اكتشاف بكتيريا وفطريات تعيش في اعماق تربة القطب الجنوبي

في اكتشاف مثير وجد العلماء مستعمرات من كائنات حية دقيقة، تعود الي الاف السنين الماضية، وذلك في تربة أحد اکثر الاماكن برودة وجفافا على سطح الارض.

فقد عثر العلماء على كائنات دقيقة بعد حفرهم في تلال جافة خالية من الجليد في القطب الجنوبي، حيث متوسط درجة الحرارة يبلغ ناقص 35 درجة تحت الصفر، وحيث لا امطار تقريبا طوال العام.

ويقول العلماء أن البكتيريا ومستعمرات الفطر المجهري التي وجدت على عمق عدة بوصات تحت سطح التربة تمثل أحدث اكتشاف في عالم الكائنات الحية التي تعيش عادة في ظروف متطرفة قاسية جدا.

ويقول فريق العلماء من الولايات المتحدة وكندا ونيوزلندا أن اكتشافهم يدعم الاعتقاد الذي يجد دعما متزايدة بأن الحياة الفضائية يمكن أن تكون قادرة على العيش في ظروف جافة وباردة كتلك التي على سطح المريخ. ويقولون في تقرير عن الاكتشاف نشر في المجلة العلمية Icarus آن الاكتشاف مؤشر على احتمالية وجود حياة على سطح المريخ، واحتمالية الأماكن في تربته التي يمكن أن توجد فيها، كما يوفر معلومات قيمة عن ذلك تفيد الرحلات المأهولة والرحلات غير المأهولة لهذا الكوكب.

دراسات سابقة كانت اكدت وجود حياة متطرفة في عمق مليمترات قليلة في ثقوب صخور في القطب الجنوبي، لكن الاكتشاف الأخير هو الأول الذي توجد فيه بكتيريا وفطريات على عدة بوصات تحت سطح تربة القطب.

ويقول ويليام ماهاني عضو فريق البحث من جامعة يورك في تورنتو، ان بقاء هذه الكائنات قد يكون بسبب الملوحة الفائقة للتربة التي تمنع تجمد الماء، ويقول اننا وجدنا عدة مستعمرات من فطر Beauveria bassiana الذي ينمو على الحشرات، وان هذه المستعمرات قد تكون موجودة منذ عدة قرون، او عدة الاف من السنين وحتى منذ العصر الجليدي الاخير.

الجراثيم التي تعيش على عمق مليمترات من سطح صخور القطب الجنوبي، تستفيد من حرارة الشمس لمنع تجمدها، لكن هذه ليست حال تلك التي تعيش على عمق عدة سنتيمترات او بوصات تحت سطح التربة ويقول تشارلي كوكل من جامعة كمبريدج، نعرف منذ زمن أن التلال الجافة في القطب الجنوبي ليست (ميتة) كلية بالرغم من أنها تبدو غير ملائمة للحياة، واعتقد ان المؤشر الأكثر أهمية للاكتشاف الجديد انه أظهر طبيعة العلاقة بين الجراثيم والملح في ظروف متطرفة تقل فيها درجة الحرارة عن درجة تجمد الماء.


ومما يذكر أنه على مدى سنوات العقد الماضي اكتشف العلماء الكثير من انواع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في بيئات متطرفة مثل البحيرات شديدة الملوحة والينابيع المعدنية الحارة والمياه الحارة في مناطق البراكين النشطة.

ويقول العلماء، انه في الفترة بين ظهور الحياة والوقت الحاضر، استعمرت الجراثيم كل بيئة يصعب عادة على الحياة البقاء فيها.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

سفينة فليب العجيبة.. أعجوبة هندسية تدور بزاوية 90 درجة وتقف في الماء

سفينة فليب هي منصة الأداة العائمة (FLIP) وهي سفينة أبحاث فريدة تتميز بقدرتها الاستثنائية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *