سوف يؤدي التغير المناخي الى آثار كارثية على الانسان والبيئة

تأثير تغير المناخ على الانسان والبيئة

خلال العقد الحالي لمس البشر في كافة انحاء العالم مدى تأثير تغير المناخ الذي أصاب العالم والأثار بعيدة المدى والعميقة على البشر.

وهذا التغير المناخي سوف يؤثر على جوانب مختلفة من حياتنا ورفاهنا.

اذ أن عواقب تغير المناخ متنوعة ويمكن ملاحظتها في مجالات مختلفة، بما في ذلك الصحة والأمن الغذائي والموارد المائية والنظم البيئية والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وكان قد صرح فريق من الخبراء أن تأثير تغير المناخ سيكون كارثة تواجه البشرية، وأن تغيرات خطيرة سوف تطرأ على الاميركيتين وعلى كافة دول العالم ومنها الدول النامية.

وتوقع الخبراء ان تتعرض أمريكا الشمالية لزيادة في موجات الحرارة والاعاصير والجنوبية لزيادة التصحر نتيجة الجفاف.

توقعات الخبراء

هذا وقد توقع الخبراء ان يؤدي ارتفاع حرارة الارض الى تعرض اميركا الشمالية لموجات من الحرارة الشديدة تصيب المدن ولأعاصير قوية تهب اساسا على السواحل.

كما اشاروا الى تقلص المساحة التي تغطيها الثلوج في سلسلة الجبال الغربية ما سيؤدي الى ارتفاع منسوب الانهار والبحيرات.

كذلك بينت الدراسات أن لارتفاع حرارة الارض تأثير ايجابي على الزراعة في اميركا الشمالية مع ارتفاع الانتاج بنسبة 5 الى 20%.

وهذا الارتفاع قد تحقق خلال العقدين الأولين من هذا القرن وفقا لدراسات اخيرة عن زراعات الذرة والارز والذرة الصفراء والصويا.

غير ان هذا الاتجاه يمكن ان ينعكس إذا ترافق هذا الارتفاع في الحرارة مع ظواهر حادة ليتسبب عندها في خسائر تقدر بنحو مليار الى ملياري دولار سنويا.

تأثير تغير المناخ على البشر:

المخاطر الصحية:

الأمراض المرتبطة بالحرارة:

سوف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة موجات الحر، مما يؤدي إلى أمراض ووفيات مرتبطة بالحرارة.

انتشار الأمراض:

يمكن أن تؤثر التغيرات في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار على توزيع نواقل الأمراض، مثل البعوض الذي يحمل الملاريا أو القراد الذي ينقل مرض لايم.

الأمن الغذائي:

تقلب غلة المحاصيل:

تشير الدراسات إلى أن التغيرات في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار على الإنتاجية الزراعية، مما يؤدي إلى تباينات في غلة المحاصيل ونقص محتمل في الغذاء.

اضطراب مصايد الأسماك:

إن ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وتحمض المحيطات، والتغيرات في التيارات سوف تؤثر على النظم البيئية البحرية، مما يؤثر على الأرصدة السمكية ويعطل مصايد الأسماك.

موارد المياه:

الجفاف وندرة المياه:

يمكن أن تؤدي التغيرات في أنماط هطول الأمطار إلى فترات جفاف طويلة الأمد، مما يؤدي إلى ندرة المياه لأغراض الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي.

زيادة الفيضانات:

من ناحية أخرى، يمكن أن تتسبب الأحداث المناخية المتطرفة مثل هطول الأمطار الغزيرة والعواصف في حدوث فيضانات، وتلويث إمدادات المياه وزيادة خطر الأمراض المنقولة بالمياه.

الأحداث الجوية المتطرفة:

اشتداد العواصف:

يرتبط تغير المناخ بزيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، مما يتسبب في أضرار واسعة النطاق ونزوح للمجتمعات.

ارتفاع مستوى سطح البحر:

التآكل الساحلي والنزوح:

يمكن أن يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تآكل السواحل، مما يهدد المجتمعات الساحلية والبنية التحتية والنظم البيئية. المناطق المنخفضة والدول الجزرية معرضة بشكل خاص للنزوح.

الآثار الاقتصادية:

تدمير البنية التحتية:

تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة وارتفاع مستوى سطح البحر إلى إتلاف البنية التحتية مثل الطرق والجسور والمباني، مما يؤدي إلى تكاليف اقتصادية كبيرة.

التأثير على الصناعات:

تتأثر قطاعات مثل الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة والتأمين بشكل مباشر بتغير المناخ، مما يؤثر على سبل العيش والاستقرار الاقتصادي.

الهجرة والصراع:

الهجرة الناجمة عن المناخ:

بما أن تغير المناخ يؤثر على الظروف المعيشية، فقد تكون هناك زيادة في الهجرة مع انتقال الناس إلى مناطق أكثر ملاءمة للسكن، مما يؤدي إلى صراعات محتملة على الموارد.

ضعف المجتمعات المهمشة:

غالبًا ما تؤثر تأثيرات تغير المناخ بشكل غير متناسب على المجتمعات الضعيفة والمهمشة، مما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية القائمة.

فقدان التنوع البيولوجي:

اضطراب النظم البيئية:

يمكن أن تؤدي التغيرات في المناخ إلى تحولات في النظم البيئية، مما يؤثر على الأنواع النباتية والحيوانية، ويساهم في فقدان التنوع البيولوجي.

التهديدات التي تتعرض لها خدمات النظم البيئية:

يمكن أن يؤثر تعطيل النظم البيئية على الخدمات التي تقدمها، مثل التلقيح، وتنقية المياه، وتنظيم الأمراض.

أزمة مياه عالمية

في الوقت نفسه فان انخفاض مستوى البحيرات والانهار سيزيد احتدام المنافسة على المياه بين المستهلكين الذين يستهلكون منها نسبة كبيرة بالفعل.

حيث يبلغ الاستهلاك اليومي للفرد في اميركا الشمالية 600 ليتر تقريبا مقابل ما بين 200 الى 400 ليتر للأوروبي وبالكاد 20 ليترا يوميا للفرد في الدول النامية.

كما سيؤثر على الطاقة المائية في الوقت الذي سيرتفع فيه الطلب على الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء في معظم الدول الكبرى.

اضعاف البنية التحتية

وفي شمال كندا والاسكا سيؤدي ذوبان الكتلة الجليدية الى اضعاف البنية الاساسية وسيكون من “المكلف جدا” المحافظة على اسس المباني وخطوط الانابيب والطرق والسكك الحديد.

وفي مجال الصحة سيكون السكان فوق الخامسة والستين الاكثر تاثرا بموجات الحرارة التي ستزداد عددا وكثافة في المدن الكبرى (زيادة بنسبة 25% سنويا في شيكاغو عام 2080-2099)

كما سيؤدي تلوث الاوزون نتيجة ارتفاع حرارة الارض الى زيادة الامراض التنفسية وازمات الربو لدى الاطفال.

وفي اميركا الجنوبية حذر الخبراء من تنامي مناطق السافانا على حساب الغابات من المكسيك وحتى الامازون اضافة الى التصحر وزيادة ملوحة التربة التي ستهدد الامن الغذائي للقارة.

ويؤكد واضعو التقرير ان القارة قد تفقد بذلك نصف الاراضي الزراعية مع حلول عام 2050 ليتعرض بذلك “عشرات الملايين” من سكانها للمجاعة ونقص مياه الشرب.

ظواهر مناخية متطرفة

وقد شهدت اميركا الجنوبية بالفعل في الاعوام الماضية سلسلة من الظواهر الغريبة مع امطار غزيرة في فنزويلا وفيضانات في الارجنتين وجفاف في منطقة الامازون.

وكذلك عواصف ثلجية في بوليفيا وموسم اعاصير قياسي في حوض الكاريبي في حين انخفض منسوب الامطار في تشيلي وجنوب البيرو وجنوب غرب الارجنتين.

ومع ارتفاع الحرارة المسجل بالفعل تشهد ثلوج الانديز بالفعل انحسارا عاما اصبح حرجا في بوليفيا وبيرو وكولومبيا والاكوادور.

واشار التقرير الى انخفاض كمية المياه المخصصة للاستهلاك ولتوليد الكهرباء بالفعل محذرا من الاتجاه الى استمرار هذا الانخفاض الذي قد يصبح “مزمنا” اذا لم يتخذ اي اجراء لمعالجته.

تأثر النباتات والحيوانات

وأوضح التقرير ان نحو ثلاثة ارباع الاراضي تدهورت بشكل معتدل او خطير وان هذا التدهور سيتواصل بوتيرة متسارعة، جراء التغير المناخي.

ولا سيما في الغابات المهددة ايضا بالحرائق والتي ستترك مكانها للسافانا في شرق الامازون وغابات اميركا الوسطى وجنوب المكسيك.

وذكر التقرير بان اميركا الجنوبية تضم سبعة من 25 موقعا رئيسيا للاجناس المتوطنة التي تفقد حاليا بيئتها الطبيعية (فراشات ضفادع زواحف ثدييات)

الا ان اقامة ممرات بيئية ومحميات طبيعية للمحافظة على التنوع البيئي يمكن ان يشكل حاجزا امام التصحر.

كما حذر التقرير من ان ارتفاع مستوى المحيطات من 20 الى 60 سم وفقا للتوقعات “سيؤدي على الارجح الى فيضانات في الاراضي المنخفضة مثل السلفادور وغويانا ومحيط بوينس ايرس ويؤثر على الصناعة السياحية لشواطئ المكسيك والاوروغواي.

في الختام تتطلب معالجة آثار تغير المناخ بذل جهود عالمية للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتكيف مع الظروف المتغيرة، وكذلك بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الضعيفة.

ويعد التعاون الدولي والممارسات المستدامة أمرًا ضروريًا لتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ على المجتمعات البشرية والكوكب ككل.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

شبكة بيئة ابوظبي تنظم منتدى حفظ النعمة الأول في شهر رمضان

خلال منتدى حفظ النعمة الأول الذي نظمته شبكة بيئة ابوظبي خبراء حفظ النعمة يستشعرون خطر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *