إجراءات تطبيق الاعتماد الأكاديمي في المدرسة الثانوية

بعد تحقيق متطلبات ضمان الجودة في مختلف عناصر المدارس الثانوية، تسعى هذه المدارس إلى الحصول على الاعتماد أو الاعتراف الرسمي من الجهة المسئولة عن ذلك بأهليتها وقدرتها على أداء مهامها او رسالتها بتميز، وأنها تحقق أهدافها بمستوى عال من الجودة.

ويتم حصول أي مؤسسة تعليمية على الاعتماد الأكاديمي في ضوء خمس مراحل كما يلي:

الدراسة الذاتية: تشكل كل مؤسسة ترغب في الحصول على الاعتماد لجنة لإعداد دراسة تقدم وصفاً موضوعياً ودقيقاً لكل ما هو قائم بالفعل لكل عناصرها، وبعض الخطط المستقبلية للتطوير وزيادة الفاعلية، وذلك في ضوء متطلبات الجهة المانحة للاعتماد، وبحيث تكون مدعمة بكافة الوثائق الضرورية.

وفي نفس الوقت تعتبر الدراسة الذاتية بمثابة عملية تقييم ذاتي تقوم بها المؤسسة التعليمية لنفسها، لتحدد نقاط تميزها، ونقاط ضعفها لمعالجتها، ومن ثم تقدم هذه الدراسة للهيئة المانحة للجودة.

التقويم الخارجي: تقوم الجهة أو الهيئة المانحة للاعتماد أو الاعتراف بتشكيل لجنة أو عدداً من اللجان المتخصصة لدراسة الوثائق المقدمة- الدراسة الذاتية- من قبل أي مؤسسة تعليمية للتحقق فيها والتأكد من مصداقيتها وحقيقتها.

الزيارات الميدانية: تقوم اللجنة أو اللجان التي شكلتها الجهة المانحة للاعتماد بتشكيل فريق متخصص للقيام بعدد من الزيارات الميدانية للمؤسسة التعليمية الراغبة في الحصول على الاعتماد، حيث تقوم بإجراء المقابلات ومستواها بشكل مباشر، وكذلك التأكد من مصداقية الدراسة الذاتية المقدمة إليها. وبعد التأكد من توافر متطلبات ومعايير الاعتماد المطلوبة، يتم رفعها إلى الجهة المانحة لإتخاذ القرار النهائي.

القرار النهائي: بعد التأكد من التزام المؤسسة التعليمية بالمتطلبات والمعايير المطلوبة للاعتماد، يتم اتخاذ القرار النهائي- منح الاعتماد بدون شروط أو رفضه – لفترة زمنية محددة، وذلك بعد دراسة كافة التقارير والدراسات والتوصيات المقدمة، وفي ضوء وضع المؤسسة الحالي وتاريخ تأسيسها، ويجوز للمؤسسة التعليمية المتضررة من هذا القرار أن تستأنف ضد أي قرار سلبي صادر عن الجهة المانحة للاعتماد.

التقويم المستمر إعادة الاعتماد: يتم إعادة اعتماد وتقويم المؤسسة التعليمية بشكل دوري ومستمر لضمان جودتها وجودة مخرجاتها، حيث يتم تنفيذ المراحل السابقة مرة أخرى عند كل مرة يطلب فيها تجديد الاعتماد.

في ضوء ما سبق، نجد أن هذه المراحل متصلة ومتتابعة باستمرار في كل مرة يطلب فيها الحصول على الاعتماد، ولذلك يظل تقويمها مستمراً حتى مع حصولها على الاعتماد لضمان تحقيق متطلبات الجودة المطلوبة، ويظل الاعتماد ساري المفعول.

متطلبات نجاح تطبيق الاعتماد في المدرسة الثانوية:

أن تحدد المدرسة الثانوية أهدافها على أن تكون مناسبة للمدرسة.
أن تنظم المدرسة إمكاناتها المادية والبشرية والمالية والتجهيزات اللازمة لتحقيق الأهداف.
وجود ما يدل على أن المدرسة تحقق أهدافها ومدى قدرتها على إثبات وجودها كشخصية اعتبارية.

معايير الاعتماد الأكاديمي للمدرسة الثانوية:

يتم اعتماد المدرسة الثانوية أكاديمياً وفقاً للمعايير التالية والخاصة بالعناصر المختلفة للعملية التعليمية.

رسالة المدرسة وأهدافها:

يجب أن يكون للمدرسة رسالة وأهداف تتفق مع أهداف النظام التعليمي.
يجب أن تكون الأهداف واضحة وواقعية ومحددة وتتفق مع إمكانات المدرسة.
يجب أن تكون الأهداف والرسالة مفهومة.
يجب أن تراعى الأهداف حاجات المجتمع والطلاب وسوق العمل.
أن يتم إقرار الأهداف والرسالة من أعلى سلطة مسئولة عن التعليم.

البرامج التعليمية:

أن يكون مستواها جيداً من حيث النوعية ومناسبة الأهداف للمدرسة الثانوية.
أن تقوم المدرسة بمراجعة دورية لبرنامجها بهدف التعديل والحذف والإضافة حسب الاحتياجات المتغيرة.
أن تكون البرامج متسقة مع الأهداف والرسالة.
أن تكون هناك عملية تقييم مستمرة لمعرفة مدى تحقيق الأهداف.
أن يتم تقييم التدريس بشكل دوري.
أن تكون طرق التدريس موائمة لأهداف ورسالة المؤسسة.
أن تعمل المؤسسة على إتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس لتحسين أدائهم.
أن تعمل المؤسسة على تقديم الإرشاد الأكاديمي للطلاب.
أن يتم تقييم تعلم الطلاب وإتمامهم لمتطلبات الدراسة وفق معايير أكاديمية يحددها البرنامج.

التخطيط والتقويم:

تقوم المؤسسة بالتخطيط والتقييم المناسب لتحقيق أهدافها وأن يكون التخطيط مستمراً.
تقييم مدى تحقيق الأهداف التعليمية الموضوعة، وأن يكون التقييم مستمراً.

مصادر التمويل:

أن تكون المصادر المالية للمؤسسة كافية لتحقيق أهدافها.
أن تشرف المؤسسة على مصادرها المالية.
تقوم المؤسسة بإعداد ميزانيتها بالتعاون مع الدوائر والأقسام المختلفة فيها .
تحافظ المؤسسة على شفافية أمورها المالية.
ترتبط سجلات المؤسسة المالية بنشاطاتها التعليمية وتخضع لتدقيق رسمي.

المرافعة التعليمية:

يتوفر لدي المؤسسة المصادر المالية للمباني الأساسية اللازمة لتحقيق أهدافها من أبنية ومعامل ومكتبات وغيرها.
تقوم المؤسسة بالتخطيط لهذه المصادر بما يتفق مع أهدافها.

المعلمون والإداريون:

يكون إعدادهم ومؤهلاتهم كافية لتحقيق رسالة المؤسسة وأهدافها.
يتم تعيين أعضاء هيئة التدريس وفق قواعد وأسس أكاديمية تخدم أهداف المؤسسة.
يكون لدي المؤسسة اللوائح والتعليمات التي توضح مسئولية وواجبات أعضاء هيئة التدريس.
تدعيم المؤسسة الحرية الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس.
تتأكد المؤسسة من مؤهلات وأداء أعضاء هيئة التدريس وأعدادهم بما يتناسب مع أعداد الطلاب والمدخلات الكمية لهم بما يتناسب وأعداد الطلاب.

المكتبة وخدمات المعلومات:

تعمل المؤسسة على توفير المكتبة ومصادر المعلومات.
توفر المؤسسة مصادر متنوعة للتعلم بما يفي بحاجات الطلاب والبرامج المقدمة.
تقدم المؤسسة الدعم المالي الكافي لتطوير هذه المصادر.
يتم تعيين مشرفين مؤهلين على هذه المصادر.
تتأكد المؤسسة من أن طلابها يستخدمون هذه المصادر كجزء من دراستها.
توفر المؤسسة جميع المتطلبات المادية لنجاح العملية التعليمية من أجهزة وأثاث وأدوات.

التنظيم والإشراف على المؤسسة:

أن يكون للمؤسسة نظام حكم أو إشراف يساعدها في تحقيق أهدافها.
أن تكون المسئوليات بين مجلس الأمناء للمؤسسة وإدارتها واضحة.
أن يكون مجلس الأمناء مسئولاً عن تحقيق النزاهة والجودة للتعليم في المؤسسة.
أن يكون للمؤسسة رئيس تنفيذي يعمل بشكل دائم على تنفيذ سياستها.
أن يحافظ أعضاء هيئة التدريس على نزاهة البرامج المقدمة.
أن يؤخذ رأي الطلاب ووجهة نظرهم بعين الاعتبار.
يتم تقويم المؤسسة بشكل دوري.
توفير نظام إداري يساعد المدرسة لتحقيق أهدافها.

الخدمات الطلابية:

توفر المؤسسة البيئة اللازمة لمساعدة التطور الفكري والشخصية للطلبة.
توفر المؤسسة الخدمات الضرورية للطلبة بما يتفق مع أهدافها.
تقوم المؤسسة بإجراء الدراسات اللازمة لمعرفة احتياجات الطلاب وخصائصهم.
توفر المؤسسة خدمات طلابية مناسبة تساهم في نمو شخصياتهم.

الانفتاح على الجمهور:

تقدم المؤسسة المعلومات الكاملة للجمهور المعني.
تصدر المؤسسة دليلاً شاملاً تقدم فيه نفسها بطريقة واضحة.
تصدر المؤسسة منشورات دورية ملاءمة توضح فيها الجوانب الأكاديمية والإدارية المختلفة.
توضح المؤسسة للطلبة المقررات التي يتم طرحها خلال كل عام.
يتم الإعلان عن وضع البرامج المقدمة ما إذا كانت معتمدة أم لا.

معايير الاعتماد:

تعتبر معايير الاعتماد من اهم عناصر عملية الاعتماد، وذلك لأنها توفر إطار مفيداً لقياس وتقويم أداء المدارس الثانوية من خلال مجموعة من مؤشرات الاداء ومن هذه المؤشرات:

مؤشرات تطوير المعلمين والإداريين.
مؤشرات تعلم الطالب.
مؤشرات الرضا الوظيفي.
مؤشرات تصميم المناهج وتنفيذها وتقويمها.

وعادة ما تستخدم معايير الاعتماد أثناء مرحلة الدراسة الذاتية للمدرسة الثانوية بهدف تحديد فرص تطوير وتحسين أداء المدرسة ونتائجها هذا بالإضافة إلى إعادة توجيه الموارد، وتحسين إنتاجية وفاعلية وكفاءة المدرسة الثانوية.

ومن أهداف المعايير ما يلي:

التقييم الذاتي للمدرسة الثانوية، واستنباط التغذية المرتدة والحصول على الاعتماد.
تحسين عمليات وقدرات ونتائج أداء المدرسة الثانوية .
تأمين وسائل الاتصال وتبادل المعلومات بين المدارس المختلفة .
استخدام المعايير كأداة عمل لفهم وتطوير الأداء، وتوجيه التخطيط والفرص لصالح التعليم .

وتعتمد عملية صياغة المعايير على مجموعة مترابطة من القيم والمفاهيم الراسخة في عقائد وسلوك عدد من المدارس الثانوية عالية الأداء، ومن هذه القيم والمفاهيم:

القيادة الخلاقة والمبدعة.
محورية التعليم في نشاط المدرسة.
تقدير جهود المعلمين.
استمرارية التطوير.
الاهتمام بالمستقبل.
الشعور بالمسئولية والمواطن لدي قيادات المدرسة الثانوية.
التركيز على النتائج.

ويتضمن الاعتماد الأكاديمي للمدرسة الثانوية عددا من المعايير منها:

رسالة وأهداف المؤسسة.
أمانة ونزاهة المؤسسة.
الإشراف على المؤسسة.
الإدارة العليا.
الشئون المالية والإدارية.
أعضاء هيئة التدريس.
الإداريون.
التجهيزات.
شئون الطلاب.
التقييم المؤسسي.
البرامج التعليمية.

التصور المقترح لنظام الجودة والاعتماد في التعليم الثانوي:

أصبح نظام الجودة والاعتماد في التعليم ظاهرة في عالمنا المعاصر، حيث تتعامل معه بشكل أو بآخر كثير من دول العالم المتقدم والنامي، وذلك بهدف تحسين نظمها التعليمية من حيث المدخلات والعمليات والمخرجات، وإذا كانت نظم الجودة والاعتماد تختلف فيما بينها في بعض مبادئ وعناصر نظم الجودة والاعتماد، فإن هناك عناصر أساسية تتفق عليها هذه النظم، وتتمثل هذه العناصر الأساسية في ثلاث عناصر هي:

معايير الجودة والاعتماد للمدرسة الثانوية.
خطوات الحصول على الاعتماد.
إنشاء هيئة لضمان الجودة والاعتماد في التعليم.

وفيما يلي عرض للعنصرين الأول والثاني، أما العنصر الثالث الخاص بإنشاء هيئة لضمان الجودة والاعتماد في التعليم فهو من مسئولية المسئولين، وإن كان هناك خطوات أساسية متفق عليها عالمياً.

معايير الاعتماد:

إذا كان الاعتماد تعبيراً عن وصول المدرسة الثانوية إلى مستوى عال من الجودة، وعن جديتها واستقلاليتها معتمدة في ذلك على التقويم، والتقويم بدوره يعتمد على محطات ومعايير، وتستخدم تلك المحطات والمعايير مرجعا لوضع برامج واستراتيجيات لتحقيق جودة أفضل، وان الحصول على الاعتماد الأكاديمي الشامل أو الجزئي يتوقف على استيفاء المدرسة للمعايير المعتمدة. معنى ذلك أن الاعتماد يسير وفـق سلسة من الخطوات: (معايير، تقويم، اعتماد) .

ويشمل الاعتماد الأكاديمي للمدرسة الثانوية ثلاثة مجالات أساسية هي المدخلات، والعمليات، والمخرجات، ولكل منها معاييره الخاصة به، وهي:

معايير اعتماد مدخلات المدرسة الثانوية، وتشمل :

أن تكون الفلسفة واضحة وأهدافها مكتوبة بوضوح .
أن تتفق الأهداف مع الرسالة مع الفلسفة .
أن تتميز الأهداف بالمرونة والتطور في ضوء التطورات والتغيرات المستقبلية .

المناهج الدراسية:

أن تتفق المناهج والأهداف .
أن تتميز بالاتساق الداخلي والتسلسل .
أن تكون واضحة ومرنة قابلة للتعديل والتغيير وفقاً للتطورات وحاجات الطلاب .

إدارة المدرسة الثانوية:

أن يتفق أسلوبها مع رسالة المدرسة وأهدافها .
وجود دليل عمل وبيانات واضحة عن الإدارة .
وضوح قواعد العمل ين الأطراف المختلفة .

الخدمات الطلابية:

توفير خدمات التوجيه والإرشاد ألأكاديمي .
توافر وقت وبرامج لممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة .

الإدارة المالية :

وجود بيان بالمصادر المالية وبرنامج لتنويع هذه المصادر .
وجود دليل لترشيد الإنفاق ، ومخطط مالي على المدى القريب والبعيد .

المباني التجهيزات :

تناسب المباني والتجهيزات لتحقيق أهداف المدرسة .
وجود مخطط للمحافظة على الأبنية والتجهيزات والتوسع فيها وتطويرها .

معايير اعتماد العمليات:

أهداف المدرسة .
المراجعة الدورية للأهداف وفقاً للتطورات واحتياجات الطلاب .

المناهج الدراسية:

تنفيذ المناهج بشكل يتسق مع سياسة المؤسسة.
المراجعة الدورية للمناهج ومشاركة جميع العاملين في المراجعة.
تنفيذ برامج تدريب أثناء الخدمة لأعضاء هيئات التدريس في تطوير المناهج.

إدارة المدرسة الثانوية:

توظيف معايير الجودة في إدارة المدرسة الثانوية.
مشاركة جميع الأطراف في إدارة المدرسة الثانوية.
التقويم الدوري للإدارة.
تقويم أداء العاملين.

الإدارة المالية:

إجراء مراجعات دورية للأمور المالية .
تقويم مدى ترشيد الإنفاق .
البحث عن مصادر جديدة للتمويل .

معايير اعتماد المخرجات:

التحصيل الدراسي للطلاب
مدى توافق الاختبارات لتقويم التحصيل.
مدى تناسب الاختبارات مع إمكانات الطلاب.
تناسب المخرجات مع متطلبات السوق.
مدى توزيع التحصيل الدراسي على المعارف والمهارات والاتجاهات.
إنتاج المعلمين
النشاط العلمي
خدمة المجتمع والبيئة
الترقي الوظيفي

إدارة المدرسة

الزيادة في المشاركة الفعلية للعاملين في الإدارة
رضا العاملين الوظيفي وعلاقة المدرسة بالبيئة والمجتمع المحيط بها

الحياة الطلابية

رضا الطلاب عن دراستهم
رضا الطلبة عن الظروف العامة للمدرسة
استفادة الطلاب من الأنشطة

خطوات الحصول على الاعتماد الأكاديمي:

تضع الهيئة المشرفة على الاعتماد معايير محددة وقرائن بمشاركة المدرسة المعنية بعد الاتفاق على نوع الاعتماد (شامل أو جزئي).
تجري المدرسـة المرشحة للاعتماد تقويماً ذاتياً باستخدام المعايير المعتمدة في المرحلة الأولى، وقد تستعين بمتخصصين في المجال .
تقوم الهيئة المسئولة عن الاعتماد بزيادة ميدانية بهدف التعرف على ما إذا كانت المدرسة قد استوفت كامل المعايير الموضوعة.
تمنح الهيئة شهادة الاعتماد المدرسة في صورة استيفاء كامل للمعايير.
تتابع الهيئة عن طريق زيارات ميدانية للمدارس التي منحتها شهادة الاعتماد بهدف الاطمئنان على حالة الاعتماد.
تعيد الهيئة تقويم جميع المدارس التي تم اعتمادها للتأكد من استمرار هذا الاعتماد.

هل يمكن تطبيق ضمان الجودة في مدارسنا الثانوية؟

بداية لا شئ يمكن أن يكون مستحيلاً طالما في يد الإنسان أن يغيره أو يطبقه، والاعتماد والجودة مطبق ولو بشكل بسيط جداً في مدارسنا الثانوية خاصة فيما يتعلق باعتماد الشهادات والدرجات العلمية، لكن تطبيق نظام الجودة والاعتماد بثوبه الجديد في مدارسنا الثانوية يحتاج إلى أسس ومبادئ وإمكانات مادية وبشرية كثيرة منها على سبيل المثال:

أن معظم نظم الجودة والاعتماد يتم تطبيقها في الدول المختلفة على مستوى مدارس وبرامج التعليم قبل الجامعي. وذلك لأن طبيعة هذه المؤسسات غالباً ما تتميز بالاستقلالية، والحرية الأكاديمية، والطابع الخاص، ومن ثم يقترح أن يبدأ تطبيق نظام الجودة والاعتماد في التعليم العام، ونبدأ بمؤسسات التعليم الخاص كتجربة سريعة يمكن الافادة منها عند تطبيقه على الجامعات والمؤسسات التعليمية الحكومية. هذا بالإضافة إلى صعوبة أن تكون هناك هيئة جودة واعتماد قومية للتعليم العالي وقبل الجامعي، وذلك لكثرة الأعباء التي يصعب على هيئة واحدة القيام بها.

ومن ثم يقترح أن تكون هناك هيئة قومية للجودة والاعتماد على مستوى التعليم قبل الجامعي، وأخرى على مستوى التعليم العالي والجامعي.

يعتمد نجاح تطبيق نظم الجودة والاعتماد على وجود قاعدة عريضة وعميقة خاصة بثقافة الجودة والاعتماد، ومدى الاقتناع بها لجميع العاملين في المدارس الثانوية وغيرهم ممن لهم علاقة مباشرة بالتعليم، ويتطلب ذلك القيام بحملات إعلامية وثقافية مكثفة بين أفراد مجتمعنا الذين يتسم تفكير بعضهم بمقاومة التغيير والتجديد.

يحتاج تطبيق نظام الجودة والاعتماد إلى استقلالية المدارس الثانوية والاعتماد على لامركزية الإدارة، ومعظم مؤسساتنا التعليمية سواء على مستوى التعليم قبل الجامعي أو العالي والجامعي تعتمد على نظام المركزية في الإدارة والتبعية للحكومة في اتخاذ معظم قراراتها، أو تطبق قرارات السلطات الأعلى.

يعتمد تطبيق نظام الجودة والاعتماد على رؤية ورسالة وأهداف وفلسفة تعليمية واضحة ومحددة وإجرائية، ويتطلب ذلك من مدارسنا الثانوية أن تعيد النظر في فلسفتها وأهدافها النظرية العامة.

توافر الإمكانات المادية من مباني وتجهيزات ومواد خام وأجهزة لتطبيق نظم الاعتماد والجودة، ومدارسنا الثانوية في حاجة شديدة جداً على توافر هذه الإمكانات خاصة وأن كثيراً من هذه المدارس تفتقر إلى العناصر الأولية من هذه الإمكانات.

التمويل شرط ضروري لتطبيق نظم الجودة والاعتماد، وخاصة فيما يتعلق بالتوفير مصادر التمويل، وترشيد الإنفاق، بالإضافة إلى كم كبير جداً من الأموال، ومدارسنا الثانوية وخاصة الحكومية تفتقر إلى التمويل من حيث المصادر والكم وترشيد الاستهلاك، ومن ثم فهي في حاجة شديدة إلى زيادة ميزانيتها، وتعدد مصادر التعليم بما يتفق ونظم الجودة والاعتماد.

الاستقلالية في إدارة المدارس الثانوية وسياسة قبول الطلاب والمعلمين، وتطبيق القواعد والقوانين التعليمية التي تمثل مطلبا أساسيا في نظم الجودة والاعتماد، وهذا يفرض على مدارسنا الثانوية إلى ضرورة إعادة النظر في هذه السياسة.

المناهج الدراسية يجب أن تكون واضحة ومحددة ومتسلسلة ومتسقة مع بعضها البعض ولديها مرونة للتغير والتبديل بما يتفق مع متطلبات العصر واحتياجات الطلاب، ومن ثم لابد أن ينطبق هذا على مناهجنا.

الأنشطة والخدمات الطلابية تمثل أحد الأركان الأساسية لتطبيق نظم الاعتماد والجودة وهذه الأنشطة والخدمات تحتاج إلى إعادة نظر في مدارسنا الثانوية.

نظم الامتحانات والتقويم الشاملة والمستمرة بما يتضمنه من تشخيص وعلاج ومتابعة وتغذية مرتدة دائما ما تؤخذ في الاعتبار عند تطبيق نظم الجودة والاعتماد، ومن ثم فإن نظام امتحاناتنا يحتاج إلى تطوير شامل ومستمر.

مخرجات المدارس الثانوية والممثلة في التحصيل الدراسي للطلاب، ومستواهم العلمي ونوعيته، وخدمة المجتمع والبيئة هي أساس تطبيق نظم الجودة والاعتماد، ومن ثم فهي في حاجة إلى ضرورة دراسة متطلبات سوق العمل والمجتمع والطالب والمراحل التعليمية الأعلى.

التدريب أثناء الخدمة لأعضاء هيئات التدريس على كافة المراحل وأنواع التعليم وكذلك العاملين يمثل عملاً أساسياً لتطوير المدرسة الثانوية التي ستكون مجالا للتقويم الشامل على فترات زمنية منتظمة.

هذا بالإضافة إلى أن التدريب والتنمية المهنية يرفع من كفاءة المعلم، ويساعده على مواكبة التطورات العالمية والمهنية.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *