مفهوم التلوث البحري ومصادره وأشكاله

مفهوم التلوث البحري Marine pollution Concept:-

يشير التلوث البحري إلى تلوث المحيطات والبحار والمسطحات المائية الأخرى بالأنشطة البشرية. وهو ناتج عن مصادر مختلفة، بما في ذلك تصريف النفايات من السفن ، وانسكاب النفط ، والتصريف الصناعي ، ومياه الصرف الصحي ومياه الصرف ، والجريان السطحي الزراعي.

وعرف مؤتمر منظمة التغذية والزراعة الدولية المنعقد في روما في ديسمبر 1970م التلوث البحري بأنه”التلوث الناتج عن إدخال الإنسان في البيئة البحرية مواد يمكن أن تسبب نتائج مؤذية كالإضرار بالثروات البيولوجية والأخطار على الصحة الإنسانية وعرقلة النشاطات البحرية بما فيها صيد الأسماك وإفساد مزايا البحر عوضا عن استخدامها والحد من الفرص في مجالات الترفيه ”

أما في فرنسا فقد اقترحت المجموعة الوزارية المشتركة لدراسة مشكلات التلوث في البحر التعريف التالي :”وهو التغيير في التوازن الطبيعي للبحر الذي قد يؤدي الى تعريض صحة الإنسان للخطر والإضرار بالثروات البيولوجية وبالنباتات والحيوانات البحرية ؛والحد من المتع البحرية أو قد يؤدي إلى إعاقة كل الاستخدامات الشرعية الأخرى للبحر “.

ونلاحظ أن التعريف الثاني أوسع واشمل من التعريف الأول حيث يشير كما أشار الأول الى مبدأ التوازن الطبيعي بالإضافة إلى إدراج مشكلات الاستثمار البحري المفرط الذي قد يؤثر على المجموعات البيئية وتوازنها .

اضرار التلوث البحري

يمكن أن يكون للتلوث البحري تأثيرات شديدة على النظم الإيكولوجية البحرية والتنوع البيولوجي ، بما في ذلك الضرر الذي يلحق بالأنواع البحرية ، وتقليل أعداد الأسماك ، وإلحاق الضرر بالشعاب المرجانية. يمكن أن يكون لها أيضًا تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان ، مثل استهلاك المأكولات البحرية الملوثة والتعرض للملوثات الضارة.

تشمل جهود معالجة التلوث البحري الاتفاقيات واللوائح والسياسات الدولية ، فضلاً عن الابتكارات التكنولوجية وحملات التثقيف والتوعية العامة. تهدف هذه الجهود إلى تقليل كمية النفايات والملوثات التي تدخل المحيط ، وكذلك لتنظيف التلوث الموجود وإصلاح البيئات البحرية المتضررة.

مصادر التلوث البحري Marine pollutions

تتعدد مصادر تلوث البيئة البحرية وفيما يلي أهم المصادر :

أ-مصادر أرضية (land base pollutions) :- حسب مبادئ مونتريال التوجيهية لحماية البيئة البحرية من مصادر في البر فقد صنفت هذه المصادر كالتالي :-

1-المصادر البلدية أو الصناعية أو الزراعية الثابته او المتحركة على السواء المقامة على الأرض والتي يصل ما يفرغ منها الى البيئة البحرية على وجه الخصوص :-

أ- من الساحل بما في ذلك المتساقطات التي تصب في البيئة البحرية مباشرة وعن طريق التدفق

ب- عن طريق الأنهار او القنوات أو غيرها من مجاري المياه بما في ذلك مجاري المياه تحت سطح الأرض .

ج- عن طريق الجو

د- مصادر تلوث البحر من الأنشطة المضطلع بها في مرافق على الساحل سواء كانت ثابته او متحركة داخل حدود الولاية الوطنية .

2-التلوث من انشطة استكشاف واستغلال قاع البحر : وهو التلوث الناتج عن استخراج البترول والثروات المعدنية من البحار

3-التلوث الناتج عن إغراق وتصريف النفايات في البحار :-

الإغراق “وتشمل أي تصريف متعمد في البحر للفضلات أو المواد الأخرى من السفن او الطائرات او الارصفة أو غير ذلك من التركيبات الاصطناعية “حسب تعريف المادة الأولى من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982م

4- التلوث بالسفن : وهو ناتج عن حركة الملاحة البحرية في العالم والذي ينتج التلوث البحري من خلال :

أ- الكوارث البحرية ب-افراغ مياة الموازنة وغسيل صهاريج الناقلات

ب-تلوث البيئة البحرية من الجو او من خلاله :

وذلك من خلال الأمطار الحامضية وما تحمله من ملوثات والتفجيرات النووية ومن ثم انتقالها إلى البحار

ويمكن تصنيف تلوث البيئة البحرية الى قسمين رئيسين :

أ-التلوث البحري الصناعي : وهو التلوث الناتج عن مختلف نشاطات الإنسان الصناعية مستعرضا فيه مختلف النشاطات الصناعية وأثارها البيئية على حياة البيئة البحرية والإنسان

ب- التلوث البحري العمراني :- وهو التلوث الناتج عن مختلف نشاطات الإنسان العمرانية والاستيطان العمراني في المدن الساحلية وخطر الإنسان العضوي على البيئة البحرية وعلى نفسه هو بالذات .

أشكال مختلفة للتلوث البحري

1- الانسكابات النفطية: يمكن أن يكون للانسكابات النفطية العرضية أو المتعمدة تأثيرات شديدة على الحياة البحرية والنظم البيئية. عندما يتم إطلاق الزيت في المحيط ، يمكن أن ينتشر بسرعة ويغطي مساحات كبيرة ، مما يؤدي إلى خنق الحيوانات البحرية وتعطيل سلاسل الغذاء.

2- التلوث البلاستيكي: يمكن أن تتراكم المنتجات البلاستيكية المهملة ، بما في ذلك الأكياس والزجاجات والمواد البلاستيكية الدقيقة ، في المحيط وتضر بالحياة البحرية. يمكن أن تتشابك الحيوانات في حطام البلاستيك ، أو تبتلعها ، أو تتأثر بالسموم المنبعثة من البلاستيك المتحلل.

3- التلوث الكيميائي: المواد الكيميائية من المصادر الصناعية والزراعية والمنزلية يمكن أن تدخل المحيط وتضر بالحياة البحرية. يمكن أن يأتي التلوث الكيميائي من مجموعة متنوعة من المصادر ، بما في ذلك المبيدات الحشرية والأسمدة والمستحضرات الصيدلانية.

4- مياه الصرف الصحي والمياه العادمة: يمكن أن يؤدي تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئيًا ومياه الصرف الصحي إلى إدخال البكتيريا الضارة والفيروسات ومسببات الأمراض إلى المحيط ، مما يتسبب في مشاكل صحية لكل من الحياة البحرية والبشر.

5- الحطام البحري: الحطام البحري ، بما في ذلك معدات الصيد المهجورة والمخلفات الأخرى من الأنشطة البشرية ، يمكن أن تضر بالحياة البحرية والنظم الإيكولوجية. يمكن أن تشتبك وتقتل الحيوانات وتضر بالشعاب المرجانية والموائل الأخرى.

6 التلوث الضوضائي: يمكن أن تنتج الأنشطة البشرية ، مثل الشحن والتنقيب عن النفط ، ضوضاء عالية ومدمرة في المحيط. يمكن أن يضر هذا بالحيوانات البحرية ، مثل الحيتان والدلافين ، التي تعتمد على الصوت في الاتصال والملاحة.

هذا يعد التلوث البحري مشكلة كبيرة ومتنامية تتطلب اهتمامًا عاجلاً وإجراءات لحماية النظم الإيكولوجية البحرية والتنوع البيولوجي.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

2 تعليقات

  1. احمد عبد الرحمن

    اشكركم على البحث الممتاز عن التلوث البحري ومصادر الملوثات

  2. يعتبر التلوث مشكلة عالمية تهم العالم كله بشكل عام والمختصين بعلوم البيئة بشكل خاص لمعرفتهم والمامهم الماماً كاملاً لما يتبع هذه المشكلة من عواقب وخيمة على الإنسان بالمقام الأول وعلى مكونات نظامه البيئي واخلالها بتوازنه من جهة أخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *