خيارات مستدامة لتدبير ملوحة التربة والمياه في إنتاج نخيل التمر

حسين نذير، عثمان الشريف عبدالله، محمد سالم البكري الرفاعي و ش.رياض وحيد

لا يزال المحصول العالمي الحالي لنخيل التمر أقل مما كان عليه عام 1961. ألا يعد ذلك تحدياً مفتوحاً بالنسبة لعلماء وباحثي ومخططي وإداريي القرن الحادي والعشرين؟ لقد بلغ العلم والتكنولوجيا ذروتهما لكنهما فشلا كلياً في رفع حجم محصول نخيل التمر أو حتى المحافظة على ما كان عليه عام 1961.

بيّن التحليل الدقيق بأن الأسباب الحقيقية لهذا الوضع هي الأصناف ذات الإنتاجية المتدنية والعجز في مياه الري الجيدة النوعية وأنظمة الري غير الملائمة وتملح التربة والمياه والتعرض للحشرات والأمراض وضعف التقنيات الزراعية الممارسة حقلياً.

ابرز هذه القيود هي تملح التربة والمياه المقترن بشح امدادت المياه. من المتوقع أن تشتد هذه الإشكالات في ظل التغير المناخي في مناطق زراعة نخيل التمر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتبخر وتناقص الأمطار.

سيصبح من الصعب جداً على بلدان زراعة نخيل التمر مواجهة هذا التحدي لأن المناطق الجافة في العالم ستغدو أكثر جفافاً وبالتالي فان استخدام المياه الجوفية، وهي في معظمها مالحة، قد يزداد بشكل ملحوظ نظراً لشح امدادات المياه ذات النوعية الجيدة.

وهكذا فان ملوحة التربة والمياه قد تزداد مما سيؤثر سلباً على الخصائص الكيميائية والفيزيائية للتربة وبالتالي إلى انخفاض نمو محصول نخيل التمر إلى مستويات أدنى. من المعتقد أن نخيل التمر يتحمل الملوحة بشكل مقبول إلا أن الدراسات بينت بأن الآثار السلبية تبدأ حتى عند مستوى (EC) بحدود4-6 dS m-1 بناءاً على الشروط السائدة.

لذا هناك حاجة ماسة لإتباع ممارسات تدبير ملائمة للتعامل مع الأوضاع الحالية والمستجدة مستقبلاً. وبهذا الخصوص هناك حاجة لخيارات هيدروليكية مناسبة بشكل تقطيعات لغسيل التربة وتحسين الصرف. لا بد أيضاً من تبني ممارسات زراعية تتماشى مع الأوضاع المتغيرة مثل التسوية، الفلاحة العميقة، حصاد الأمطار، استخدام المواد العضوية، المغذيات المتوازنة، أساليب مناسبة للتطعيم، فرش النشارة وإدخال البقوليات كمحاصيل بين عمليات الحراثة.


وعلى نفس المنوال، قد تكون تكنولوجيات الري الملائمة، الجدولة، تعديل نظام الري (التحول من الري السطحي الى الري بالتنقيط أو الفوران أو الري تحت السطحي)، الاستخدام الدوري للمياه الجيدة النوعية والمياه القليلة الملوحة من بين الخيارات الجيدة الأخرى. ومن الحكمة أيضاً اتخاذ قرارات حول انتقاء أنواع أكثر تحمل للملوحة نسبياً ويمكنها تحمل اجهادات الملوحة والجفاف. ينبغي فهم المتغيرات الوراثية فيما يخص تحمل الملح جيداً، ومن الضروري جداً تطوير أنواع تتحمل الملوحة باستخدام طرق حديثة مثل زراعة النسج، التكنولوجيا الحيوية، الطفرة والهندسة الوراثية.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *