طرق التكيف والتمويه والتخفي لدى بعض الحيوانات

يتناول الموضوع التالي طرق التخفي والتمويه عند الحيوانات، حيث تلجأ الحيوانات سواء كانت كبيرة أو صغيرة إلى بعض الحيل الصغيرة للتخفي من الأعداء والنجاة بحياتها من الموت الذي يطاردها دائما ، إذ هي فرائس لحيوانات أخرى.

يختبئ كثير من الحيوانات حين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيوانات ذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه، لدرجة يصعب فيها تمييزها. وقد تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي بسهولة حين تظل ساكنة في مكانها مموهة على أعدائها فلا يصلون إليها.

ويساعد التشابه الوقائي ـ وهو ضرب من التخفي والتموية ـ العديد من الحيوانات على البقاء وذلك بخداع أعدائها. فأجسام تلك الحيوانات تبدو كأنها جزء من الوسط الذي توجد فيه. فنطاط الأشجار يبدو على شجيرة الورد وكأنه شوكة من أشواكها، ولذلك لا تره الطيور. وكثيراً ما يطلق على طائر الواق الطائر اسم الخفي، لما لدية من تشابه وقائي جيد لعنقة الطويل وجسمه الانسايبي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكناً بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويسبح سمك المحلاق في وضع عمودي بين النباتات البحرية، حتى يبدو جسمه الطويل النحيل كأنه من أوراق تلك النباتات. وتشابه أجنحة حشرة السرعوف (فرس النبي) أوراق النباتات الجافة ولا يمكن تمييزها بين تلك الأوراق. ويشابه بعض أنواع الذباب السّارق النحل الطنان، تشابهاً شديداً لدرجة أن أعداءه عادة تتحاشاه. وتبدو بعض الحشرات وكأنها أغصان أو زهور، وبذلك لا يمكن تمييزها من النباتات.

وتوصف الحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من أعدائها بأن لديها “تلويناً وقائياً”. فالعثة رمادية الجناح لا يمكن تمييزها إذا ظلت ساكنة على جذع شجرة رمادية اللون ,كما يصعب تمييز علجم بني اللون يقف على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية، مثل طائر الطوقان، تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لا يُظْهِر جسم الطائر عبر الخلفية المرقطة، الناشئة من سقوط أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة.

ويغيرّ بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها، فالحرباء مثلاً تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه. وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.

وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك متربصة بطرائدها. فإذا وقف النمر المخطط ساكناً بين الأعشاب الطويلة، فإن تخطيط جسمه يجعله منسجماً مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه عنها. كما أن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تُكتَشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.

البقره

البقرة اسم جنس يقع على الذكر و الأنثى , و الشائع تسمية البقرة الأنثى بالبقرة و الذكر بالثور و هي حيوانات ثديية مجترة من آكلات الأعشاب منها ما هو أليف و منها ما هو وحشي . و لها سلالات مختلفة و يختلف وزن البقرة من سلالة إلى أخرى . تلد البقرة في السنة الثانية أو الثالثة من عمرها و تدوم مدة حملها 258 يوماً و تنجب عجلاً واحداً أو أثنين . و من الممكن أن يصل عمر البقرة من عشرين إلى خمسة و عشرون سنة ، و لكنها تذبح قبل ذلك بكثير . و البقرة من الحيوانات المفيدة للإنسان حيث تُربى للبنها و لحمها و جلدها و تعتبر الأبقار ثروة قومية في كثير من البلدان

الحوت

الحوت هو أضخم حيوان يعيش على الكرة الأرضية، إذ يصل وزنه أحياناً إلى 150 طناً في بعض أنواع الحيتان الزرقاء , تنتمي الحيتان إلى شعبة الثدييات المائية . و هي حيوانات و ليست اسماكاً كما يظن البعض , و تتخذ شكل الاسماك حتى تستطيع أن تسبح و لكنها تسبح قريباً من السطح حتى تتنفس أذ أن لها رئتين و ليس خياشيم , و لها حوالي مائة نوع . بعضها في طريقه إلى الأنقراض بسبب الصيد لان الصيادين يتعقبونها في كل مكان طمعاً في لحومها ودهونها وعنبرها بالذات . وتنقسم الحيتان إلى قسمين ذوات الأسنان وعديمة الأسنان، وينتمى الدلفين صديق الإنسان إلى النوع الأول، حيث يضم فكه السفلي عدداً متغيراً من الأسنان المدببة يصل إلى 200 سن أحياناً، والطريف أن الحوت وليس الخفاش هو الأقرب إلى تقنية (الرادار) التي عرفها الإنسان، فالحيتان تطلق موجات صوتية بالغة القوة تحت الماء، تمكنها من التعرف على طريقها وتبين الحواجز التي تعترضها، كما أن الحيتان تستخدم هذه الموجات الصوتية في التفاهم فيما بينها . الحوت الأزرق ومن أضخم أنواع الحيتان على الإطلاق و من الأنواع عديمة الأسنان وعوضاً عنها زوده الله تعالى بعدد من الألواح القرنية التي تتكون من مادة تعرف باسم الكيراتين، ويتراوح عددها بين الثلاثمائة والأربعمائة لوح تعرف باسم (البالينات) وتتدلى من جانبي الفك العلوي، ويخرج من كل واحدة من تلك الألواح شعيرات دقيقة في نهاياتها الداخلية باتجاه اللسان، وهذه الألواح يبلغ طول الواحد منها أكثر من المتر ويتناقص إلى حوالي نصف المتر في اتجاه مقدمة الفم، ويتسع فم الحوت الأزرق ليحتوي 200 طن من الماء في الرشفة الواحدة . يتراوح طول الحوت الأزرق البالغ بين 20 متراً، و33 متراً، أما وزنه فبين 90 طناً و180 طناً، ورأس هذا الحوت وحده ربع طول جسده، وهو يسبح على سطح مياه البحار والمحيطات بسرعة تتراوح بين 20 كيلو متراساعة و50 كيلومتراساعة ويعيش في مجموعات صغيرة أو كبيرة ويتراوح عمر الفرد من أفراده بين 30 و80 سنة وأنثى الحوت الأزرق أكبر حجماً من الذكر، مما يعينها على حمل ورعاية صغارها

الفراشة

الفراشة واحدة من أجمل الحشرات ، ولذا فُتن الناس بجمال أجنحتها الرقيقة ذات الألوان الجذابة. وكان جمال هذه الفراشة مصدرًا من مصادر إلهام الفنانين والشعراء، واستحوذت هذه الحشرة الجميلة على مساحة واسعة في المعتقدات الدينية عند بعض الشعوب القديمة. تعيش الفراشات في كل أنحاء العالم، ولكن أكثر الأنواع توجد في الغابات المدارية المطيرة. وتعيش أنواع أخرى من الفراشات في الحقول والغابات كما يعيش بعضها على قمم الجبال الباردة والبعض الآخر في الصحاري الحارة. ويهاجر كثير من الفراشات لمسافات طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة. يوجد نحو 20,000 نوع من الفراشات، أكبرها فراشة جناح طائر الملكة ألكسندرا، التي تعيش في بابوا غينيا الجديدة، ويبلغ طول جناحيها 28سم. ومن أصغر الفراشات، الفراشة القزمة الزرقاء الغربية التي تعيش في قارة أمريكا الشمالية، ويبلغ مدى جناحيها ما يقرب من سنتيمتر واحد. وتتلون الفراشات بكل ما يمكن تخيله من الألوان؛ فقد تكون ذات ألوان زاهية أو باهتة أو براقة ومنسقة، وبأنماط خيالية باهرة. تبدأ الفراشة حياتها بيضة صغيرة جدا، ثم تفقس لتخرج منها يرقة اليسروع التي تقضي معظم وقتها في الأكل والنمو ولكن جلدها لا ينمو، ومن ثم فعليها أن تخلعه، وتجدِّده بجلد أكبر حجمًا من سابقه. وبعد أن يكرِّر اليسروع هذه العملية عدة مرات، فإنه يبلغ أقصى حجم له، فيتحول إلى شرنقة أو قشرة واقية. وتجري داخل الشرنقة تغيرات محيرة، إذ تتحول اليرقة الدودية الشكل إلى فراشة جميلة المنظر، ثم تنشق القشرة فينفتح الطريق أمام الفراشة اليافعة، فتخرج منها. وفور خروجها تفرد أجنحتها وتطير باحثة عن الأليف بغرض التناسل والتكاثر وإنتاج جيل آخر من الفراشات. و للفراشات أجزاء فم قارضة تستخدمها في قضم أوراق النباتات، والأجزاء الأخرى للنباتات، ولذا تعد بعض الفراشات من الآفات، لأنها تدمر المحاصيل. أما الفراشات المكتملة النمو فلديها أجزاء فم ماصة، وتتغذى برحيق الأزهار. ولذا فهي ليست ضارة بالمحاصيل بل هي على نقيض ذلك نافعة حيث إنها تساعد على تلقيح الأزهار، إذ تلتصق حبوب اللقاح بجسمها عند وقوفها على الأزهار لامتصاص الرحيق. وتنتقل حبوب اللقاح إلى زهرة أخرى تغشاها الفراشة نفسها لأخذ الرحيق منها. أنواع الفراشات صنف العلماء آلاف الأنواع من الفراشات إلى فصائل تبعا للتراكيب الجسدية المتنوعة التي يشيع وجودها في تلك الحشرات. وتشمل الفصائل الرئيسية منها الأنواع التسعة الآتية: 1- الواثبات 2- الزرقاوات والنحاسيات والمخططات 3- ذوات الأقدام الفُرْشِيّة 4- الكبريتيات والبيضاوات 5- ذوات العلامات المعدنية 6- الساطيرات وحور الغاب 7- الفراشات خطافية الذيل 8- فراشات الصّقلاب 9- الفراشات ذوات الخُطُم

الفأر

هو حيوان صغير من فصيلة الفأريات و رتبة القوارض يعيش في البيوت و الحقول و الغابات و يتميز بسمع مرهف و حاسة شم قوية ذو وبر رمادي اللون أو بني أو أبيض و جاءت خطورة الفأر على الرغم من قلة حجمه من أنه يلتهم طعام الإنسان و يلوثه و يقوم بتلف الجلود و الأوراق وزن الفأر يتراوح من 40 إلى 80 جراماً و جسمه من 6 إلى 18 سنتم . بالنسبة لفترة الحمل لدى أنثاه فتكون من 19 إلى 21 يوماً و عمر الفأر يتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات

المملكة الحيوانية

وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

تتكون المملكة الحيوانية من ملايين الكائنات، التي تعيش على الكرة الأرضية، وتختلف فيما بينها في تركيبها وشكلها وحجمها. فقد تكون صغيرة الحجم لدرجة أنها لا تُرى إلاّ من خلال المجهر، أو كبيرة الحجم. وقد لا تتجاوز أطوالها بضع ملليمترات، أو تصل إلى ما يزيد على ثلاثين متراً. ومنها ما يعيش في أعلى قمم الجبال، أو في أعماق البحر، سواء في مناطق شديدة البرودة، كالقطبين الشمالي والجنوبي، أو شديدة الحرارة، كمنطقة الصحارى وخط الاستواء. وتعيش الحيوانات بكافة أشكالها وأحجامها، في مختلف أنحاء العالم. منها ما يمشي أو يزحف على الأرض، ومنها ما يطير في الهواء أو ما يسبح في الماء.

وكان الفيلسوف اليوناني أرسطـو ( 384 – 322 ق.م) Aristotle، أول من جمع المعلومات الخاصة بحيوانات عصره وشكلها، ولم يقترح تقسيماً رسمياً للحيوانات أكثر من تقسيمه لها إلى حيوانات ذات دماء، وأخرى دون دماء. ولكنه وضع أسساً لهذا التقسيم في فقرة قال فيها: “يمكن تمييز الحيوانات طبقاً لطريقة حياتها وأفعالها وعاداتها وتركيب أجزاء جسمها”. وتلت محاولة أرسطو محاولات عديدة، حتى جاء عالم التاريخ الطبيعـي، السـويدي الأصل، كاروليوس لينيوس (1707ـ 1778م) Carolus Linnaeus، ويطلق عليه بحق “إمام علم التصنيف الحديث”. وله مؤلف مهم في هذا الخصوص، عنوانه ” النظام الطبيعي ” (1758م) Systema Naturae ، يُعتبر أساس علم التصنيف الحديث. يعتمد التصنيف الحديث على التركيب الداخلي والخارجي للكائن، إضافة إلى حقائق علم وظائف الأعضاء، وعلم البيئة، وعلم الوراثة، وعلم الأجنة.

أمّا العالم الأمريكي روبرت هويتيكر R.H. Whittaker، فقد صنف في الخمسينيات، الأحياء في خمس ممالك (مجاميع رئيسية) سنعرض كل واحد منها على حده

أنواع الحيوانات

يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى؛ فلكل نوع طريقة حياته الخاصة التي تتواءم مع المكان الذي يعيش فيه، الغذاء الذي يأكله. ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة. فبعضها يُربى كحيوانات مدللة في المنازل، وبعضها الآخر يُربى لإنتاج اللحوم، وبعض الحيوانات وحشي (فطري). وتعيش بعض الحيوانات في البر وبعضها في الماء. ويمكن تصنيف الحيوانات بطرق عديدة أخرى، تعتمد على التشابه فيما بينها، مثل عدد الأرجل لدى كل منها. ويعد تصنيف الحيوانات حسب التشابه فيما بينها، من الطرق الجيدة المستعملة في تقسيم المملكة الحيوانية إلى مجموعات كبيرة معدودة. ولكن الدراسة العلمية للحيوانات تتطلب اهتماماً أكبر، حيث يُصنفها علماء الحيوان إلى مجموعات اعتماداً على صفاتها الجسمية الخاصة.

الحيوانات المستأنسات والحيوانات الوحشية

صُنفت الحيوانات إلى أليفة ووحشية حسب تعاملها مع البشر. فالكلب الذي لا يَعُض ولا يهرب إذا حاول أحدٌ ملاطفته، حيوان أليف؛ وكذلك الحصان الذي لا يرفس، والقط الذي لا يخدش، والطائر الذي يجلس على يد الإنسان. أمّا الحيوانات الوحشية فهي تخشى الاقتراب من البشر. والغالبية العظمى من الحيوانات وحشية، ويمكن استئناس بعضها، ولكنها كثيراً ما تعود إلى طبيعتها مرة أخرى. وقد استؤنس عدد قليل من أنواع الحيوانات الوحشية بأعداد كبيرة، وأكثرها من الحيوانات المدللة المنزلية أو حيوانات المزارع.

الحيوانات البرية والحيوانات المائية

تقسم غالبية الحيوانات إلى مجموعتين كبيرتين، حسب البيئة التي تعيش فيها. فبعضها بري يعيش في البر، وبعضها الآخر مائي يعيش في الماء. وتضم الحيوانات البرية أنماطاً عدة من الحيوانات، مثل القردة العظمى والفراشات والعقبان والأفيال والخيول والحمام والعناكب. كما تضم الحيوانات المائية مخلوقات متباينة مثل الشعب المرجانية (، والإسفنج بأنواعه ، والمحار الحلزوني والأسماك والكركند (جراد البحر) والحيتان.

ويمضي بعض الحيوانات مثل اليعَّاسيب والضفادع والسرطان حدوة الحصان (السلطان الملك) والسَّمنْدر والسلاحف، جزءاً من حياته في البر وجزءاً في الماء.

الحيوانات متساوية الأرجل

قد يصنف العديد من الحيوانات حسب عدد أرجلها، وكل حيوان من ذوي الأرجل يكون لديه رجلان أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر أو مئات الأرجل. وتُكَوِّن الخفافيش والطيور غالبية الحيوانات ذات الرجلين، بينما تشمل ذوات الأربع الحيوانات المألوفة مثل القطط والأبقار والكلاب والضفادع والأسود والنمور. وكل أنواع الحشرات لديها ستة أرجل ولدى العناكب ثمانية أرجل، بينما يصل عدد الأرجل لدى بعض الحيوانات إلى أكثر من مائة رجل ، والعديد من الحيوانات مثل الأسماك والديدان، ليس لديها أرجل على الإطلاق.

الحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات ذات الدم البارد

تبقى حرارة أجسام بعض الحيوانات ثابتة دون تغيير في كل الأوقات، وتسمى الحيوانات ذات الدم الحار. وتكون درجة حرارة أجسامها في معدلٍ ثابت، في الأيام الحارة والباردة.

وأمّا الحيوانات التي تتغير درجة حرارة أجسامها من وقت لآخر، فتسمى الحيوانات ذات الدم البارد. وتكون درجة حرارة أجسامها مرتفعة في الجو الساخن، منخفضة في الجو البارد. ويندر أن تختلف درجة حرارة أجسام هذه الحيوانات، عن درجة حرارة الوسط الموجودة فيه.

وتمثل الطيور والثدييات (أو الحيوانات اللبونة أو الحيوانات التي تربي صغارها على حليب الأمهات) الحيوانات ذات الدم الحار، بينما بقية الحيوانات الأخرى في المملكة الحيوانية تقريباً كلها من ذوات الدم البارد. وقد تضم الحيوانات ذات الدم البارد حيوانات ليس لديها دم على الإطلاق، مثل قنديل البحر والإسفنج

أهمية الحيوانات

يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذى على الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمى دورة الحياة.

وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية. فضلاً عن أن الحيوانات تمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة، مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، والمنتجات المفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.

وقد أحدث الإنسان منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان، حين استأنس العديد من أنواعها واستغلها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة. كما قتل أو شرد الحيوانات التي كانت تهاجم أو تعوق استصلاح الأراضي. أما اليوم فالإنسان يسعى لحماية العديد من أنواع الحيوانات، التي عرضوها من قبل لخطر الانقراض.

وتعتمد معظم النباتات، مثلها مثل البشر، على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فمن غير الحيوانات لا يستطيع العديد من النباتات التكاثر (أي ينتج أجيالاً جديدة من نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد العديد من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر.

كما ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط، التي دفنتها السناجب كمؤونة غذائية ونسيت المواقع التي دفنتها فيها. وبالمثل ينمو كثيراً من أشجار البلوط من الجوزات التي وطئتها الأيائل ودفنتها عميقاً في التربة. وأمّا الطيور فتطير من مكان إلى آخر، وتكون بذور النباتات غالباً معلقة بأرجلها. ونجد لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، فتحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيداً عن النبات الأم.

والحيوانات تأكل النباتات أو تحطمها، وكلاها يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة.

وبعض الحيوانات تغير من طبيعة بيئاتها بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات. وهذا ما تفعله حيوانات المرجان مثلاً، بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير، الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.

الحيوانات المساعدة للبشر

بدأت معرفة الإنسان بالحيوانات معتمداً عليها في غذائه. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات التي استأنسها الإنسان ودربها للصيد. وبعد ذلك تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي أثنى عشر ألف عام مضت تم استئناس الأبقار في الأجزاء الجنوبية من جمهورية آسيا الوسطى، المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت Tibet حيوان الياك (ثور التيبت). واستأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعاناً من حيوانات الأكلة واللآما.

استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها، ثم تعلم الاستفادة من فرائها وجلودها وأصوافها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استأنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم الإنسان ركوبه والاستفادة منه في جر الأحمال والأثقال. واستأنس الخنزير منذ حوالي ثمانية آلاف عام في العصر الحجري الحديث، كما استأنس البعير في جنوبي شبه الجزيرة العربية، وفي بابل في العراق للركوب وحمل الأثقال. وقد كان الحمار مستأنسا في شمالي أفريقيا منذ حوالي خمسة آلاف عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.

وقد استخدمت الكلاب والفئران والقوارض في تجارب العلاج لكثيرٍ من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدام الناس لها، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة، مثل الأنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض، كما يمد النحل الإنسان بحاجته من العسل الأبيض الذي يستخدمه في غذائه وللاستشفاء.

الحيوانات الضارة بالبشر

إن معظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم الإنسان إلاّ عندما تعجز عن الهروب منه، أو عند الدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات، مثل الأسود والنمور المخططة، قد تفترس البشر، لكنها لا تفعل ذلك إلاّ إذا أصابها الصيادون، أو صارت طاعنة في السن، بحيث لا تستطيع صيد طرا ئدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات على أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في كثير من أجزاء العالم. أمّا أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات، من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. ويعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدماء، مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل طفيل الملا ريا والحمى الصفراء وأمراضاً أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم، الذي يفتك بكثير من البشر. كما ينقل مرض الذبابة المميتة للأبقار والخيول. أمّا البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.

وتسبب الطفيليات الدقيقة، التي تدخل أجساد البشر، العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر، مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المُفَلْطَحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساساً ـ من طبقات محدودة من الخلايا.

الحيوانات التي أثر عليها البشر

أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فبعض أنواع الحيوانات اختفت لأن الإنسان قتل أعداداً كبيرة منها أو سلبها أماكن معيشتها الطبيعية، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين.

وقد أصطاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان، مثل الماموث ودب الكهوف، لدرجة أدت بها إلى الانقراض. وبعد ذلك قتل ثور الأرخُصّ الوحشي، الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أباد تقريباً ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر يُسمى عادة الجاموس، ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.

وقد قلت أعداد كثيرة من الحيوانات لأن البشر استغلوا أماكن معيشتها السابقة، لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن والحمار الوحشي.


وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة، من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج صوفاً وفراء أجود. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام خاصة، مثل سلالة كلاب الداشهوند Dachshund الألمانية ذات الأرجل القصيرة، المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية؛ وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة قطعان الأغنام ورعيها. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاج العالي للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات اللحوم. وهناك أيضاً سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة سواء للنقل أو السباق.

About فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

Check Also

الاستجابة في النباتات.. دور الهرمونات في التكيف والتأقلم

تتفاعل النباتات مع بيئتها المحيطة من خلال استجابات محددة، اذ ان الاستجابة في النباتات تعتمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *