جلوس الطلبة في صفوف متوازية في الصف أفضل من جلوسهم في مجموعات

تشير نتائج دراسة حديثة الى ان جلوس الأطفال في غرفة الصف في صفوف متوازية يجعلهم يحققون نتائج أفضل في دراستهم، وبمقدار الضعف مما لو كانوا يجلسون في حلقة حول طائرة.

اعتمدت الدراسة على ملاحظات 20 سنة لسلوك الأطفال في غرفة الصف، وتوصلت لأول مرة ، الي نتائج كمية مقارنة بين نمطي جلوس الطلبة في غرفة الصف، وتشير نتائجها الي أن الطلبة يضيعون ساعات ثمينة من وقت المدرسة في التحدث مع بعضهم وهم جلوس حول الطاولة ، بدل ان يستغلونه في انشطة مفيدة .

نتائج الدراسة، قد تؤدي الى تغيير ثوري في الغرف الصيفية للصفوف الابتدائية والتي يجلس فيها الطلبة عادة في مجموعات من 4-6 طلبة في المجموعة الواحدة.

اظهرت نتائج الدراسة أن الاطفال الذين تغير نمط جلوسهم في الصف من المجموعات الى الجلوس في صفوف متوازية او الى العمل على شكل مجموعات من اثنين ، ازداد اهتمامهم بالدراسة والعمل الصفي بنسبة تراوحت بين 16% – 124 % .

يعتقد الاكاديميون أن من الافضل للطلبة العمل في مجموعات عندما يكون هناك مشروع مشترك للعمل فيه، لكن الواقع انهم غالبا ما يجلسون في مجموعات رغم ان المهمة الدراسية تتطلب منهم العمل بشكل فردي.

وتشير الدراسة إلى أن طلبة الصفوف الابتدائية العليا يعملون بشكل منفرد في ثلث وقت الدراسة اليومي في المدرسة، وعندما يعملون في مجموعات، فان ظهورهم ستكون باتجاه المعلم، ووجوههم متقابلة، وهذا يعني ان ربع وقت الدرس يضيع هباء.

وتقول ناغیل هاستنغ استاذة العلوم التربوية في جامعة نوتنغهام ترنت، والمسؤولة عن الدراسة، عند تفحص طبيعة المهمات التي يجلس فيها الطلبة في مجموعات، يلاحظ أن الغالبية العظمى منها لا تتطلب التعاون، وان كل طفل يحاول انجاز المهمة اعتمادا على نفسه فقط.

وجدت الدراسة أن الطلبة يظهرون تحسنا كبيرة في دراستهم عندما يعملون منفردين، وان الطلبة الأكثر عملا بشكل فردي يحققون تحسنا بمقدار الضعف , مقارنة بغيرهم.

ومما يذكر ان تغيير نمط جلوس الطلبة في الصف من الجلوس في صفوف متوازية الى الجلوس في مجموعات حول طاولة جاء أثر تقرير «بلا ودن» في عام 1967 الذي اكد على ضرورة الابتعاد عن نمط تعليم الطلبة من قبل معلم يقف في مواجهتهم جميعهم، اي النمط التقليدي في ترتيب الصف.


وقد اعتمد على الفكرة التربوية الرائدة آنذاك والتي تقول ان الاطفال يمكن ان يتعلموا من بعضهم.

جيمس تولي استاذ العلوم التربوية في جامعة نيوكاسل يقول: ان نظام تعلیم الطلبة في مجموعات يمكن أن يشتت الطلبة ويقيد قدراتهم الابداعية. بالمقابل، تقول الناطقة باسم ادارة التربية البريطانية، أنه لا توجد سياسة محددة تتعلق بنمط جلوس الطلبة في غرفة الصف، ولا يتوفر لدينا دليل مقنع عن اي النمطين اكثر فائدة وفعالية من الاخر.

– حیدر مدانات

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

تعليق واحد

  1. فايزة ابراهيم

    نعم جلوس الطلبة في صفوف افضل من المجموعات حيث يسيطر على المجموعةطالب او اكثر والباقي يعتمدون عليهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *