كيفية اعداد الوسائل التعليمية واستخدامها

بالرغم من ان الوسائل التعليمية المستخدمة في مراحل التعليم المختلفة وخاصة في المدرسة، معروفة منذ القدم، وبالرغم من ان الادبيات المتعلقة بإعداد هذه الوسائل واستخدامها كثيرة ومتوفرة في مكتبات المدارس كافة، الا ان الكثير من المعلمين لا زالوا يتعاملون معها بشكل خاطئ.

ويتمثل ذلك من ملاحظة واقع حال هذه الوسائل في المدرسة والمهمات التي يكلف الطلبة بها لانجازها في المنزل، وحتى في الوسائل المقدمة للمسابقات المختلفة، او التي تعرض في معارض المدارس السنوية.

من الاهداف الرئيسة للوسيلة التعليمية جعل العملية التعليمية التعلمية شيئا ملموساً وعملياً ومسلياً من خلال النظر والسمع والاكتشاف والعمل. فرؤية الاشياء عن قرب واستكشاف آلية عملها يجتذب الانتباه أكثر من مجرد القراءة عنها واستكشاف الاشياء وصنعها او اعدادها والتناقش حولها يجعل التعلم عملية مشوقة.

والوسائل التعليمية التي تشجع الطلبة على اختبار الاشياء بأنفسهم من خلال الملاحظة والتساؤل والاستكشاف والتطبيق تضفي على عملية التعلم المزيد من المعنى والفائدة والمغامرة، وتبعث الحياة في غرفة الصف والمدرسة بشكل عام.

ولعل من الامور المهمة في هذا المجال تشجيع الطلبة على النظر الى الاشياء بتمعن ودون رهبة او تردد، وعلى طرح الاسئلة التي قد تخطر على بالهم عما يرون ويسمعون. ويجب ان يشترك الطلبة معا ويشاركهم المعلم من اجل تعلم الاشياء واكتشافها، وعلى المعلم مساعدة الطلبة في تعلّم كيفية تحليل الاوضاع والمشكلات وتوجيههم في العمل معاً للتوصل الى الحلول المناسبة وان يتيح الفرصة لهم لممارسة مهارات جديدة وتبني انماط جديد مطلوبة من السلوك، وبما ينعكس بالمتعة والفائدة بالنسبة لهم في اثناء ذلك في المستقبل، وينعكس بشكل ايجابي على اسرهم ومجتمعهم.

وتبعاً لما تورده كتب الادب التربوي فانه لإعداد الوسيلة التعليمية المناسبة، وعلى اي مستوى تعليمي في المدرسة يراعي استخدام مواد وأدوات قليلة الكلفة ومتوفرة في البيئة المحلية، ولعل ذلك يبدأ باعتياد الطلبة والمعلم جمع كل ما قد يشكل مادة لازمة لإعداد الوسائل التعليمية، وتجميعها في مكان خاص في المدرسة او المختبر او غرفة الصف للاستفادة منها عند الحاجة، ولإثارة تفكير الطلبة وإبداعهم في اقتراح افكار جديدة عندما يمارسون هذا العمل او يشاهدون هذه المواد ويعيشون معها ومن الاشياء الممكن جمعها الصور في المجلات والصحف، والبطاقات البريدية، والطوابع، والملصقات والاوراق والدفاتر المستخدمة ونشرات المؤسسات والشركات، وعلب الكبريت الفارغة والعلب المصنوعة من الورق المقوى، والزجاجات وأغطيتها، والقوارير والعلب المعدنية، والصدف والحجارة واوراق النبات واشرطة المطاط والخيوط والاسلاك والعيدان الصغيرة وملاقط الغسيل والالعاب البلاستيكية والمعدنية والخشبية والقماشية التالفة، والدبابيس والمسامير ومشابك الأوراق والأقلام المستخدمة وحبات الخرز.

ومن المهم جدا ان تكون الوسيلة التعليمية ملائمة للهدف الذي صنعت من أجله، وان تكون بسيطة قدر الامكان، ويفضل تشجيع الطلبة لاقتراح افكار لجعل الوسيلة أكثر بساطة واقل كلفة واكثر فائدة.


كما أنه من المهم تعاون الطلبة معا في تصميم الوسيلة وتنفيذها وتفاعلهم مع المعلم في ذلك، وان تأتي بصورة جذابة مثيرة للانتباه مع التأكيد على مراعاة الدقة العلمية التامة في تنفيذها.

وبالرغم من ان الوسيلة المرئية او المسموعة تفيد في مساعدة الطلبة على استيعاب المفاهيم العلمية، وتحفز اهتمامهم بالدرس وتشوقهم اليه، الا ان الوسيلة الاكثر فائدة تلك التي تتيح للطلبة اجراء تجارب واقعية واستكشاف الاشياء واثارة روح التخيل والإبداع وتلك التي يكون لها تطبيقات في الحياة العملية بشكل عام والتي تشكل اساسا لتطوير افكار وتنفيذ تطبيقات أخرى.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *