تأثيرات التغيرات المناخية على الدول النامية والفقيرة

باتت مشكلة التغير المناخي من أكثر المشاكل البيئية في العالم التي تلاقي اهتماما متزايداً من قبل المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات البيئية ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والمواطنين لما لهذه المشكلة من تأثيرات خطيرة ومدمرة للكثير من المجتمعات.

وتعتبر الدول النامية والفقيرة من أكثر الدول تأثرا بهذه الظاهرة ويعود السبب في ذلك كون حكومات هذه الدول لا تمتلك الإمكانيات الاقتصادية الكافية التي تحمي مواطنيها من تأثيرات هذه المشكلة المتنامية الخطورة عالمياً.

وتمتلك الدول الغنية إمكانيات اقتصادية, بنية تحتية, مراكز ووكالات للإغاثة, أنظمة للرعاية الاجتماعية والصحية, شركات تامين متطورة تجعلها قادرة على التصدي للكوارث البيئية حين وقوعها في حين تفتقد الدول النامية والفقيرة لهذه الإمكانيات مما يجعلها عرضة لخسائر بشرية ومادية كبيرة أثناء وقوع الكوارث البيئية عليها. تواجه الدول النامية والفقيرة صعوبات كبيرة للوفاء بالتزاماتها للتخفيف من مخاطر التغيرات المناخية التي تواجهها كما وان إمكانياتها الاقتصادية والتكنولوجية لا تساعدها على توسيع قدراتها للتعامل مع التغيرات المناخية المفاجئة التي تواجهها.
وتصنف البلدان الأفريقية والكثير من بلدان أسيا وأميركا اللاتينية من ضمن البلدان النامية والفقيرة, على الرغم محدودية إسهاماتها في ظاهرة الاحتباس الحراري إلا إنها من أكثر الدول التي تعاني من النتائج الكارثية للتغير المناخي. تعتبر منطقة القرن الأفريقي والسودان في أفريقيا وبنغلاديش في أسيا من أكثر المناطق المعرضة لأخطار الجفاف والفيضانات المدمرة وتعاني شعوب هذه البلدان من تزايد نسبة الفقر بين سكانها ومن تزايد أخطار الكوارث البيئية التي تزيد من تفشي ظاهرة الفقر وتعيق خطط التنمية فيها.

وتعاني الدول النامية والفقيرة من مشاكل بيئية معقدة ناتجة عن التغير الكبير الحاصل في المناخ العالمي تتمثل هذه المشاكل البيئية في توالي مواسم الجفاف والتصحر وتزايد عدد الأعاصير والفيضانات في الكثير من هذه الدول. لقد عانت الغابات الاستوائية في أميركا الجنوبية خلال السنوات القليلة الماضية من تكرر مواسم الجفاف والذي أدى إلى موت الألاف من الأشجار المعمرة. أكد أوليفر فيليبس Oliver Philips من جامعة ويلز إن الجفاف الذي أصاب غابات الأمازون في عام 2005 قلل كفاءة النباتات على إمتصاص غاز ثنائي أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي مما تسبب في تقليل كميات الغاز الممتصة بحوالي خمسة مليارات طن.

خلال الفترة مابين 2000-2005 توسعت الغابات في شرق اسيا بمعدل 3.84 مليون هكتار سنوياً وفي أوربا بمعدل 0.66 مليون هكتار سنوياً. بينما عانت أميركا الجنوبية من تناقص في مساحة غاباتها بمعدل 4.25 مليون هكتار سنوياً, أفريقيا بمعدل 4.04 مليون هكتلر سنوياً, جنوب شرق أسيا بمعدل 2.85 مليون هكتار سنوياً. وكانت البرازيل وأندونيسيا والسودان وهي من الدول ألنامية والفقيرة أكبر المتضررين عالمياً من فقدان مساحات شاسعة من الغابات الإستوائية. بلغت مساحة الغابات المفقودة في تسعينيات القرن الماضي عالمياً 8.87 مليون هكتار سنوياً وبمعدل 0.22 % أما في الأعوام مابين 2000-2005 م فقد بلغت 7.23 مليون هكتار سنوياً وبمعدل 0.18 %.

معدلات التغير في الغابات العالمية للسنوات من 1990-2005

 

المناطق 2000-1990

(ألف هكتار)

النسبة المؤية 2005-2000 (ألف هكتار) النسبة المؤية
شرق أسيا 1,751 0.81 4,840 1.65
 أسيا كاملتاً -792 -0.14 1,003 0.18
أوربا 877 0.09 661 0.07
الكاريبي 46 0.65 54 0.92
جنوب و وسط أسيا 34 0.08 14 0.03
 أميركا ألشمالية -17   -101 -0.01
وسط أميركا -380 -1,47 -285 -1.23
الأوقيانوس -448 -0.21 -356 -0.17
جنوب و جنوب شرق أسيا -2,578 -0.83 -2,851 -0.98
أفريقيا كاملتاً -4,375 -0.64 -4,040 -0.62
شمال أفريقيا -1,013 -0.72 -982 -0.73
غرب ووسط أفريقيا -1,631 -0.56 -1,356 -0.48
شرق وجنوب أفريقيا -1,731 -0.71 -1,702 -0.74
أميركا الجنوبية -3,802 -0.44 -4,251 -0.5
عالمياً -8,868 -0.22 -7,317 -0.18

 

إن البلدان النامية والفقيرة فقدت أجزاء كبيرة من حجم غاباتها او غطائها النباتي وهي ثروات قومية وبيئية لا يمكن تعويضها بسهولة وخصوصاً على المستوى ألقريب. إن القطع المتزايد للأشجار للأغراض الصناعية وتحويل الغابات إلى مزارع لإنتاج المحاصيل مثل الذرة وفول الصويا أو مزارع لإنتاج الكتلة الحيوية أو مراعي للأبقار إضافةً إلى فترات الجفاف الطويلة التي أصابت هذه المناطق بفعل تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري هي من أهم الأسباب التي أدت إلى نقصان مساحات الغابات في الدول النامية والفقيرة. أدت موجات الجفاف المتتالية التي اصابت أفريقيا وأميركا الجنوبية وجنوب شرق أسيا إلى موت الأحراش والأشجار المعمرة كما وأدى إلى انحسار المياه في الأنهار والمسطحات المائية.

أن موجة الجفاف التي اجتاحت غابات الأمازون في عام 2005 ميلادية تسببت في موت الأشجار والأحراش وموت الأحياء المائية من أسماك وبرمائيات نتيجة انخفاض مستويات المياه في الأنهار. تأثر سكان منطقة الأمازون من موجة الجفاف الشديدة التي اجتاحت مناطقهم مما أدى إلى رحيلهم عن مناطق سكناهم.

تعد دول الكاريبي من أكثر الدول التي تعاني من مشكلة التغير المناخي لوقوعها في طريق مرور العواصف الاستوائية التي تتجه نحو دول أميركا الشمالية. كثيراً ما أصابت هذه الدول كوارث بيئية أدت إلى تدمير البنية التحتية لهذه البلدان. تعتبر دول الكاريبي من الدول الفقيرة والتي تمتاز بضعف الدخل القومي وتدني الدخل السنوي للمواطنين.

يعيش حوالي 44 % من سكان أميركا اللاتينية والكاريبي تحت خط الفقر وهناك تمايز طبقي كبير بين سكان هذه البلدان. يؤدي عدم انتظام سقوط الأمطار والمتمثلة في زيادة شدة الأمطار او ندرتها إلى حدوث فيضانات, حالات من الجفاف المتلاحقة تؤثر سلباً على المستوى المعاشي للمواطنين وتزيد من التمايز الطبقي بين السكان.

تعد قارة أفريقيا من أفقر قارات العالم حيث يعيش أكثر من 60 % من سكان الموزمبيق, 70 % من سكان جمهورية بنين تحت مستوى الفقر. يعيش معظم سكان القارة السوداء على الزراعة والتي تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار. ليس لسكان هذه المناطق الفقيرة القدرة على حماية أنفسهم من أخطار الكوارث التي يسببها التغير المناخي مثل الجفاف والفيضانات. تراجعت زراعة محصول القطن والتي تمثل أهم صادرات جمهورية بنين نتيجة ندرة الأمطار أو عدم انتظام نزولها الأمر الذي أدى إلى خسائر في المواسم الزراعية وإلى زيادة نسبة الفقر بين السكان, توفير الغذاء والمياه العذبة, توفير التعليم والعناية الطبية للسكان. أدت هذه الأسباب إلى زيادة الصراعات بين السكان على مصادر المياه والأراضي الزراعية وتسببت في هجرة الكثير منهم من الريف إلى المدن. أدى النقص الكبير في مصادر المياه خلال العقود الثلاثة الماضية في جمهورية النيجر والتي تعتبر أفقر دولة عالمياً إلى تهديد حياة ومستقبل أربعة ملايين مواطن. أما في بوركينا فاسو فقد كان الأمر مختلفاً جداً حيث أدى نزول الأمطار الشديدة إلى فيضانات أدت إلى موت المزروعات ونفوق المواشي, تفشي الأمراض الوبائية مثل الإسهال والملاريا بين السكان.

أدت الأمطار الغزيرة التي ضربت موزمبيق مع بداية عام 2007 إلى وقوع فيضانات كبيرة تضرر منها حوالي 285 ألف شخص من جراء الدمار الذي أصاب البنية التحتية, إتلاف ألاف من الهكتارات من المحاصل الزراعية. دمرت الأعاصير الشديدة والعواصف الإستوائية التي ضربت جزيرة مدغشقر المحاصيل الزراعية لأكثر من 200 ألف مزارع وكانت نسبة تلف المحاصيل الزراعية في بعض المناطق 80 %.

وتعد دول منطقة القرن الأفريقي من أكثر المناطق تاثراً بالتغير المناخي حيث تعاني شعوب هذه الدول من الجفاف والمجاعة منذ أكثر من عشرة أعوام. يعاني أكثر من نصف مليون شخص من المجاعة التامة ويعتمدون بشكل كلي على المساعدات الإنسانية في سد جوعهم. يعاني حوالي 11 مليون شخص في هذه المنطقة من نقص في احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء بنسبة 60 %. حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في يناير 2006 من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في كينيا بسبب المجاعة ونقص الغذاء.

هناك مناطق في الصومال وإثيوبيا وكينيا في منطقة القرن الأفريقي لم تسقط بها الأمطار منذ سنتين الأمر الذي أدى إلى موت قطعان المواشي بسبب عدم توفر الغذاء والمياه وقد أدى الجفاف إلى فقدان ملايين من السكان لمصادر عيشهم الأمر الذي أدى إلى نزوحهم إلى مناطق ودول أخرى تاركين مواطن عيشهم الأصلية.

بعد مواسم من الجفاف والقحط اجتاحت المنطقة الحدودية الواقعة بين الصومال وكينيا, مناطق في أثيوبيا موجة من الأمطار والأعاصير الشديدة أدت إلى وفاة أكثر من ألف ِشخص وتسببت في هجرة ورحيل مئات الألاف من مناطق سكناهم وعيشهم, هددت هذه الفيضانات حياة ومستقبل أكثر من 1.8 مليون مواطن في هذه ألمنطقة.
يبلغ عدد سكان الهند أكثرمن مليون نسمة يعيش اكثر من نصفهم تحت خط الفقر. يواجه سكان شبه القارة الهندية مشاكل جمة جراء تعرضهم للمشاكل البيئية وبشكل خاص إستفحال مشكلة التغير المناخي. ان تعرض هذه المنطقة من العالم لموجات من العواصف الإستوائية والفيضانات يهدد حياة ومستقبل الملايين من السكان ويزيد من فقرهم. تعرضت الهند إلى مجموعة من الفيضانات كان اخرها الإعصار اوريسا والفيضات التي رافقته والتي ادت إلى وفات أكثر من 2300 شخص غالبيتهم من الفقراء, تسبب الإعصار أيضاً في دمار كبير بالبنية التحتية في 16 ولاية من مجموع 29 ولاية هندية. ادى الإعصار إلى تضرر أكثر من 21 مليون مواطن.

رغم تجاوز عدد سكان الهند المليار نسمة إلا ان إطلاقها أو إنتاجها لغاز ثنائي أوكسيد الكربون وإسهاماتها في تفشي ظاهرة الإحتباس الحراري اقل بكثير من المانيا والتي يبلغ عدد سكانها 82 مليون شخص. تعتبر شبه القارة الهندية والمناطق المجاورة لها من أكثر المناطق تعرضاً للكوارث البيئية والمتمثلة بالأعاصير والفيضانات والجفاف. أدى الإعصار نرجس Nargis الذي ضرب كل من الهند وسريلانكا وبنغلاديش وميانمار في 27 ابريل 2008 واستمر لمدة إسبوع إلى موت أكثر من 100 الف مواطن, حطمت الرياح التي بلغت سرعتها 215 كم/ ساعة الاف المنازل وخلفت دمارأ كبيراً في البنية التحتية لهذه البلدان.

يؤدي تعرض الكثير من المناطق في أسيا إلى الكوارث البيئية مثل الفيضانات والجفاف إلى خسائر إقتصادية كبيرة تتمثل في إنخفاض الإنتاج الزراعي والغذائي في هذه المناطق مما يؤثر بشكل كبير على حياة ومعيشة المواطنين وبشكل خاص صغار المزارعين والذين تتاثر مزروعاتهم بسبب الجفاف والفيضانات المدمرة.

تعرضت بنغلاديش خلال القرون الأربعة الماضية لحالات متكررة من الكوارث البيئية والمتمثلة بالأعاصير والفيضانات, كان أشدها الفيضانات التي تعرضت لها عامي 1970 و2007 . تسبب الإعصار الأخير والفيضانات التي رافقته إلى تضرر حوالي 6.7 مليون شخص وموت 3 الاف مواطن. أدت الفيضانات في نفوق أكثر من 350 الف رأس من الماشية, تضرر حوالي 551 ألف هكتار من الأراضي المزروعة وموت حوالي 92 ألف هكتار من المزارع. تتعرض بنغلاديش بشكل مستمر إلى الكوارث الطبيعية والتي يكون تأثيرها عادةً مدمراً بسبب انخفاض أراضيها ووقوعها في خليج البنغال الذي كثيراً ما تمر به العواصف الاستوائية. وبسبب الفقر الشديد الذي تعاني منه السكان فان وقع هذه الكوارث عليهم يكون أشد.

يعيش أكثر من عشرة ملايين شخص في بنغلاديش في مناطق لا ترتفع أكثر من متر عن مستوى سطح البحر, لذلك تتأثر هذه المناطق كثيراً بالعواصف والفيضانات كما وان ارتفاع مستوى سطح مياه المحيطات بفعل التغير المناخي يشكل خطراً كبيراً على سكان هذه المناطق وبشكل خاص سكان المناطق الساحلية. تعتبر بنغلاديش والباكستان من المناطق المكتظة بالسكان, تسبب الكوارث البيئية مثل الأعاصير والفيضانات مشاكل كبيرة للطبقة الفقيرة من السكان مما يدفعهم للهجرة الى مناطق ودول أخرى الأمر الذي يؤثر سلباً على السلم الاجتماعي في هذه المناطق.

تأثير التغير المناخي على الدول النامية بين عامي 2005 و2021

لقد كان تأثير تغير المناخ على البلدان النامية بين عامي 2005 و2021 كبيراً ومتنوعاً، وأثر على هذه الدول بطرق متعددة. من المهم أن نلاحظ أن تأثيرات تغير المناخ معقدة ومتعددة الأوجه، ويمكن أن تختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. ومع ذلك، يمكنني تقديم لمحة عامة عن بعض الاتجاهات والتأثيرات الرئيسية خلال هذه الفترة:

1- الأحداث الجوية المتطرفة:

شهدت البلدان النامية ارتفاعا في الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات وموجات الحر. وكان لهذه الأحداث آثار مدمرة على الزراعة والبنية التحتية وحياة الإنسان. وكثيراً ما تتحمل المجتمعات الضعيفة وطأة هذه الأحداث، مما يؤدي إلى النزوح وفقدان سبل العيش.

2- الاضطراب الزراعي:

يؤثر تغير المناخ سلباً على الزراعة في العديد من البلدان النامية. وأدت أنماط الطقس غير المنتظمة وارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض غلة المحاصيل، وانخفاض الأمن الغذائي، وتعطيل الممارسات الزراعية التقليدية. وقد أثر ذلك على سبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم.

3- ندرة المياه:

أدت التغيرات في أنماط هطول الأمطار وزيادة التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى ندرة المياه في العديد من المناطق. وقد أثر ذلك على إمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما أدى إلى تفاقم الإجهاد المائي الحالي.

4- الآثار الصحية:

ساهم تغير المناخ في انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا في بعض المناطق بسبب تغير أنماط نواقل الأمراض وزيادة الإجهاد الحراري. وقد أدى ذلك إلى فرض ضغط إضافي على أنظمة الرعاية الصحية وكان له آثار ضارة على الصحة العامة.

5- فقدان التنوع البيولوجي:

العديد من البلدان النامية هي موطن للتنوع البيولوجي الغني، كما أن تغير المناخ يهدد مختلف النظم الإيكولوجية والأنواع. ولوحظت إزالة الغابات وتدمير الموائل وتغيير أنماط هجرة الحياة البرية، مما أثر على كل من النظم البيئية المحلية والاقتصادات المعتمدة على السياحة.

6- ارتفاع مستوى سطح البحر:

واجهت البلدان الساحلية في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ خطر ارتفاع مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تآكل السواحل، وتسرب المياه المالحة، واحتمال نزوح المجتمعات. وكان لذلك عواقب اقتصادية واجتماعية وبيئية.

7- التحديات الاقتصادية:

أدت آثار تغير المناخ إلى تحديات اقتصادية في البلدان النامية. وأدت الخسائر في الزراعة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية إلى إرهاق الميزانيات الوطنية، كما أدت الحاجة إلى تدابير التكيف والتخفيف إلى زيادة العبء المالي.

8- الهجرة والنزوح:

نتيجة للتأثيرات المرتبطة بالمناخ، بما في ذلك الظواهر الجوية المتطرفة، وندرة المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، اضطر العديد من الناس في البلدان النامية إلى الهجرة أو النزوح داخليا، مما أدى إلى تحديات اجتماعية وسياسية معقدة.

9- زيادة الضعف:

وكثيراً ما كانت البلدان النامية تفتقر إلى الموارد والهياكل الأساسية اللازمة للتصدي بفعالية لآثار تغير المناخ. وهذا جعلهم أكثر عرضة للآثار السلبية، مما أدى إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.

من المهم أن نلاحظ أن آثار تغير المناخ على البلدان النامية قد تفاقمت بسبب عوامل مثل محدودية الوصول إلى التكنولوجيا والموارد المالية والقدرات المؤسسية. وقد بدأت الجهود الدولية، بما في ذلك تمويل المناخ ونقل التكنولوجيا، لمساعدة هذه الدول على التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من آثارها. ومع ذلك، فإن التحدي المستمر يتمثل في معالجة هذه الآثار مع العمل في الوقت نفسه على تحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر في مواجهة تغير المناخ.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

النمو السكاني وتأثيراته البيئية.. تحديات وفرص

النمو السكاني Population Growth موضوع يشغل العالم اليوم لما يحمله من تأثيرات كبيرة على البيئة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *