ظاهرة صعوبات التعلم والحد من انتشارها بين أبناءنا

دينا عمر الجندي

إن التربية القديمة كانت تتعامل مع الطفل كأنه رجل,وقد كانت تطالبه بكل الالتزامات متجاهلة حاجته للشعور بمرحلة الطفولة التي تشكل أساس شخصيته في المستقبل,هذا بالإضافة إلى الآمال الكبيرة المتوخاة من رجل المستقبل.

هذا وقد نهجت التربية الحديثة أسلوبا مغايرا مستفيدة من التجارب والدراسات الميدانية الكثيرة,على أنها اختبارات حية أخذت بعين الاعتبار جملة من الأمور التربوية قبل التعليمية كالاهتمام بنمو الطفل الجسماني وتنمية الوظائف البدنية والبيولوجية والنفسية التي تتجه نحو العناية بنمو شخصية الطفل ولخلق الرغبة لديه بعنصر التشويق والعمل على جعله معتمداًعلى نفسه وتنمية قدراته الإيجابية وكذلك تخلصه من الصراعات النفسية التي يعاني منها وما يرافقه من انحرافات سلوكية غير موزونة.

كما وأن الحياة الأسرية في البيت يجب أن يسودها الحب وان يظللها الأمان وان يكون الحوار واحترام الآراء من أهم شعارات الأسرة ومن أساسيات دعائمها.وما يجب على الوالدين – وهم قطبا الرحى- في العملية التربوية أن يتحليا بالصبر والحكمة في التعامل مع الأبناء ؛لأنها من صفات التربية السليمة والصحيحة وبالتالي تكون الوسيلة الناجعة للوصول إلى حياة هانئة تؤدي إلى نجاح الأبناء في دراستهم ويكونوا لبنات صالحة في بناء المجتمع القوي المتين.

وهذا وما لدور الأم الأساسي في مساعدة طفلها على النجاح ؛فهي التي تلازمه من خلال تدرجه في حياته سنة بعد سنة,وذلك بالإشراف على تربيته وتنشئته بصورة مباشرة.كما وأنها هي التي تسهر عليه في مرضه وترسم له دروب الحياة خطوة …خطوة بالإرشاد والتوجيه المستمر وهذا الشيء له الدور الفاعل في نجاح الطفل بعيدا عن الضغط والإكراه؛لأن الطفل عندما يذهب إلى المدرسة وهو فاقد الثقة بنفسه لن يجد البيئة المدرسية المناسبة التي تلائمه وسيختلف مع زملائه ويقع فريسة الانطواء والخجل وربما يدفعه ذلك إلى الكذب والغش والخداع وقد تنمو لديه روح العدوانية مستقبلا.

لذا يجب علينا أن نربي في نفوس أطفالنا الشعور بالطمأنينة وأنهم محبوبون ومرغوب بهم وقضاء جزءا من وقتنا مع أطفالنا والاستماع إلى آرائهم وأسئلتهم البريئة .

ولكي تتمكن المدرسة من التأثير الإيجابي لخلق جيل متميز في العطاء يجب توفر المرشدين وذوي الاختصاص الأكفاء في مجال التربية الحديثة وعلم النفس لإعادة تخطيط البرامج التربوية القديمة في مختلف مراحل التعليم وذلك لرفع مستوى التعليم الذي ينمو من خلاله, كما أنه يجب تضافر الجهود الحثيثة والمستمرة من قبل وزارة التربية والتعليم وإيجاد غرفة المصادر المجهزة بالاحتياجات اللازمة في المدارس الحكومية.

كما ولا ننسى أن نشير إلى أهمية الغذاء في التوازن الجسماني لما له من دور في النمو السليم وتعزيز الثقة في نفوس الطلبة.


هذا ومما لا شك فيه أن للثقافة الإسلامية من إيجابية لتنشئة جيل المستقبل نحو التقدم العلمي والتكنولوجي كنظرية سلوك وعمل وكواجب اجتماعي ثابت تؤديه لمجتمعاتنا علما وعملا وأن نتزود بالإيمان والتقوى وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه العزيز”وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”.

مصدر الصورة
pixabay

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

ديوان “همس مسموع ” بين التأمل العميق والتعبير الإنساني

ديوان “همس مسموع” للأديبة الأردنية حياة صالح دراغمة يتضمن مجموعة من القصائد النثرية التي تتميز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *