تطور تكنولوجيا هندسة الجينات

تعود تقنية استنساخ الجينات التي استطاع بفضلها باحثون اسكتلنديون من الحصول على نسخة مطابقة لنعجة انطلاقا من خلية اخذت من ثديها الى سبعينات القرن الماضي.

وفي عام 1973 توصل العالمان الأمريكيان ” ستانلي كوهين ” و ” هربرت بوير ” الى وضع اسس هذه التقنية التي تطورت في الثمانينات وتم تطبيقها بداية على البكتيريا التي امكن ادخال جينات غريبة اليها مأخوذة من بكتيريا اخرى، وكذلك من حيوانات او نباتات.

وتبدأ العملية باستخراج وتقطيع أجزاء صغيرة من الحمض النووي المنقوص الأوكسجين (د. ن. ا) الذي يحمل الصفات الوراثية في نواة الخلية. ومن ثم ادخال الاجزاء الصغيرة التي تمثل جينا واحدا أو عدد جينات، من الجسم الغريب، في وحدات صغيرة من ( د. ن. ا ) الجسم الذي سيتم زرعها فيها.

وبعدها يتم في المختبر تحفيز عملية دخول الأجزاء الوراثية الجديدة في البكتيريا، التي تصبح لدى تكاثرها خلايا مولدة تنتج بروتينات تحمل رمز الحمض الغريب. وتصبح البكتيريا المولدة عناصر مساعدة في صناعة الأدوية و الصناعات الزراعية .

ومع الوقت أمكن تولید نباتات مقاومة للأمراض والحشرات، وحيوانات مخلقة كالخرفان قادرة على انتاج العامل (9) الضروري لتخثر الدم، في علاج مرضى نزف الدم (الهيموفيليا ).

الا أن الأبحاث لا تزال في بداية الطريق، اذ ان الباحثين لا يستطيعون دائما التحكم بالموقع الدقيق لإدخال الجين الذي يحمل الصفة التي يراد اضافتها الى الجسم فهم حصلوا مثلا على فئران عملاقة، الا أن زيادة النمو لم تكن ملحوظة لدى الحيوانات التي يتم تربيتها للحمها، كالخنازير والارانب، مع ظهور اعراض وامراض مواكبة للتغيرات المحدثة كقرحة المعدة، والتهاب المفاصل، وصعوبات في التوالد.


وعبر تولید نسخة لحيوان بالغ، للمرة الأولى، اجتاز فريق معهد ادنبره خطوة مهمة في مجال اتقان هذه التقنيات الواعدة في مجال علم الأحياء والطب والتي تثير ايضا مخاوف من امكان استخدامها لأغراض غير حميدة كاستنساخ البشر.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

في المستقبل المزارع العمودية داخل بنايات المدن الحديثة

على غرار حدائق بابل المعلقة والتي اعتبرت من عجائب الدنيا، برزت فكرة بناء المزارع العمودية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *