الخلايا الجذعية والاستنساخ العلاجي امل كل المرضى

اظهرت تجارب حديثة أن الخلايا الجذعية ” الخلايا الاصل” stem cells والتي يتطلع العلماء للحصول عليها من الاستنساخ العلاجي لها القدرة على اصلاح تلف الدماغ، فمع تقدم الانسان في العمر، تأخذ الخلايا العصبية بفقدان محاورها، وهي الامتدادات التي تربط هذه الخلايا ببعضها وتجعلها تتبادل المعلومات فيما بينها، لكن مادة طبيعية في الجسم تسمى عامل النمو العصبي NGF تنبه نمو المحاور ثانية.

في دراسة في كلية طب جامعة كاليفورنيا سان دييغو جرى حقن خلايا معدلة جينيا لانتاج هذا العامل في قردة هرمة ومن المعروف ان القردة تفقد 25 % من هذه المحاور عندما تتقدم في السن، وقد لوحظ بعد المعالجة ان القردة استعادت جميع المحاور العصبية التي فقدتها، وفي بعض الحالات زادت عندها عن المعدل الطبيعي.

يامل الباحثون في اجراء تجاربهم للعلاج بالخلايا الجذعية على مرضى الزهايمر لمعرفة ان كانوا سيستعيدون قدرتهم على التذكر والادراك، وهذا يمثل ما يراه الباحثون من هدف اساسي لاتقان تكنولوجيا الاستنساخ، اذ بواسطة ما يسمى الاستنساخ العلاجي يمكن الحصول على مصدر لا نهائي من الخلايا الجذعية من جسم الانسان الفرد، ليستفاد منها في اصلاح اي تلف في الجسم سواء كان في الدماغ او القلب او الجلد او غيرها من الاعضاء، وفي الوقت الحاضر هناك اهتمام كبير بالخلايا الجذعية، وتستخدم طرق عدة في عزلها واستخدامها، والاستنساخ مجرد طريقة منها.

وتتم عملية الاستنساخ العلاجي كما يأتي: تؤخذ عينة من الخلايا من الجلد مثلا، ويتم تنميتها في بيئة مناسبة، ثم تؤخذ خلية منها وتدمج مع بويضة بشرية خالية من النواة، بالطريقة نفسها التي انتجت دوللي، ثم تترك لتنقسم مكونة كتلة من الخلايا الجنينيه لتصل الى مرحلة الكبسولة البلاستولية، والخلايا في احد قطبي هذه الكبسولة تمثل خلايا جذعية يمكن الحصول منها على نوع خلايا الجسم المطلوب، بمجرد تنبيهها بمواد كيمائية معينة تسمى عوامل النمو، ومن المعرفة مدى أهمية ذلك في زراعُة الاعضاء الذي يعاني من نقص كبير جدا في أعداد المتبرعين بها مقابل من يحتاج اليها.

من ناحية اخرى توصل العلماء الى الحصول على مصدر خصب للخلايا الجذعية من خلايا بالغة، فمثلا توصل الباحثون في جامعة موناش وشركةStem Cell Sciences بالقرب من ملبورن/ استراليا الى الحصول على مصدر لا ينضب من الخلايا الجذعية مستنسخة من خلية فأر بالغة، وحيث انه يمكن استنساخ خلايا من خلية جذعية من الشخص نفسه ، فان العضو الذي يمكن تكوينه منها وزرعه في جسم هذا الشخص لن يتم رفضه، وهي مشكلة تواجهها عمليات زراعة الاعضاء حاليا، ولن يكون هذا العضو ملوثا، كما هى الخشية في حالة استخدام اعضاء الخنزير المهندسة جينيا في عمليات زراعة الاعضاء.


بالنسبة لاستنساخ الانسان، فالبرغم من انه قد يساعد البعض ممن لديهم مشكلات في الانجاب وهي مشكلات تعاني منها عائلة من كل ست عائلات في العالم، الاّ انه قد يسبب مشكلات معينة وان كانت لن تزيد عن تلك التي تسببها طرق التكاثر الحديثة، فالطفل المستنسخ سيكون مماثلا كليا للاب «الام» الذي اخذت منه الخلية المستنسخة وبالتالي سيكون هو أبيه مثلا او أخ توأم مماثل له في افضل الاحوال.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *