يلعب هرمون فلوريجين (Florigen) دورًا أساسيًا في عملية الإزهار لدى النباتات، وهو عامل حيوي يحدد توقيت النمو وتفتح الأزهار.
كتب المهندس أمجد قاسم
تم اكتشاف هذا الهرمون استجابةً للضوء والتغيرات الموسمية، ويؤدي دورًا رئيسيًا في تحسين فرص التكاثر والبقاء للنباتات في البيئات المختلفة.
ما هو فلوريجين؟
هرمون فلوريجين هو بروتين نباتي يتم إنتاجه في الأوراق وينتقل إلى مناطق النمو الزهرية، ويعمل كمحفز لإحداث تغيرات في بنية النبات تؤدي إلى ظهور الأزهار.
وعلى الرغم من عدم إمكانية عزل هذا الهرمون لسنوات، أظهرت الأبحاث الحديثة دوره في التفاعل مع بروتينات أخرى في الخلايا النباتية لتعزيز نمو الزهور.
تم اكتشاف مفهوم هرمون فلوريجين في ثلاثينيات القرن العشرين على يد العلماء الروس ميخائيل شالاخوف (Mikhail Chailakhyan) وزملائه.
وقد افترضوا وجود مادة تنتقل من الأوراق إلى براعم الأزهار لتحفيز الإزهار، وأطلقوا عليها اسم “فلوريجين” (Florigen).
لكن لم يتم تحديد أو عزل فلوريجين بشكل دقيق حتى القرن الحادي والعشرين، حيث أظهرت أبحاث متقدمة، خاصة في النباتات النموذجية مثل Arabidopsis thaliana، أن بروتين “FT” (FLOWERING LOCUS T) هو العنصر الرئيسي في آلية عمل فلوريجين.
دور هرمون فلوريجين في الإزهار
يعمل فلوريجين كمنظم داخلي يُمكّن النبات من الاستجابة للظروف البيئية المحيطة.
فمع التغيرات في طول اليوم، ينتقل هذا الهرمون إلى مناطق النمو الزهرية عبر نظام الأنسجة اللحائية (Phloem)، مما يحفز خلايا الأزهار على النمو والتطور.
هذه العملية تسمح للنباتات بتنسيق فترات إزهارها وفقًا للمواسم، مما يساعد في تجنب الظروف البيئية غير الملائمة.
تأثير الضوء والحرارة على إفراز فلوريجين
تعتبر عوامل البيئة، مثل الضوء ودرجة الحرارة، من المحددات الأساسية لإفراز فلوريجين.
اذ يعمل الضوء على تعديل التوازن بين البروتينات في النبات، مما يعزز أو يمنع إنتاج فلوريجين، خاصة في النباتات الموسمية التي تعتمد على تغيرات الضوء لتحديد مواسم الإزهار.
فعلى سبيل المثال، النباتات التي تحتاج إلى ضوء طويل مثل دوار الشمس (Sunflower) تتطلب فترات إضاءة أطول لإطلاق فلوريجين.
الأهمية البيولوجية لهرمون فلوريجين
يساهم فلوريجين في تكييف النباتات مع بيئاتها عبر تحسين توقيت الإزهار، مما يعزز فرص تكاثرها.
ففي الزراعة، يسهم فهم هذا الهرمون في تحسين محاصيل نباتات معينة من خلال التحكم في أوقات إزهارها وتكييفها مع ظروف السوق.
كما تُمكّن الأبحاث حول فلوريجين العلماء من تطوير تقنيات لتحسين نمو المحاصيل في ظروف غير مثالية، مما يساعد في تحقيق استدامة أكبر في إنتاج الغذاء.
في الختام يعد فلوريجين هرمونًا رئيسيًا في حياة النبات، حيث يلعب دورًا محوريًا في تحديد توقيت الإزهار استجابةً للظروف البيئية المحيطة.
إن فهم هذا الهرمون يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين الإنتاجية الزراعية ويُمكن المزارعين من التحكم في توقيت الإزهار للمحاصيل الهامة.
المراجع
1. Zeevaart, J. A. D. (2006). Florigen and the Control of Flowering in Arabidopsis. Plant Physiology, 141(2), 411–418.
2. Taiz, L., & Zeiger, E. (2010). Plant Physiology. Sinauer Associates.
3. Turnbull, C. (2011). Florigen Coming of Age: Toward the Function of FT in Arabidopsis. Journal of Experimental Botany, 62(8), 2261–2268.
4. Corbesier, L., & Coupland, G. (2006). The Quest for Florigen: A Review of Recent Progress. Journal of Experimental Botany, 57(13), 3395–3403.