علاج البروستاتا بالأدوية

اصبح من المعروف أن تضخم البروستاتا يؤدي إلى ظهور اعراض بولية تزداد مع العمر، حيث يشكو من اعراضها واحد من كل خمسة رجال بين سن 40 – 64 واثنين من كل خمسة بين سن 65 – 79 .

وبما ان البروستاتا تحيط ببداية المجرى البولي فان تضخم الغدة يؤدي الى تضيق المجرى وصعوبة في ابتداء التبول مع ضعف وتقطع في جريان البول. ومع ازدياد الانسداد يشعر المصاب بأعراض اخرى مثل الحاجة للاستيقاظ ليلا للتبول وتكرر التبول مع الإحساس بعدم التفريغ الكامل للمثانة. وقد اعتمد اطباء المسالك البولية عالميا اسلوبا خاصا بترقيم شدة الاعراض مما يساعد على تقييم تأثير العلاجات المختلفة لهذه الحالة.

هنالك طريقتان لعلاج البروستاتا بالأدوية تعتمد الأولى Blockers Alphaعلى احداث انبساط للعضلات الملساء المتواجدة في عنق المثانة والبروستاتا مما يخفف من الضغط على المجرى البولي الذي يتوسط الغدة فتسهل عملية التبول، وقد بدأ هذا الأسلوب العلاجي في نهاية السبعينات باستخدام مادة الداينبيلين التي بينت التجارب على الفئران أنها تؤدي الى السرطان ولم يعد يستعمل عالميا.

وفي الثمانينات ابتدأ الاختصاصيون باستخدام عقار افضل كان يستخدم سابقا لمعالجة ارتفاع ضغط الدم اسمه برازوسين. ويعمل هذا بشكل محدد اكثر من سابقه ولذلك فان اعراضه الجانبية اقل ولكن كسابقه يعطی مرتين يوميا، ومنذ ذلك الوقت والأبحاث جادة لإيجاد عقار انسب يعطي أعراضا جانبية اقل ويمكن تناوله مرة واحدة يوميا، حيث تم تصنيع عقارات متعددة لهذا الغرض نذكر منها التيرازوسين – والالفازوسين والتامسولوسينم والدوکسازوسين والاندورامین.

ان من ميزات هذه الطريقة العلاجية انها رخيصة نسبيا وان تأثيرها يظهر خلال اسابيع قليلة ولتجنب ظهور أعراضها الجانبية ينصح بإعطائها بشكل تدريجي ومتزايد حتى الوصول الى الجرعة الكاملة الفعالة.

اما الطريقة الثانية فهي التي ظهرت سنة 1992 وتعتمد على استخدام عقار الفنسترايد الذي يحد من تأثير الهرمون الذكري على البروستاتا مما يؤدي إلى ضمورها جزئيا وبالتالي الي تحسن عملية التبول. ويظهر تأثير هذا العقار المكلف بعد مضي ستة اشهر من استخدامه الذي يجب ان يكون متواصلا وبشكل دائم، اذ ان البروستاتا تعود الى حجمها الأول خلال أشهر من التوقف عن تناوله. وهنالك ابحاث كثيرة تجريها شركات الأدوية لإيجاد بدائل مشابهة بدون اعراضه الجانبية المزعجة التي تشمل فقدان الرغبة الجنسية والعجز الجنسي.


أما للاجابة على السؤال عن ای الطريقتين افضل للمعالجة بالأدوية فان احد اخر الابحاث التي اجريت المقارنة تأثير الأسلوبين العلاجيين السالف ذكرهما بينت بشكل واضح أن المعالجة بالتيرازوسين لوحده او مضافا لمادة الفينسترايد يعطي نتائج افضل بمرتين من الفنستراید لوحده.

وهذا يعني انه لا حاجة لوصف الاثنين معا بل يكفي استخدام التيرازوسين وحده لمعالجة اعراض تضخم البروستاتا.

الخلاصة أن استخدام الى Beta Blokcers يبقى افضل طريقة لمعالجة تضخم البروستاتا. بالأدوية شريطة أن لا يكون هناك مضاعفات ثانوية بسبب التضخم الحاصل علما ان نسبة تحسن الأعراض افضل وأسرع بكثير بعد اجراء استئصال البروستاتا بواسطة المنظار.

د. فادي حداد
اختصاصي جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية

About فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

Check Also

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *