعام الذي تحبه نفسك لن يضر شريطة أن تلتزم بالأسلوب المعتدل والمتوازن في الغذاء وأن يكون هذا نمط حياة ثابت مهما كانت الظروف فلا للحرمان والجوع ونعم لنظام غذائي صحي متوازن ومدروس .

البدانة أو السمنة تعني طبيا زيادة طبقة الشحم ( الدهن ) المختزنة تحت الجلد ويعتبر الشخص بدينا إذا زاد وزنه 20 % عن المعدل الطبيعي ويمكن الرجوع إلى ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم BMI والتي تحسب كما في المعادلة التالية :

BMI  = الوزن ( بالكيلو غرامات )

مربع الطول ( بالأمتار )

يعتبر هذا الدليل مقبولا إذا تراوح بين              20 -26
بدانة معتدلة                                             27 -29
بدانة حقيقية إذا كان                                   30  أو أكثر
بدانة شديدة إذا كان                                    35 أو أكثر
بدانة خطيرة إذا كان                                  40 أو أكثر

 

ويعتقد بعض العلماء أن أفضل طريقة لمعرفة إذا ما كنت تعاني من زيادة في الوزن هو قياس الخصر على أن يقاس صباحا دون لباس وقبل تناول الطعام.

وتؤكد جمعية القلب الأمريكية أنه إذا بلغ قياس الخصر 35 إنش أو اكثر عند النساء و 40 إنش أو أكثر عند الرجال فإنه يدل على خطورة عالية، وقياس الخصر الذي يدل على وزن طبيعي عند الرجال هو 27-37 إنش وقياس الخصر الذي يدل على وزن طبيعي عند النساء هو 24-32 إنش .

إن الحقائق والأرقام وبعض الإحصائيات المتوفرة عن السمنة أو مرض المجتمعات المتحضر كما يحلو للبعض أن يسميها لا تبشر بالخير وتعتبر ناقوس خطر يجب تضافر الجهود الشعبية والرسمية لمواجهتها والتقليل من أخطارها قدر الإمكان فعلى سبيل المثال لا الحصر:

50% من سكان أمريكا البالغين يعانون من السمنة.
30% من سكان اليابان .
33% من سكان الدول الغربية عموما .
80% من سكان البحرين حيث تعتبر من أكثر الدول معاناة بمرض السمنة .
75% من سكان الإمارات العربية المتحدة .
50% من سكان الكويت .
60% من سكان السعودية .
30% من سكان الأردن و 15% من سكان سوريا ولبنان .
30% من سكان مصر .

إلا أن الأخطار بنسبة الإصابة بهذا المرض تكمن في الزيادة المستمرة في نسبة المصابين به بين الأطفال والشباب ويرجع السبب الأساسي لهذه الزيادة لتغيير نمط وأسلوب الحياة ومن ضمنها العادات الغذائية وتناول الوجبات الدسمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية مع الإقلال في الحركة والرياضة بكافة أنواعها وأذكر مثالا حيا على ذلك هو لطفلة سعودية ( 8 سنوات ) وتبلغ من الوزن 100 كغم .

إن الحديث عن مرض العصر هذا يطول ويطول ويحتاج لمؤلفات للحديث عن أسبابه وطرق الوقاية وغيره لذا أحب أن أذكر بصورة مبسطة أهم طرق الوقاية وهي ما يلي :
ممارسة الرياضة قدر المستطاع وقد ذكرنا أهميتها للجميع وفوائدها الجمة
التطبيق الدقيق لبرامج تخفيف الوزن والموضوعة من قبل مختصين على أسس مدروسة تراعي حالة كل فرد ، ولإتباع برامج التنحيف يجب مراعاة ما يلي :-

* المرحلة الأولى إيصال الشخص للوزن المثالي بإنقاص 2كغم في الشهر وذلك بإنقاص السعرات الحرارية اليومية 500 سعر .
* المرحلة الثانية إبقاء الشخص محافظا على وزنه باستعمال نظام ذو سعرات معتدل مع ممارسة التمارين الرياضية .
* تناول غذاء ذو سعرات معتدلة واستثناء الأطعمة عالية السعرات .
وللعلاج ينصح بتناول أدوية التنحيف بعد استشارة الطبيب والصيدلي وأخصائيو التغذية بحذر وجرعات مناسبة للسن والوزن والحالة الصحية وهي متوفرة في الصيدليات تحت أسماء عديدة أذكر منها GARSLIM – SLIM DOWN – APPLE LIGHT وغيرها من الأدوية الآمنة .

لا تستمعي لكل ما يروج له بالمجلات والصحف والإعلانات التجارية وفي قنوات التلفاز العربية والغربية من أدوية ليس لها أساس من الصحة في فاعليتها أو آثارها على جسم الإنسان فقد تكون هذه الأدوية غير مرخصة من وزارة الصحة العالمية أو غيرها من الجهات المعنية فكما نسمع كل يوم أن شخصا ما أصيب بجلطة دماغية أو قلبية أو أصيب بارتفاع ضغط الدم نتيجة استخدامه لدواء منحف أو شخصا ما أصيب بأمراض رئوية خطيرة نتيجة استخدام دواء منحف أيضا لذلك يفضل عدم استخدام الأدوية التي تحتوي على الإفدرين أو ما يشابهها بالمفعول لأنها السبب في ارتفاع ضغط الدم وجلطات الدماغ هذا قد يصيب الشخص السليم فماذا يفعل الشخص المصاب بالضغط أصلا إذا تناول هذه الأقراص ؟! .

هذا لا يعني إن كل الأدوية متشابهة وتسبب أمراضا خطيرة حيث توجد أدوية في الأسواق جيدة وذات فاعلية في إنقاص الوزن ولا تؤثر إطلاقا على صحة الإنسان ومرخصة من الجهات المعنية شريطة استعمالها تحت إشراف مختصين وبجرعات مدروسة .

أما في الحالات التي تعتبر مرضية كالسمنة المفرطة لا بد من تدخل جراحي تحت إشراف أطباء مختصين حيث تلعب الجراحة دورا مهما في خفض وزن الجسم لكن الأطباء لا يلجأون إليها إلا في حالات خاصة وكحل أخير لإنقاذ المريض بعد أن يكون قد جرب كل أنواع الريجيمات وأخفق في الحصول على النتيجة المرجوة فلا يعاني المريض من ثقل وزنه وحسب بل هناك أخطار أخرى قد يتعرض لها مثل الإصابة بأمراض القلب والسكري والروماتيزم أو ضيق التنفس الدائم ويعتبر المريض مفرط السمنة :

* إذا كان مؤشر الكتلة BMI 40 فما فوق .
* إذا كان مؤشر الكتلة 35 فما فوق مع وجود ارتفاع في ضغط الدم أو سكري أو حالة مرضية أخرى بسبب السمنة .

ومن أهم هذه العمليات :

بالون المعدة حيث يستخدم لإعطاء المريض شعور بالشبع مبكرا وتخفيف كمية الطعام التي تؤكل ، وبعد نزول الوزن لا بد من إزالة هذا البالون من المعدة بالمنظار عن طريق الفم بنفس الطريقة التي وضع فيها ومن ثم يجب على المريض المحافظة على وزنه بالطرق الغذائية الصحية .

تحزيم المعدة بالمنظار الجراحي ( إنقاص حجم المعدة ) حيث يوضع حزام حول المعدة عن طريق ثقوب في جدار البطن بدون شق البطن وعن طريق الكاميرا يراقب الجراح عمله في الأعضاء الداخلية ويتم تقسيم المعدة إلى قسمين قسم صغير يدخل الطعام إليه في البداية وقسم كبير يصل إليه الطعام ببطء وهكذا يشعر المريض بعد وجبات صغيرة من الطعام بالشبع ويبدأ بفقد الوزن تدريجيا ، يبقى هذا الحزام بشكل دائم للمحافظة على الجسم الطبيعي .

وبالرغم من نجاح الكثير من هذه العمليات إلا أنها لا تخلو من المساوئ فقد يتعرض 10% من الأشخاص الذين يجرون جراحة إنقاص حجم المعدة إلى مضاعفات متعددة أذكر منها :

* التهابات في مكان الجرح والتهاب وريدي ومشاكل رئوية .
* ضيق فم المعدة وقرحة معدية أو قيء مستمر نتيجة انسداد معدي .
* قد لا يحدث نقص في الوزن .


شفط الدهون ( نحت الجسم ) تجرى هذه العملية من أجل التجميل فقط والحصول على جسم متناسق تتم العملية عن طريق إجراء ثقب صغير وإدخال أنابيب رفيعة تحت الجلد ( في أماكن تجمع الدهون ) وتوصل هذه الأنابيب بجهاز لإذابة الدهون له قوة شفط كبيرة للدهون السائلة حيث لا يمكن شفط أكثر من 4-6 لترات من الدهون في الجلسة الواحدة ومن مكان معين في الجسم وأكثر من ذلك قد يعرض الشخص لمضاعفات سلبية لا يحمد عقباها مثل الجلطات الوعائية وفقدان كمية كبيرة من الدم أثناء العملية بالإضافة إلى أنها عملية مكلفة ماديا ومن أهم التعليمات التي تعطى للمريض ضرورة ارتداء مشد لمدة تتراوح بين شهر أو شهرين لمساعدة الجلد على التقلص .

مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافيه
Dr subhi_eid@hotmail.com

عن الدكتور صبحي العيد

*مستشار /دكتوراه الغذاء الصحي والنباتات الشافيه Health food and healing herbs advisor DRSUBHI_EID@HOTMAIL.COM

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *