تلوث البحار والمحيطات بالعناصر الثقيلة ومخاطره على الانسان

معظم العناصر الثقيلة السامة ترمى في البحار والمحيطات للتخلص منها ومن أهم هذه العناصر الزئبق الرصاص؛ الكادميوم؛ الزنك؛ المنجنيز؛ مولبيديوم؛ النيكل؛ السيلينيوم؛ وبالرغم أن بعض هذه العناصر تعتبر مكونات أساسية لحياة الكائنات إلا أن كميتها الزائدة تجعل منها عناصر سامة وتحتوي مياه البحار على معظم العناصر الثقيلة.

ويؤدي رمي الفضلات الصناعية في البحار الى ازدياد تركيز ايونات هذه العناصر مما يؤدي إلى زيادة سميتها والتي تصل إلى الإنسان عبر السلاسل الغذائية.

كذلك تصل إلى البحر من خلال حرق أنواع معينة من الوقود وتعود الى البحار من خلال الدورة المائية مثلها مثل أي مصدر مائي ويكمن خطر هذه العناصر في أنها لا يمكن تحللها والقضاء عليها بواسطة البكتريا في الطبيعة

– قد يتغير نوع المركب التي تتواجد فيه ولكن المعدن يبقى ويزداد تركيزه تدريجياً
-يزداد تركيزها تتدريجياً ولهذا يمكن أن تنتقل الى مسافات بعيدة جداً عن أماكن نشوئها .
-يمكن مضاعفة او تكبير “amplification” تركيز هذه المعادن من خلال السلسة الغذائية بسبب ثبوتيتها وفترات بقائها الغير محدود “highly persistant

أهم العناصر الثقيلة

أ- الزئبق Mercury Hg

ولهذا المعدن استعمالات كبيرة في الحياة اليومية فهو يستعمل كمادة معفرة لقتل الأحياء المجهرية غير المرغوبة ؛في القضاء على التعفنات التي تعيش على الأصباغ ؛وكذلك في تحضير غاز الكلور من التحلل الكهربائي لملح الطعام؛ كذلك في مختلف المجالات الزراعية

الزئبق جرعتـه السمّية يعبّر عنهـا بالمليغرام / كيلو غرام / لوزن الجسم يوميّاً، فجرعته 0.0003 ملغم / كغم من وزن الجسم يومياً

ويأتي التلوث بالزئبق من المصادر التالية:-

1 ـ المخلفات الصناعية
2 ـ محطات تقطير الماء
3 ـ المخلفات والنفايات
4 ـ مياه الصرف الزراعية
5 ـ مصانع إنشاء السفن ومخلفاتها
6 ـ المياه المستخدمة في استخراج المعادن
7 ـ مخلفات مياه المجاري

ويهاجم الزئبق خلايا المخ والجسم عبر الأسماك والنباتات الملوثة بهذه المادة، ولا يوجد علاج حقيقي لحالة التسمم الناتجة عن الزئبق، وقد وجد الباحثون أن هناك نوعاً مـن الأسماك يسمّى (سمك السيف) يقوم بتركيز كميات كبيرة مـن الزئبق في لحمه وأنسجته، فإذا ما تناوله الإنسان انتقل هذا السمّ إلـى جسده وأضرّ بصحته، وربما أدى إلى وفاته مع ازدياد تركيزه.

اثبت الدراسات والأبحاث ما يلي :

1- جميع مركبات الزئبق سامه عند وصولها إلى التركيز الكافي في الجسم
2- أن درجة السمية والانتشار في أعضاء معينة من الجسم يعتمد على طبيعة المركب الزئبقي نفسه
3- تتحول بعض مركبات الزئبق بيولوجيا (في الجسم او البيئة) الى مركبات أخرى أكثر سمية
4- أهم التأثيرات في جسم الإنسان تتمثل في إيقاف بعض الأنزيمات ومنعها من أداء وظائفها كما تؤدي إلى تدمير الخلايا الحية .
5- التأثير الذي يحصل في الجسم يكون تأثير دائمي

وكان اكتشاف أول كارثة بيئية ناتجة عن التلوث بالزئبق في اليابان عام 1953م فقد اصيب صيادو الأسماك الذين يقطنون سواحل خليج منماتا (Mimamata ) وعوائلهم بمرض عصبي غريب اطَلق عليه مرض منماتا (Mimamata Diesease.) وتوفي 44 شخص بهذا المرض واصيب مئات الناس بدرجات مختلفة من الشلل لازمهم مدى الحياة واصيبت الطيور البحرية في المنطقة بالاعراض نفسها وو‘جد أن الجميع مشتركون بمصدر غذائي واحد هو الأسماك واللافقاريات البحرية التي تصطاد من هذه المنطقة نفسها واظهرت الأبحاث حول اسباب هذا المرض هو احتواء الأسماك على تركيز الزئبق في لحومها وكان مصدر هذا الزئبق هو مادة الكيل الزئبقي “alkyl Mercurial” التي كانت تطرح مع فضلات مياة معمل للورق في الخليج وكانت مركبات الزئبق تستعمل في هذا المعمل لمكافحة التعفن وفي عجينة الورق في اثناء خزنها ؛ووجد أن الأوحال القريبة من المعمل احتوت على 2000 جزء بالمليون أما مياة الخليج عموما فقد احتوت على 6 جزء بالمليون مقارنة ب (0.1) جزء بالمليون في المياة البحرية الغير ملوثة اما لحوم الأسماك فقد احتوت 5-20 جزء بالمليون

ويعتبر الحد الأعلى المسموح به في الولايات المتحدة من الزئبق في الأسماك هو (0.5)جزء بالمليون .

ب- الرصاص Lead

ويستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية والأصباغ ومختلف المنتجات الصناعية والكيماوية ؛
تتراوح نسبة الرصاص المذاب 5-15 ng/kg ) ) في المسطحات المائية المفتوحة وترتفع لتصل حتى (50 ng/kg) في مياه الخلجان العالية التلوث.

وإذا غرقت السفـن التي تحمل منتجات كيماوية يدخل الرصاص في تكوينها، فإنها تسبب تلوث المياه بالرصاص، وكذلك عندما تُلقي بعض المعامل الكيماوية نفاياتها وفضلاتها إلى المياه البحرية وتقوم التيارات المائية بسبب المدّ والجزر أو نتيجة دخول مياه الأنهار الجارية إلى البحار بنقل المياه الملوثة بالرصاص وغيره إلى مكان آخر.

ويتركز الرصاص في الأنسجة اللحمية للأسماك وللأحياء المائية، ومنها ينتقل إلـى الإنسان مما يسبب حوادث التسمم بالرصاص، وللرصاص تأثير مباشر على خلايا المخ فهو يسبب الجنون وغيرها من أمراض المخ؛ ويسبب الشلل النصفي أيضاً وفي بعض الأحيان الشلل الكلي أو فقد العين أو الأذن أو انسداد الحنجرة


وأظهرت التجارب ان الرصاص لا يبقى ثابتا في محل تجمعه في الجسم ولكنه يتحرك ويدور في الجسم وتسبب ظاهرة تحوله من عضو الى أخر في جسم الإنسان إلى الوفاة وتبلغ نصف العمر له في العظام من سنتين الى ثلاث سنوات .كما يساهم الرصاص مع الزئبق في الإصابة بمرض الامفيبيا “بطء تخثر الدم ”

فهمي الشتوي

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

النمو السكاني وتأثيراته البيئية.. تحديات وفرص

النمو السكاني Population Growth موضوع يشغل العالم اليوم لما يحمله من تأثيرات كبيرة على البيئة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *