ماذا تعرف عن فيتامينات الجمال؟

الفيتامينات مركبات عضوية ضرورية للنمو وصيانة الجسم بحيث لو نقصت أو انعدمت ظهرت أعراض مرضية معينة، وتنقسم الفيتامينات الى نوعين:

– الفيتامينات الذائبة في الدهن مثل فيتامين أ، د، هـ ، ك
– الفيتامينات الذائبة في الماء مثل فيتامين ج ومجموعة فيتامين ب المركب، وفيما يلي بعض المميزات والفوائد التي يتصف بها فيتامينا الجمال ألا وهما أ و هـ .

فيتامين أ هو أول الفيتامينات اکتشافا ويوجد في شكله الجاهز من الريتنول ومركباته الموجودة في الأطعمة الحيوانية مثل الكبد، الزبدة، صفار البيض، الكلاوي ، والحليب، أو على شكل مولدات الفيتامين والمسماة الكاروتينويدات الموجودة في المصادر النباتية خصوصا في الخضروات والفواكه الخضراء والصفراء مثل الجزر، الملوخية، السبانخ، الخس والمشمش.

وأهم خواص فيتامين (أ) تتلخص فيما يلي ، في أنه لا يتلف في غياب الهواء خصوصا اذا كان مذابا في زيوت طبيعية، ويتلف بواسطة الأكسدة وفي الدهون المزرنخة بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، وهو قليل التأثر بمادة بيكربونات الصوديوم.

كما أنه يذوب في الدهون والمذيبات العضوية المختلفة ولكن ليس في الماء، إلا أنه سريع التلف عند تعرضه للهواء خاصة عند درجات الحرارة العالية ولذلك ينصح بعدم تقليب اللبن أثناء غليه حتى لا تزداد المساحة المعرضة منه للهواء وبالتالي يقل تلف الفيتامين ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن عملية الطبخ التي تستغرق وقتا طويلا تؤدي الى إتلاف هذا الفيتامين أكثر من الطبخ الذي يستغرق وقتا قصيرا، لذا ينصح باستخدام الأواني المحكمة أثناء الطبخ.

وهو ثابت نسبية عند التعرض لحرارة الطهو العادية ولكنه يتلف على درجات حرارة أعلى من 100 درجة مئوية، كما أن عمليات القلي والتجميد تساعد في أكسدة هذا الفيتامين وإتلافه، حتى أنه يفقد أثناء تجفيف الأغذية في الشمس ، ولذا فإن تخزين الأغذية في أماكن باردة جافة يساعد على حفظه.

وسنستعرض الآن الى أهم وظائف فيتامين (أ) العديدة التي نذكر منها قدرته على بناء الخلايا الطلائية المبطنة للجلد بالإضافة الى صيانة وحماية خلايا البشرة، فهو ضروري للتمايز الخلوي في خلايا الأغشية المخاطية ويؤدي نقص هذا الفيتامين الى جفاف خلايا البشرة وتشقق في الجلد مما يسهل مهمة البكتيريا في مهاجمته محدثة بذلك القروح، ونظرا لأهمية فيتامين (أ) في المحافظة على الجلد وخلايا البشرة فإنه يدعي بفيتامين الجمال.

وهو كذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بعملية الابصار وذلك في ترکیب شبكية العين، وتبعا لذلك تتوقف القدرة على الرؤية في الظلام أو الضوء الضعيف وكذلك التكيف مع التغييرات في شدة الضوء.

وله علاقة أيضأ بالنمو وانقسام الخلايا حيث أن نقصه يؤدي الى تباطؤ النمو ويقلل من خطر الاصابة بالسرطان، اذ تؤكد الدراسات دور المواد المقاومة للأكسدة والتي منها فيتامين (أ) خاصة البيتا كاروتين في تقليل خطر الاصابة بالسرطان ، كما أنه له دور في التكاثر إذ يؤدي الى تحلل خلايا الأعضاء الجنسية وضعف التكاثر وتكوين الخلايا المنوية في الذكور.

أما نقص فيتامين (أ) فيؤدي الى حدوث أعراض عديدة منها : العمى أو العشى الليلي بالاضافة الى جفاف ملتحمية وقرنية العين، جفاف الجلد وخشونته وحدوث تشققات فيه، ونقص وبطء في النمو، اضافة الى تلف الأغشية المبطنة للقناة التنفسية والهضمية مما يؤدي الى نقص مناعة الجسم للأمراض المعدية ، وكذلك فإن نقص فيتامين (أ) لدى المرأة قد يؤدي الى التشوه الخلقي في الطفل والتأثير على التطور السليم للجنين.

توصي منظمة الصحة العالمية بتناول 750 ميكروغرام من مكافىء الريتنول ولكن النسبة قد تزيد أو تقل حسب العمر والمرحلة الفسيولوجية، ويجب أن لا يغيب عن ذهننا أن الفيتامينات لا تصنع العجائب وليس لكثرتها عمل السحر في الجسم، بل بالعكس فإن الاسراف في تناول فيتامين (أ) يؤدي الى التسمم بالفيتامين، وينتج عن ذلك رفع نسبة الكارويتن في الدم واصطباغ الجلد باللون الأصفر، وجفاف الجلد وتهيجه مع تساقط الشعر، وإجهاد وألم في البطن والعظام والمفاصل، وأرق وصداع مع تضخم في الكبد والطحال.

أما بالنسبة لفيتامين الجمال الأخير وهو فيتامين هـ فقد تم إكتشافه سنة 1922 من قبل العالمان ايفان وبيشوب (Evans and Bishop) وهو عبارة عن كحول مشتقة من الفايتول (Phytol) وهيدروكوينون ثلاثي المثيل (Trimethylhydroquinon) .

ويوجد هذا الفيتامين منتشرا في أنسجة النبات والحيوان وتعتبر البذور الزيتية من أغنى مصادره خاصة زيت جنين القمح بالاضافة الى زيت فول الصويا والزيتون والنخيل والقطن ويوجد أيضأ في الأوراق الخضراء كالخس والجرجير والسبانخ، بالنسبة للمصادر الحيوانية فهو موجود في الكبد والكلى والبيض والزبدة والسمك.

وتتلخص أهم خواص فيتامين (هـ) من حيث أنه :

1- فيتامين هـ سائل زيتي لزج لونه أصفر.
2- لا يذوب في الماء ولكنه يذوب في الدهون.
3 – ثابت للأحماض والحرارة في غياب الأكسجين.
4- سريع التأكسد ويتلف بواسطة القلوي وبواسطة الأكسجين.

أما أهم وظائف فيتامين هـ فهي قدرته على منع تأكسد الأحماض الدهنية العديدة اللا إشباع التي تدخل في تركيب الأغشية الخلوية فهو يحافظ على صحة الخلايا ويمنع أكسدة الأغشية لذا فهو يعتبر فيتامين المحافظة على الجمال.

وهو يحافظ على سلامة كريات الدم الحمراء ويمنع تكسيرها وتحللها ، ويلعب دورا في ميتابوليزوم الأحماض الأمينية وخاصة المحتوية على الكبريت، ويعتقد أن له دور في التنفس الخلوي وتنشيط بعض الأنزيمات ومرافقات الأنزيمات التي تدخل في عملية التنفس، كما أنه يساهم في تصنيع حامض النواة (DNA) ، أما بالنسبة لأهميته للإنسان في مجال التناسل فلم تثبت هذه الأهمية بعد إلا أن هناك بعض حالات عقم واجهاض متكررة عولجت بتعاطي هذا الفيتامين إلا أنه يعتبر الفيتامين المانع للعقم في الكثير من الحيوانات كالجرذان.

تحدث أعراض نقص فيتامين هـ في حالة قلة إمتصاص الدهون أو عند الاستمرار في تناول وجبات غنية بالدهون ، ومن أعراض نقص هذا الفيتامين :

1- سرعة تكسر كريات الدم الحمراء وإنحلال الدم.
2- نقص بروتينات الدم.
3- تقرحات في المعدة.

وتعالج معظم هذه الأعراض جزئيا أو كليا بمواد مانعة للأكسدة (Antioxidants) أو بتعاطي فيتامين هـ .

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتناول 10 – 15 وحدة دولية من الفيتامين يوميا في البالغين، أما بالنسبة للأطفال الرضع فينصح بتناول من 3 – 10 ملغم في اليوم ، ولوحظ أن احتمالية التسمم بفيتامين هـ منخفضة ، فلم تثبت حالات تسمم نتيجة تعاطي كميات كبيرة منه بعكس الفيتامينات الأخرى القابلة للذوبان في الدهون.


وأخيرا، أنوه إلى أن الطعام المتوازن يومية يفي احتياجاتنا من فيتامين (أ) وفيتامين (هـ) ويغني عن تعاطي الأقراص التي تملأ الصيدليات ويشتريها الناس طمعا في الشفاء من الأمراض مبهورين بالدعايات والإعلانات مغفلين بذلك العواقب والمخاطر التي قد تنجم نتيجة الاسراف والافراط في تناولها.

بقلم لورا ثيودور فرح
اختصاصية تغذية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *