سنتناول في المقال التالي التطور التاريخي لأهداف التربية حسب التسلسل الزمني:
أ ) التربية في العصور القديمة وكانت هناك أربعة نماذج بها وهي:
1- التربية الصينية وهي كانت تمتاز بأنه يجب على الفرد أن يقوم بواجبة في جميع أعمال الحياة.
2- أما التربية الهندية فكانوا يعلمون أبنائهم في تحمل أعباء الحياة.
3- أما التربية اليهودية فهي تتمثل في وصول الإنسان إلى المثالي النقي.
4- التربية اليونانية كانوا ينقسمون إلى قسمين القسم الأول الأسبرطي وهي كانت إعداد الجندي القوي الشجاع أما القسم الثاني أثينا حيث الحكمة والفلسفة.
ب) التربية في العصور الوسطى: – وهي ظهور الأديان المسيحية التي تعد الفرد للحياة الأخري أم الثاني وهو الإسلامي وهي إعداد الفرد في حياته الدنيا والآخرة بشكل متساوي.
ج) التربية في العصور الحديثة: – تشمل هذه التربية ، التربية في عصر النهضة، وسادت فيها تربية الإنسان جسمياً وعقلياً وذوقياً، في القرن الرابع عشر وخامس عشر والسادس عشر، التربية في القرن السابع عشر، وقد انطلقت في القرن الثامن عشر التربية الواقعية، وهي نزع النزعة الإصلاحية ورفعها إلى يد حكومي أم في القرن التاسع عشر تحولت إلى النزعة العلمية بعيداً عن الفلاسفة أما في القرن العشرين فهدفها تربية الإنسان.
التربية الرومانية
سكنت ايطاليا في العصور القديمة قبائل كثيرة ينتمي معظمها إلى ثلاثة أجناس رئيسة ، هي :
الإيطاليون وهم في الأصل قبائل آرية نزحت عبر جبال الألب وسط إيطاليا واستقرت على شواطىء نهر التيبر , ومن أشهرها القبائل ألاتينية وغيرها .
أما الجنس الثاني فهم الاترسكانيون وأصلهم غير معروف . ويرجح أنهم نزحوا من آسيا الصغرى , وكانوا أكثر مدينة من الإيطاليين .
والجنس الثالث هم اليونانيون الذين نزحوا من اليونان وسكنوا صقلية وجنوب ايطاليا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد . ومن اختلاط هذه الأجناس جميعاً تكون الشعب الروماني .
وعندما استقرت القبائل في ايطاليا أسسوا ما يسمى بالدول المدنية كاليونان , وكان أبرز هذه المدن مدينة روما التي أسست عام 735 ق.م . وكان يسكنها عدد من القبائل التي كونت اتحاداً فيما بينها يرأسه ملك ينتخبه مجلس نيابي من أرباب العائلات النبيلة , أما بقية أفراد الشعب من التجار وأصحاب المهن والحرف والمزارعين وغيرهم فقد كونوا طبقة الشعب .
أي أن النظام الاجتماعي الروماني القديم كان طبقياً وحوالي عام 509 ق.م خلع آخر ملك لروما , وثارت طبقة الشعب حوالي عام 494 ق.م لعدم وجود ممثلين لها في روما , ومعاناتها من سوء المعاملة والاضطهاد , ورفضوا الاشتراك في الجيش حتى تلبى مطالبهم .
ودام كفاحهم حتى وضعت القوانين العشرة عام 451 ق.م , وأضيف لها قانونان فأصبحت اثني عشر قانونا استجابت لكثير من مطالبهم( أي أنها كانت أساسا لظهور نظام سياسي جديد في ذلك الوقت يحقق شيئاً من العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية)
ودام كفاح روما وحروبها مع القبائل المجاورة قرنين من الزمان استطاعت في نهايتهما بسط سيادتها على كل إيطاليا ، ثم بدأت بالتوسع إلى الخارج تدريجياً حتى ضمت معظم العالم القديم , ووصلت ذروة اتساعها في القرن الأول الميلادي في عهد أغسطس قيصر . وفي عام 395 م انقسمت إلى إمبراطوريتين أحداهما الإمبراطورية الرومانية الغربية وعاصمتها روما التي سقطت على يد الجرمان عام 476 م ، والثانية الإمبراطورية الشرقية ، وعاصمتها القسطنطينية التي سقطت عام 1453على يد محمد الفاتح العثماني .
إذن فقد تكون المجتمع من طبقتين : النبلاء وعامة الشعب , وكان الحكم ملكيا , وفيه يتم انتخاب الملك عن طريق مجلس الشيوخ .ثم أصبح نظام الحكم جمهورياً يرأسه قنصلان , وبعد ذلك تحول إلى النظام الإمبراطوري .
الدين : كان للدين الروماني أثر عظيم في عقلية الشاب الروماني بعكس الدين عند اليونان وذلك للفرق الكبير بين الدينين رغم تشابههم العام , فقد كانت ديانة الرومان وثنية , عبروا عن الآلهة بتماثيل أقاموها في المعابد تمثل مظاهر الحياة المختلفة . وقد كانت آلهة الرومان قوى خفية لا ترحم ولا تعرف الشفقة , وكذلك اهتم الرومان باكتساب رضاها بإقامة المراسم المهيبة الجليلة عكس اليونان تماماً. وهكذا نرى أن الشاب الروماني أقل خلاعة وأكثر اتزاناً من الشاب اليوناني ولكثرة خوف الرومان نشأت عندهم مراسم عديدة في جميع المناسبات العادية يتوخون بها التودد للآلهة . فقد وضع الدين لهم طرقاً يجب إتباعها في حياتهم العملية , وخوفهم من الآلهة عودهم احترام الواجبات .
عصور التربية الرومانية : يقسم تاريخ التربية الرومانية إلى قسمين كبيرين : التربية الرومانية القديمة والتربية الرومانية الجديدة .
ويقصد بالتربية القديمة الأساليب والطرق التهذيبية في الأجيال التي سبقت دخول المدنية اليونانية وانتشارها بصورة عامة في الإمبراطورية الرومانية .
وأما التربية في العصر العالمي فتبحث في التربية الرومانية التي نشأت بعد انتشار المدينة الإغريقية في روما.
التربية الرومانية القديمة (753-50 ق م ) وتقسم إلى عصرين فرعيين
العصر القديم وعصر الانتقال الأول الذي يمتد من (753- 250 ق م ) والثاني الذي يمتد من (250- 50 ق م ).
العصر الأول :- (753- 250 ق م ) : عصر المواطنين أو عصر التربية الرومانية الأولى .
لا يوجد في أوائل هذا العصر مدارس يدخلها الأطفال وإنما كان البيت هو المدرسة والمعهد التهذيبي الوحيد ، فكانت الأم تتعهد الطفل منذ صغره وتشرف على تربيته , وكان الطفل يرافق أباه للتعلم وهذا يبين دور الأسرة في المراحل المبكر من حياة الطفل حيث كانت التربية تتصف بالبدائية فالأسرة هي التي كانت تشرف على تربية الأولاد وتعمل على إعدادهم لحياة القبيلة بكل عاداتها وتقاليدها وقيمها كما تعمل على تدريب الأطفال منذ نعوم أظفارهم على احترام الآلهة والوالدين والقوانين .وظهرت في أواخر هذه الفترة المدارس الأولية(مدارس اللعب) ludi
وكانت بأعداد قليلة وغايتها تعليم القراءة للتمكن من حفظ الألواح ألاثني عشر ثم اهتمت بتعليم القراءة والكتابة والحساب إلى جانب حفظ الألواح.
عصر الانتقال :-
دخلت المبادىء والأفكار والعادات اليونانية إلى روما تدريجياً من أواسط القرن الثالث قبل الميلاد إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد .
وكثرت في بداية هذا العصر المدارس الأولية (مدارس الأدب) كما تم نقل الأوديسة إلى اللاتينية وأصبحت تدرس في مدارسها الأولية.
ثم دخلت مدارس النحو ومدارس الخطابة اليونانية إلى روما ولكنها لم تنتشر الانتشار الكافي .
وأخيرا تحولت هذه المدارس إلى مدارس لاتينية إلا أن مجلس الشيوخ عاكسها وأمر بإغلاق المدارس وطرد المعلمين.
التربية الرومانية الجديدة (عصر الإمبراطورية ومن ثم عصر الانحطاط)
وتقسم إلى عصرين : العصر الإمبراطوري أو الزهو والمعاهد ، والثاني عصر الانحلال والاضمحلال.
العصر الإمبراطوري (50-200 ق م ) حيث أصبح نظام المعاهد وطيد الأركان وازداد الإقبال على الثقافة اليونانية . ولكن المدارس الأولية بقيت على حالها ولم ترتق وبقيت العلوم تدرس بها بذات الشكل البسيط . وحلت اللغة اللاتينية عوضا عن الألواح الإثنا عشر للتدريس ،
وأصبحت مدارس النحو مدارس رسمية يدرس بها إما النحو اليوناني أو النحو اللاتيني (ويشمل النحو دراسة الأدبيات والتاريخ والعلوم ) وغاية المدارس إتقان القراءة البليغة والإنشاء الحسن المتين.
أما مدارس الخطابة فكانت تماثل ما عرف عند اليونانيين بمدارس السفسطائيين، وغايتها الخطابة والإلقاء لمن نوى الاشتغال بالسياسة وهي مهن محتكرة من قبل طبقة الأعيان، وبالإضافة للخطابة فقد كان الشبان يدرسون الفلك والهندسة والفلسفة والموسيقى .
ومن أهم التربويين في روما كان كون تليان، وهو يرى (بأن تشرف مرضعات فاضلات حكيمات على تربية الأطفال ويؤكد أن يكون نطقهم سليما وكلامهم موزونا وصحيحا لأن هذا الأمر يؤثر تأثيرا كبيرا على الطفل فالطفل كالصوف الأبيض إذا ما صبغ فأنه لن يستعيد بياضه الأول) كما كان له رأي في الخطباء بأنهم يجب أن يكونوا :-
1- عارفين للعلوم.
2- متقنين للغة.
3- حسني اختيار الألفاظ.
4- دارسين للعواطف البشرية ،وعارفين لطرق إثارتها.
5- والاهم أن يكون الخطيب فاضلاً شهماً حتى يكون خطيباً مجيداً.
مناهج المدارس الرومانية ودرجاتها :-
السن 7-12 :
درجة التعليم /التعليم الأولي وتكون الدراسة في المدارس الأولية ، أما العلوم التي يتلقاها الطلبة فهي القراءة والكتابة والحساب
السن من 12-16:
فدرجة التعليم هي الثانوي واسم المدرسة هي مدرسة النحو وتكون العلوم التي يتلقاها الطلبة هي الصرف والنحو والأدبيات
السن من 16-18:
تكون درجة التعليم هي العلمي ومدارس هذه الدرجة هي مدارس الخطابة وتدرس علوم النحو والخطابة والجدل والحقوق.
السن من 20-25 :
درجة التعليم العالي وتدرس في الجامعات وعلومها الحقوق والطب وفن البناء والرياضيات والخطابة والنحو.
وعندما ظهرت الديانة المسيحية وأصبحت الدين الرسمي للدولة في أواخر القرن الرابع الميلادي ظهرت المدارس المسيحية (يلتحق بها الطلاب من سن ( 18-20 )وفيها يتعلمون تعليما عاليا في المعتقدات واللاهوت المسيحي، وكان هذا السن في الماضي يلتحق أصحابه بالمدارس الرياضية لدراسة التدريبات المتقدمة.
وهكذا فإن أهم آراء وأفكار الرومان هي:-
1- تخريج أجيال مدربة على فنون القتال والحرب
2- البلاغة في الخطابة والفصاحة في البيان والإقناع .
3- إعداد النشء لمعرفة واجبات حياتهم العملية وفهمها.
4- الاهتمام بالنواحي المهنية والإعداد المهني والاستعداد للحرب .
5- تكوين المواطن الصالح ثم الجندي الصالح .
ومن أهم الفضائل التي سعت التربة الرومانية إلى غرسها لدى الناشئة هي التقوى والطاعة، ولعل للتربية الرومانية دورا هاما في تخليد ممارسة العقاب البدني لأن المعلمين كانوا قساة غلاظا يمارسون أشد أنواع العقاب البدني على عكس الأثينين الذين اعتمدوا على جذب المتعلمين وترغيبهم.
أما في عصر الانحطاط والتدهور (200 م – 529 م ) : فقد اتسم هذا العصر بالفساد والانحلال وجمعت السلطة بيد الحكومة الملكية فاستنزفت ثروات الشعب وفسد الموظفون وانتشرت الرشوة حتى بين القضاة ، وفرضت الضرائب لتسليح الجيش الكبير الذي استنفذ تجهيزه الخزائن وقوت الشعب وزادت الطبقة الأرستقراطية الفاسدة، وتقلصت الطبقة الوسطى وقل عدد المزارعين وتركت الأرض بلا استغلال وهذا كله انعكس على التربية والتعليم , فتغلبت النواحي الشكلية . إذ أصبح البيان والبلاغة أهدافاً لا وسائل , وطغى المظهر على المضمون , فكان التلاميذ يرصون الكلمات المنمقة ويتخيرون الغريب الشاذ منها على حساب المعنى , واقتصر تعلم الأخلاق على حفظ حكم ومواعظ وكتابة موضوعات إنشائية عن الأخلاق .
ويبدو أن المدارس الأولية قد اختفت في هذه المرحلة من تاريخ التربية الرومانية , وهذا راجع إلى حالة البؤس والذل الذين وصلت إليهما طبقة الشعب التي كانت تدخل هذه المدارس , أما مدارس النحو والخطابة فقد استمرت بصورة شكلية يتعلم فيها أبناء الطبقة العليا . وفي عهد القياصرة سيطرت الدولة سيطرة كاملة على التربية , وبلغت هذه السيطرة مداها في عهد الإمبراطور جستنيان المسيحي عام 529 م عندما أصدر أمراً بإغلاق جامعة أثينا الوثنية .
وقد برز عدد من المربين الرومان ومن أشهرهم كونتليان الذي ذكرناه سابقاً إضافة إلى شيشرون وسنيكا . وأبرز هؤلاء المربي الروماني كونتليان (35-95 م ) الذي ولد في اسبانيا , ثم قدم روما ودرس فيها . فنبغ في الخطابة وتعاطى المحاماة مدة ثم تركها , وأسس مدرسة فيها تولى إدارتها بنجاح مدة عشرين سنة , ومنحه الإمبراطور فسبازيان لقب أستاذ الخطابة وكتابه الوحيد (أسس الخطابة ) أو( المؤسسة الخطابية ) يحتوي على آرائه التربوية , وأهمها : عدم ضرب الأطفال لأن الضرب للعبيد , وأن تكون المرضعات من خيار النساء أدباً وطهارةً وأن يكون المدرس من ذوي الاقتدار في فرعه , وأن يتعلم الطفل منذ الصغر لغة أجنبية , وأن يتعلم كذلك صور الحروف الهجائية وأسماءها في الوقت نفسه . وإرسال الأطفال إلى المدارس العامة للاحتكاك بالأطفال الآخرين , واعتبار فن الخطابة أسمى الفنون , واعترف بوجود الفروق الفردية بين الأطفال , وطالب بالتبكير في تعليم الأطفال , والاهتمام بطريقة الحفظ والتقليد في التدريس .
وبعكس ما كانت تؤمن به التربية القديمة الشرقية كانت التربية عند اليونان والرومان تؤمن بالتجديد والابتكار , ونمو الفردية الإنسانية .
أما الفرق بين التربيتين الرومان يقولون أن اليونان وهميون وخياليون
أما اليونان فيقولون أن الرومان ماديون نفعيون.
أثر الديانة المسيحية على التربية
ظهرت المسيحية كرد فعل على الفساد الذي ساد الإمبراطورية الرومانية , وقد قاومه الحكام حتى القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور قسطنطين حين اعترف بالدين المسيحي ديناً رسمياً مع الديانات الوثنية الأخرى التي بدأت بالاضمحلال.
وسادت الثقافة المسيحية قروناً طويلة تدير شؤون المجتمع وتروض النفس استعداداً للحياة الأخرى كإحلال مكان الفلسفة الرومانية الأخلاقية التي اهتمت بالفعل , فحل محلها الاهتمام بالسلوك وصارت التربية نمطاً سلوكياً ترويضياً مستقبلياً . وقد ساد بداية هذه الفترة الجهل لأن الكنيسة لم تقدم نظاماً تربوياً بديلاً لكثرة الحروب ولطبيعة الديانة الجديدة الصوفية في بدايتها فساد الظلام العصور الوسطى حتى مهدت الحروب الصليبية ونظام الفرسان والرهبنة والجامعات إلى ظهور النهضة الأوروبية وما لحقها من نهضة تربوية .
حركة إحياء العلوم الأولى :- نهضة شارلمان (771 م -814 م )
حيث كان شارلمان أول من أنشأ المدارس وأعاد إحياء الوضع الفكري والخلقي عبر الكوين الذي اعتبر أول وزير للمعارف عرفته فرنسا , وأسس مدرسة القصر التي تعلم فيها شارلمان وأبناؤه وبناته , وكانت طريقة التدريس الطريقة الحوارية واستخدم العقاب البدني من قبل المدرسون الذين كانوا قساة . ولكن هذه النهضة انتهت بوفاة شارلمان وأغلقت المدارس وحلت محلها القلاع والحصون ، وكان من ابرز أتباع شارلمان جير بير دورياك المعروف لاحقاً بالبابا سلفستر الثاني الذي درس العربية بالأندلس.
الحركة المدرسية:-
عرفت بالنهضة الثانية ، واتسمت بالحركة الفكرية التي سادت منذ القرن 11 إلى القرن 15 ودعيت بالفلسفة المدرسية ، وأهدافها:-
1- عامة :- للدفاع عن المسيحية عن طريق العقل والمنطق الصوري (محاكمات المنطق الكلامية ).
2- تهذيبية:- لتنمية قوة المناقشة والجدل والبحث عن المعلومات والمعارف المنسقة .
وكان لهذه الحركة المدرسية دور في إنشاء الجامعات ( والحركة المدرسية نوع من الفاعلية العقلية )
واهم مدارسها:-
1- المدرسة التنصيرية التي علمت المسيحية في الغرب.
2- المدرسة الاستجوابة التي علمت المسيحية في الشرق.
3- مدارس الكهنة التي أعدت رجال الدين للمراسم الكهنوتية.
4- مدارس الأديرة.
5- مدارس الإخوة (مدارس الرهبان الشحادون الفرنسسكان والدومينيكان).
6- مدارس الأوقاف .
خصائص التربية المسيحية في القرون الوسطى
1- التربية عليا لأبناء الكنيسة والطبقة العليا.
2- سيطرة الثقافة اللفظية والتمحكات الكلامية .
3- استبعاد العقل في القياس.
4- سيطرة الكنيسة على الناس فكراً وعقيدة وعملاً.
التربية الإسلامية
تمتد هذه الفترة ستة قرون من القرن السابع الميلادي وحتى القرن الثالث عشر حين سقطت بغداد على يد هولاكو المغولي عام 1258 م .
أطوار التربية الإسلامية :-
1- الطور الأول :- نمو الإسلام في عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
2- الطور الثاني :- عصر الفتوحات منذ أبي بكر وحتى نهاية عهد الأمويين .
3- الطور الثالث :- تكوين الحضارة العربية وامتزاج الثقافات مع امتداد الدولة الإسلامية في عهد العباسيين حتى ظهور الأتراك السلاجقة في القرن 11 م .
4- الطور الرابع:- بدأ مع الأتراك السلاجقة وحتى سقوط بغداد على يد المغول في القرن 13 م .
أهداف التربية الإسلامية
1- هدف ديني :- ( علوم الدين والشريعة )
2- هدف دنيوي :- الإعداد للحياة ومتطلباتها ويتشابه في ذلك مع التربية الحديثة وعلومه الطب والهندسة والفيزياء والرياضيات والفلك ………الخ
3- هدف العلم من أجل العلم :- طلب العلم لذاته . ومن هنا فقد كانت التربية الإسلامية متفوقة .
ملامح التربية الإسلامية
1- التربية الإسلامية مسؤولية فردية ( الفرد مطالب بتربية نفسه (
2- تربية شاملة للجسد والروح والعقل
3- متدرجة مع الإنسان حسب مراحل نموه
4- متكاملة لا تقتصر على زمان ومكان
5- تربية عملية :- تربط العمل بالعلم والنظري بالتطبيقي .
6- كل إنسان فيها معلم ومتعلم , الصغير يتعلم والكبير يعلم والعكس
7-تربية قوامها الحرية والانفتاح وتعطي دوراً للجماعة.
معاهدها:-
أول مدرسة ظهرت عام 459 هجري في بغداد على يد الوزير السلجوقي نظام الملك. أما قبل ذلك فأماكن الدراسة هي :
1- الكتاتيب : ظهرت قبل الإسلام واستمرت بعده للقراءة والكتابة .
2- القصور : تعليم ابتدائي .
3- حوانيت الوراقيين : ظهرت عند العباسيين لغرض تجاري وأصبح ملتقى للعلماء والطلاب .
4- منازل العلماء : مثالها دار الأرقم .
5- الصالون الأدبي : في العصر الأموي واستمرت في العباسي للنقاش والحوار في كل العلوم والفنون والآداب
6- البادية : مواطن اللغة .
7- المسجد : لشرح تعاليم الدين (مسجد قباء وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ) ثم منها جامع المنصور ، دمشق ، عمرو بن العاص والأزهر .
8- المكتبات.
أقدم خزائن الكتب مكتبة خالد بن يزيد بن معاوية وهدفها العلم .
9- الخوانق والزوايا والربط والبيمارستانات.
10- المدارس.
ظهرت في القرن الرابع بمدينة نيسابور المدرسة البيهقية ثم ظهرت مدرسة الوزير نظام الملك
أساليب وطرق التدريس:-
1-سن الدراسة غير محدد.
2-هناك ربط بين سن الدارس وما يتلقاه من علوم .
3-طريقة التعليم تلقين وحفظ .
4-التعليم متدرج.
5-لا يخلط بين علمين مختلفين في وقت واحد .
6-التعليم العالي أسلوبه النقاش والحوار وطرح الأسئلة.
7-تم أخذ الفروق الفردية بعين الاعتبار .
الثواب والعقاب:-
كان الضرب معروفاً ، وكذلك الثواب المادي والمعنوي .
مراحل التعليم :-إبتدائي في الكتاتيب ، وجامعي حوانيت الوراقين والبيمارستنات والصالونات
وجامعي وابتدائي في المساجد.
المناهج :-
1-مناهج دينية أدبية / للفقه والنحو وعلوم الكلام والعروض .
2-مناهج علمية أدبية ( علوم طبيعية وعلوم رياضية تشمل المنطق والفلسفة ) .
ابرز المربين :- العالم ابن خلدون المولود في تونس ومؤلف كتاب ( العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) .
أهم آرائه :-
1-العلم والتعليم طبيعي العمران البشري .
2- صنف العلوم إلى مقصودة ( الشرع ، الطبيعيات ، الإلهيات ) وعلوم وسيلة كالعربية والحساب
3- طريقة التعليم عنده التدرج في السهل إلى الصعب ، والانتقال من المحسوس إلى المجرد ، وعدم الخلط في التعليم بين علمين معاً ، وأهمية الرحلات في العلم .
التربية في العصور الحديثة
عصر النهضة والإصلاح الديني
العوامل التي أدت لعصر النهضة
1- الثورة الاقتصادية :- قامت في القرن 12 وظهرت معها الطبقة الوسطى العاملة ، وتتألف من التجار وأرباب الحرف ، لتصبح الطبقات في المجتمع أربع طبقات وهي الطبقة الوسطى وطبقة النبلاء (المحاربون) ، وطبقة رجال الدين ، وطبقة الفلاحين، وكان لظهور الطبقة الوسطى أثر كبير في ثورة الإصلاح وتحطيم دعائم المجتمع الأوروبي القديم .
2- أدى النمو الاقتصادي إلى ظهور قوى اجتماعية جديدة وكسر قبضة الإقطاع الحديدية وظهور نزعة عقلية متمردة على الفكر القديم ، وشهدت هذه الفترة هجرة العقول إلى فرنســــــا لما قدمته من دعم معنوي ومادي لهم .
3- ظهور نزعة عقلية جديدة طالبت بالتوفيق والموائمة مابين مطالب الإيمان ومطالب العقل الإنساني، وكان من أوائل من دعا إلى هذه النزعة ابيلارد (1079-1142 م ) ونادى بتحرر العقل من رباط العقيدة، وأكد أن العقيدة لا يمكن أن تحيا حياة قوية بغير علم ومعرفة.
4- التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي كانت قد بشرت بثورة الإصلاح التي حدثت في الفكر الأوروبي.
ومن أهم رموز هذه الثورة روجر بيكون (1214 – 1294 ) الذي هاجم المنهجية المنطقية والميتافيزيقية ونادى بالمنهج التجريبي ، ويعتبر بيكون رائد الطريقة التجريبية التي كانت من أسباب النهضة الأوروبية .
5- اختراع الطباعـة: – اخترعت عام 1440 م مما ساهم في طباعة ونشر الكتب والدراسات، وهذا شجع المطالعة وانتشار المعرفة .
6- ظهور الدول العصرية: – ترافق النمو الاقتصادي مع تغييرات اجتماعية، وتعليم جديد لخدمة الواقع الجديد .
لقد شكلت النقاط الست السابقة الأرضية لظهور الجامعات مما كون الحركة الفكرية والفنية التي سميت بالإصلاح.
نظرة عامة في النهضة:
تميزت النهضة بأنها كانت شاملة لجميع ميادين الحياة , فبثت روحاً جديدة في العلم والفكر والفن والاجتماع والحضارة وفي نواحي التربية والتعليم النظرية والعملية, واعتمدت أساليب فكرية وتهذيبية مرنة وحاربت الجمود وشجعت الابتكار وكانت تربية إنسانية تهتم بالإنسان جسمياً وعقلياً ونفسياً وقامت خلالها أنواع من النشاط نرده إلى :-
أ-نزعة العودة إلى الاقدمين، أي إلى معارف وعلوم الرومان والإغريق.
ب- الاهتمام بالعلم الشخصي، عالم الانفعالات وتقدير عواطف الإنسان والاستمتاع بالحياة وتأمل ملذاتها، و نشر الفنون والآداب.
ج- العناية بالطبيعة الجامدة التي كانت مهملة في العصور الوسطى ، وهذا ساعد في الاكتشافات الجغرافية والفلكية والطبيعية.
المدلول التربوي للنهضة ( معنى النهضة التهذيبي(
أولا:- إحياء فكرة التربية الحرة:- كان اليونان من صاغ فكرة التربية الحرة وتبناها الرومان بعدهم ، وهي العلو الحرة التي تليق بالرجل الحر ، وتدربه على الفضيلة والحكمة كما عرفها بولس فرجيريوس في كتابه عام 1374 م
1- العنصر الجسماني .
2- عنصر الاقتدار العملي في شؤون الحياة المختلفة .
3- العنصر البديعي الجمالي ، الذي أهملته العصور الوسطى المظلمة.
ثانياً :- التربية الإنسانية الضيقة :- أطلق على محتوى التربية الحرة الذي كان قوامه اللغات والآداب القديمة الإنسانيات ، وقد تم التوسع لهذه الغاية في دراسة آداب اللغات القديمة ، وأصبحت غاية التربية تعلم اللغات والآداب بدلاً من الحياة نفسها، وأصبح الاهتمام بصورة الآداب أهم من مضمونها وضاق معنى التربية واقتصر على العناية باللغات وتعلمها ، ومن أشهر المربين الإيطاليين فبي عصر النهضة (بترارك ) الذي ظهر في القرن السابع عشر الذي شجع المطاعة العالمية القديمة، ورفض التربية الجامدة .
وكذلك المربي الإيطالي (فيتورينو دافلتر ) الذي ظهر مابين العامين 1378 – 1446 م ، وسمي المدرس العصري الأول .
ثم المربي الإنكليزي ( روجر إسكام ) الذي ظهر مابين العامين 1515 – 1568 م ، وهو أول من كتب في التربية باللغة القومية ، وعارض العقاب البدني ، واشتهر بطريقته في الترجمة المزدوجة (أي ترجمة النص من اللاتينية إلى الإنكليزية ثم العودة إلى ترجمته إلى اللاتينية ).
أما في ألمانيا فقد كان اشهر المربين الإنسانيين ( إراسموس ) وظهر ما بين العامين 1467 – 1536 م وعلم الآداب القديمة في أكثر من جامعة أوروبية ، ومن أقواله :- إذا حصلت يوما على مال فأول ما أفعله شراء الكتب اليونانية ومن بعدها بعض الملابس الضرورية.
ومن أهم آراءه – اعتبار الأم المربية الطبيعية للطفل ، وأن لا يطلب من الطفل قبل السابعة إلا اللعب واكتساب الآداب والأخلاق وبعد ذلك يدرس اليونانية واللاتينية معاً مع التركيز على النحو . وعدم إهمال التربية الدينية ، والاهتمام بالتربية الأسرية وعدم التمييز بين البنات والأولاد واستبعاد العقاب البدني واستبدله بالتشويق والغراء.
الإصلاح البروتستانتي :
بينما اتجهت النهضة في إيطاليا اتجاهاً أدبياً وعنيت بالآداب وركزت على الفرد , نجدها في ألمانيا تنحو منحاً دينياً , حيث عنيت بالآداب المسيحية , واهتمت بالإصلاح الاجتماعي والديني والخلقي. فقد كان رجال الدين المسيحي متفقين على إصلاح المفاسد التي حصلت داخل الكنيسة , لكنهم اختلفوا حول مفهوم الدين وطبيعة العقل البشري نفسه.
يصف توفلر مستقبل الحياة المستقبلية القادمة أي مرحلة ما بعد التصنيع بأن الإنسان سينصرف إلى معالجة الأفكار ويتزايد بالتالي أداء الماكينات للمهام الروتينية، إن تكنولوجيا الغد لا تحتاج إلى ملايين الرجال السطحيين التعليم المستعدين للعمل المتساوق في أعمال لا نهائية التكرار، ولا تتطلب رجالاً يتلقون الأوامر دون طرفة عين، بل تتطلب رجالاً قادرين على إصدار أحكام حاسمة، رجالاً يستطيعون أن يشقوا طريقهم وسط البيئات الجديدة، ويستطيعون أن يحددوا موقع العلاقات الجديدة في الواقع السريع التغير، إنها تتطلب رجالاً من ذلك النوع الذي وصفه س. ب. سنو بأنهم يحملون المستقبل في عظامهم.
إن الهدف الأول للتعليم ينبغي أن يكون رفع قدرة التكيف لدى الفرد أي تحقيق السرعة والاقتصاد في القوى التي يستطيع بها أن يتكيف مع التغير المستمر. وإذا كان الغرب قد حقق أكثر من حداثة في مختلف جوانب الحياة والوجود فإن المجتمعات العربية مطالبة اليوم بتحقيق المهمات الصعبة التي تتمثل في الخروج من دهاليز التخلف إلى عالم النور والحضارة. ومع كل التحديات التي تواجهها التربية العربية التي تتمثل في السبق الحضاري فإن المسافة الحضارية التي يسجلها الغرب يمكن أن تشكل مقدمات تساعد في بناء مشروعنا النهضوي في مختلف المستويات الحضارية. فنحن في نهاية الأمر يمكننا أن نستفيد من تجربة الغرب وأن نستخلص الدروس الحضارية ونوظفها في تحقيق انطلاقتنا الحضارية.