يعد الدماغ البشري من اعقد الأشياء في الكون / pixabay

أسرار وعجائب الدماغ البشري

يعد الدماغ البشري من أكثر أعضاء الجسم البشري تعقيدا أن لم يكن أكثر شيء معجز في الكون، وقد أثار هذا العضو البالغ التعقيد استغراب العلماء والمفكرين منذ القدم، فبالرغم من صغره، إلا انه يحمل كثيرا من الأسرار والعجائب والإعجاز الرباني ، المقال التالي للدكتور حسان البيرومي * والمعنون (إنه الدماغ … ذلك العضو المعجزة ) يلقى الضوء على بعض أسرار وخفايا الدماغ البشري.

يقول الدكتور البيرومي، فكر قليلا و تذكر مليا و اكتب كلماتك و المس هذا الشيء و ذاك و تمعن فيه و قم بالعديد من الحركات الرياضية المعقدة دون أي تردد فقد أعطاك الله تعالى عضوا معجزة يسيطر على جميع تصرفاتك و ينظمها بكل إتقان و احتراف انه الدماغ ، ذلك العضو الذي حير الكثير من العلماء و الباحثين و أثار استغرابهم منذ القدم حتى أن بعضهم كرس حياته كلها لدراسته و اكتشاف أسراره الدفينة التي لا تنضب و في هذا المقال سأطلعك و لأول مرة على العديد من المعلومات المثيرة جدا حول الدماغ.

و لنبدأ بالوزن إذ يصل وزن الدماغ حوالي 1360 غ تقريبا أي ما يعادل نصف وزن الجلد في الجسم و تصل نسبة المياه فيه إلى 75 % من وزنه الكلي أما الـ 25 % المتبقية فتتكون من أكثر من 60 % من الدهون لذلك يعتبر الدماغ أكثر الأعضاء احتواء على الدهون في الجسم من دون منازع و يتألف الدماغ من مئة مليار خلية عصبية و يتفرع عن كل خلية عصبية من ألف إلى عشرة آلاف مشبك عصبي و هي بمثابة الأسلاك التي تتصل بها هذه الخلية مع الخلايا العصبية الأخرى لنقل التنبيهات العصبية الكهربائية و يحتوي الدماغ على أوعية دموية يبلغ طولها أكثر من مليون و ستمائة ألف كيلو متر

أما عن تطور الدماغ فان الدماغ يتضاعف حجمه ثلاث مرات بعد الولادة في السنة الأولى من العمر و يستمر تشكل الخلايا العصبية الجديدة فيه باستمرار كاستجابة لأي نشاط عقلي يقوم به الإنسان كالتعلم و غيره و أول حاسة يبدأ الدماغ بالتعرف عليها هي اللمس و يبدأ ذلك عن طريق الشفاه و الخدود في الأسبوع الثامن من عمر الجنين داخل الرحم لتتبعه بقية أجزاء الجلد في الجسم كله في الأسبوع الثاني عشر و بالرغم من أن الدماغ يستقبل الشعور بالألم من مستقبلات الألم الموجودة في الأنحاء المتفرقة في الجسم و يترجمها إلى شعور بالألم يتبعها بردود فعل عديدة إلا أن الدماغ لا يحوي أي مستقبلات حسية للألم !!! و لذلك فان الدماغ لا يشعر بالألم عندما يؤذى مباشرة !!!

و يستهلك الدماغ ما يعادل 20 % من أوكسجين الجسم لذلك يفقد الإنسان الوعي إذا انقطع ورود الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ بـ ( 8 – 10 ) ثوان فقط و إذا ما استمر انقطاع الأوكسجين ( 4- 6 ) دقائق فان خلايا الدماغ تبدأ بالموت و إذا استمر انقطاع الأوكسجين عن الدماغ من ( 5 – 10 ) دقائق و أنقذ المصاب فان الدماغ سيصاب بأضرار و عاهات دائمة.

و يولد الدماغ طاقة تعادل ( 10- 23 ) واط و هو ما يكفي لإنارة مصباح كهربائي و تتأثر طاقة الدماغ و قدرته العقلية بشكل كبير بما يتناوله الإنسان من طعام و سأخص بالذكر هنا الملونات و المنكهات و المواد الحافظة إذ أن دراسة أمريكية أجريت في نيويورك على أكثر من مليون طالب أثبتت تفوق الطلاب الذين لا يتناولون هذه المواد بنسبة 14 % في امتحانات الذكاء على الطلاب الذين يتناولونها و يتصف الدماغ بقدرة هائلة و عجيبة على التمييز بين المنبهات الخارجية الغير متوقعة التي تطبق على الجسم و المنبهات المتوقعة و يمكنك فهم هذه الخاصية من خلال الدغدغة و الإجبار على الضحك !! فإذا ما قام شخص ما بدغدغتك فانه سيثيرك و يجعلك تضحك بكل سهولة كاستجابة للدماغ على هذا التنبيه الغير متوقع بينما يمكن أن تدغدغ نفسك و لساعات طويلة دون أن تثير ضحكة واحدة على شفتيك و ذلك لان الدماغ يتعامل مع دغدغتك على أنها تنبيهات متوقعة لا يستثار بها و لا تستلزم منه أي ردة فعل!!!

أما بالنسبة إلى الذاكرة فان ذاكرة الإنسان تنشط بشكل كبير عندما يتعلم شيئا ما أو يحاول تذكر حادثة من الماضي و تنشىء محاولة التذكر في الدماغ عملية تسمى بعملية الاتصال في المخ و أكثر ما يثير هذه العملية بقوة العطور و الروائح الجميلة إذ أنها تؤدي إلى إحداث اتصال عاطفي كبير و قوي بالمخ ، أما علاقة النوم بالذاكرة فهي قوية جدا إذ يعتبر النوم الفترة الذهبية التي تتيح للدماغ ترتيب المعلومات و تثبيتها لذلك نجد أن الأشخاص الذين لا ينامون جيدا يعانون من صعوبة في الحفظ و صعوبة أكثر في تذكر المعلومات .

و قد أشار علماء النفس إلى انه يمكن حفظ المعلومات بشكل راسخ في الذاكرة بمراجعة أي معلومة بعد يوم من حفظها و من ثم بعد أسبوع و من ثم بعد شهر و من ثم بعد ستة أشهر و بعد ذلك فإنها سوف تكون عصية على النسيان و لمدى الحياة إن شاء الله


أما بالنسبة للنوم و الأحلام فان للدماغ قصة طريفة و غريبة معها فقد اكتشف أن الإنسان يحلم مدة تتراوح ما بين الساعة و الساعتين في كل ليلية يرى خلالها ( 4- 7 ) أحلام و العجيب في هذا الموضوع أن موجات و كهربائية الدماغ أثناء الأحلام تكون أعلى و أقوى من اليقظة و الأغرب من ذلك كله أن 12 % من الناس يرون أحلامهم بالأبيض و الأسود أي من دون ألوان بينما يرى 88 % من الناس أحلامهم ملونة كما هو في الطبيعة ويفرز الجسم أثناء النوم هرمونا يعتقد انه هو المسؤول عن إفقادك القدرة على الحركة بشكل افتراضي و مؤقت أثناء الحلم بشكل يعاكس ما تراه في منامك .

هذا قليل مما في الدماغ و المتبقي أكثر و أكثر فسبحان الله الذي قال في كتابه العزيز : ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) الذاريات آية 21 .

* طبيب وكاتب علمي

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *