التغيرات المناخية المتوقعة على الأرض في المستقبل

لا يخفى على أحد حدوث تغيرات مناخية كبيرة على الأرض منذ بداية هذا القرن، وتعزو كثير من الدراسات تلك التغيرات إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسببت في إحداث تغيرات حادة في النظام المناخي للكرة الأرضية.

ويتوقع الخبراء في مجال البيئة والمناخ أن تحمل السنوات القادمة تغيرات حادة على نظام البيئة للأرض برمته، ومن تلك التغيرات المتوقعة:

1- ارتفاع جديد في متوسط المنسوب العالمي لسطح البحر بمقدار 9 إلى88 سم.
2- هطول أمطار أكثر في المناطق المعتدلة وفي جنوب شرق آسيا، يصاحبه احتمال أكبر بحدوث الفيضانات.
3- هطول أمطار أقل في آسيا الوسطى والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وبعض أجزاء من استراليا ونيوزيلندا، يصاحبه احتمال أكبر بحدوث جفاف.
4- أحداث مناخية متطرفة أكثر تكرارا وقسوة مثل موجات السخونة والعواصف والأعاصير.
5- اتساع مدى بعض الأمراض المنقولة بالحشرات أو الماء، مثل الملاريا.
6- زيادة احترار القطبين الشمالي والجنوبي مما يؤدي لذوبان معظم الجليد في البحار.
كما زادت نسبة غطاء السحب بنسبة 2% عند خطوط العرض المتوسطة والقطبية خلال القرن العشرين والقرن الحالي. دار صراع مرير في سنوات التسعين، خاصة في الولايات المتحدة عن مسئولية الإنسان.

أدير الصراع من قبل كيان باسم Global climate coalition. بعكس ما يبعثه الاسم، لم تكن هذه مجموعة من محبي البيئة إنما إطارا وقفت من ورائه كبريات شركات النفط في الولايات المتحدة. لقد أداروا صراعا مريرا وحملة إعلامية شرسة حول الادعاء بأن هنالك ارتفاعا بالحرارة بالفعل، بل وبأنه خطر ومقلق، لكنه غير ناجم عن تصرف بشري. في إطار هذا الصراع، عملوا على طرح نظريات مختلفة منها النظرية عن دورية في بقع الشمس التي تشرح عملية ارتفاع الحرارة .

لكن في هذا المجال أيضا فإن الصورة العلمية واضحة للغاية. اليوم، توجد أنظمة علمية تحلل الاحتباس الحراري بشكل دقيق، وهنالك اتفاق علمي واسع حولها. حسب هذه الأنظمة فإن التصرف البشري يفسر 95% من عملية ارتفاع الحرارة الحادثة اليوم.


و لكن في ظل حدوث تغيرات مناخية دورية قديمة قبل استخلاف الإنسان في الأرض أحسب أنه من الصعوبة إصدار الحكم الجازم في الوقت الراهن والقول أن أنشطة الإنسان في عصر الصناعة و توحش النظام الرأسمالي تقف خلف تغير المناخ الحالي 100%، إذ أن تغير المناخ مسألة طبيعية معقدة وشائكة تقف نتائج الدراسات المناخية لها بذلك شاهدة. وما زالت النماذج العددية(Atmosphere-Ocean General Circulation Model)ومعها سيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة (Greenhouse Gas emission scenarios) تعطي نتائج متوافقة من جهة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفي الوقت نفسه متباينة بشكل واضح في نسبة الارتفاع مما يدفعنا إلى التريث في توجيه تهمة المسئولية الكاملة للإنسان.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *