يحتاج جسم الانسان الى كميات كافية من الماء لتنظيم كافة العمليات الحيوية في الجسم / pixabay

هل ينبغي فعلا شرب 1.5 لتر من الماء كلّ يوم؟

مصطفى شقيب *

شرب الماء بالقدر الكافي هو أساسي من أجل إعادة تشكيل الماء الذي يتم فقده يوميّا. لكن هل من الضروري إلزام ذاته بشرب 1.5 لتر من الماء كما نسمع ذلك في الغالب؟ هذا الرقم، في الواقع، لا يتوفر على أيّ شيء من الخصائص العلمية.

من الشائع تداول إرشادات شرب 1.5 لتر من الماء كلّ يوم، أي ما يعادل تقريبا ثمانية كؤوس من 200 مليلتر، وهذا ولو لم يكن الشخص حقّا عطشان. وأصل هذه الفكرة لشائعة هو كوننا نطرح حوالي لتران من الماء كلّ يوم، عن طريق البول، والتعرق والتنفّس، ويؤخذ بعين الاعتبار ما تسهم به الأغذية بحوالي 0,5 لتر من الماء، مما يجعل حاجاتنا اليوميّة تبلغ بذلك 1,5 ليتر.

الكليتان تنظمان الماء بشكل طبيعي

غير أنّ هذا المعدل لا يعني شيئا على الإطلاق. لأنّ الحاجات تتغيّر كثيرا تبعا لجسامة الفرد، وعمره، ونشاطه الطبيعي، ودرجة الحرارة الخارجية أو الأغذية المتناولة. فحاجات شخص نحيف ذو حجم صغير ستكون له أقلّ من حاجات شخص جسيم. وجسمنا للحقيقة قادر على التكيف مع إمدادات الماء، وذلك بفضل الكليتين اللتين تعملان على ضبط كمية البول المنتجَة وتركيزها من الأملاح المعدنية (الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم…). عندما نفقد الماء بشكل أكبر مما نتلقاه، تعمل الكلى على حبس الماء بشكل طبيعي. ويتم إطلاق إنذار العطش بواسطة تنبيه مراكز العطش المتواجدة في منطقة الهايبوثالاموس.

وعند بذل مجهود شديد، قد يفقد الجسم حتى لترين من الماء كلّ ساعة.

لكن هل شرب الماء بإفراط مقارنة بالحاجيات خطر حقّا؟ لو تمّ شرب أكثر من 10 لتر من الماء كلّ يوم، وهو حد نادرا ما تم بلوغه، ستكون تبعات مضرّة على الصحة. غير أنّ الاستهلاك المفرط قد يؤدي أيضا الى مشاكل في النوم، لأنّ الشخص سيضطر للنهوض من الفراش مرات عديدة في الليل للذهاب إلى المراحيض.


وعلى العكس من ذلك، قد يقود التجفاف إلى مشاكل شديدة: الدوار، الصداع، انخفاض الضغط الدموي، الاضطرابات الإدراكيّة وحتّى فقدان الوعي. فإذا تجاوزت خسارة الماء 10%، قد يكون التجفاف فاتكا. أما شرب الماء بشكل كاف فيساعد على الوقاية من الحصوات الكلوية، والتهابات المثانة والإمساك.

باختصار، اللهم إلا إذا كنت تعاني من مشكل صحي خاصّ، فكمية الماء التي ينبغي عليك شربها كلّ يوم هي ما تحس فعلا بحاجتك اليها.

*كاتب في علم النفس
المغرب
المرجع: الموقع العلمي https://www.futura-sciences.com/sante/

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

احذر من عادة طرقعة الأصابع

تُعتبر طرقعة الأصابع عادة شائعة يمارسها العديد من الأشخاص، سواء لتخفيف التوتر أو كنوع من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *