مضار كثرة تناول الملح في الطعام

الدكتور محمد القضاة *

منذ المراحل الأولى للطفولة ثمة قواعد غذائية حياتية يجب تربية الشخص عليها من المطلوب إدخال تعديلات الى العادات التي كانت تعتمد حتى اليوم وأولها الحد من استهلاك الملح بمعنى آخر يجب الحرص على أن لا يعتاد الصغير مذاق الملح والأطعمة المالحة وإلا شاب على أكثر من مشكلة صحية ..!!

صحيح ان الملح يتمتع بمذاق قيم ، والصحيح أن الأطعمة بدونه وخاصة الأطباق المطهوة تبدو خالية من المذاق والنكهة ، وعلى الأرجح هو أيضا خير حافظ لأصناف الطعام كل هذا صحيح ولكن يبدو بأن التوصيات وعلماء وخبراء التغذية السليمة ، تصب مباشرة في الأعوام الأخيرة على الملح للحد قدر الإمكان من استهلاكه عند الشعوب.

بالفعل قد اثبت العلم بأن فائض الملح أو بالأحرى أي فائض منة ، هو من أهم عوامل خطر ظهور أمراض قلبية وعائية وذلك عبر عدة آليات من أهمها، ازدياد احتباس الماء وارتفاع الضغط الشرياني وتراجع وظائف الكلي وازدياد انتاج التوتر المؤكسد الخ

و الملح أيضا هو من عوامل خطر ظهور سرطانات المعدة وداء ترقق العظام

توصيات واضحة

العمل على الحد من استهلاك الملح ، ذو تأثير مباشر وواضح وفوري عند الأشخاص الحساسين للملح ( الذين يعانون من ارتفاع الضغط من قصور كلوي ، أو قلبي ) عندما يبدو أيضا بأن تطبيق هذه التوصية على مجموعة الشعب العام ،يخلف منفعة حقيقة في ما يتعلق بالصحة العامة .

تهدف الاستراتيجيات إلى الحد من استهلاك الملح من 20 % في غضون سنوات بغيه الصول إلى معدل استهلاك من 7 – 8 غم في اليوم الواحد .

مسؤولية تقع على قطاع الصناعات الغذائية

حتى ولو كانت التوصيات لحث الناس ، على الحد من استهلاك ملح المائدة ، يجب أن نعي بان تناول الملح بشكل مباشر لا يشكل إلا 20 % من الحصص اليومية .

في الواقع حوالي 80 % من استهلاك الملح يتم عبر تناول الأطعمة المصنعة وتحديداً المحولة ، الخبز ، الاجبان ، اللحوم الباردة ، والبسكويت المالح والمقبلات من الأصناف التي تزود بكميات كبرى من الملح والأغرب من ذلك ان المستهلك غالباً ما يكتشفها ولكنه لايتعرف حيالها .

بالمقابل الأطباق المطهوة الجاهزة من الحساء والشوربات والبيتزا والصلصات والحلوى ، تساهم وشكل كبير في حصة الملح اليومية وهذا ما يجهله الناس في معظم الأحيان.


التوصيات

على القائمين على مراقبة صناعة المواد الغذائية، الانتباه وضبط كمية الملح الموجودة في كافة المنتجات الغذائية التي يتناولها الناس يوميا، فمثلا يمكن ضبك كمية الملح في الخبز، بحيث تتم إضافة 18 غم من الملح لكل كيلوغرام من الطحين.

أما بالنسبة للأطفال ، فإن الميل إلى المذاق الحلو والسكري، لا يشبه الميل إلى المذاق المالح ، الأطفال لا يميلون طبيعيا إلى الأطعمة المالحة ، وهم يتقبلون بشكل مطاوع الكميات الموجودة في الأطباق الجاهزة أو الخضار المعلبة .

* استشاري تغذية،عضو لجنه الغذاء الصحي / الاتحاد العربي / لبنان

عن الدكتور محمد القضاة

شاهد أيضاً

احذر من عادة طرقعة الأصابع

تُعتبر طرقعة الأصابع عادة شائعة يمارسها العديد من الأشخاص، سواء لتخفيف التوتر أو كنوع من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *