السمنة وتأثيرها على أمراض البروستاتا

تعتبر مشكلة تضخم البروستاتا الحميد من الحالات الشائعة لدى الرجال مع تقدم العمر، وتزداد نسبة الإصابة بها لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد شملت 25,892 رجلاً، وجد أن محيط الخصر الأكبر مرتبط بشكل قوي بزيادة خطر ظهور أعراض تضخم البروستاتا الحميد.

الرجال الذين بلغ محيط خصرهم 43 بوصة (109.2 سم) أو أكثر كانوا أكثر عرضة بمقدار 2.4 مرة لإجراء جراحة لعلاج تضخم البروستاتا مقارنةً بالذين كان محيط خصرهم أقل من 35 بوصة (88.9 سم).

لم تعتمد الدراسة على مؤشر كتلة الجسم كعامل خطر مستقل، بخلاف دراسة أخرى أجريت في بالتيمور، حيث أظهرت دراسات إضافية باستخدام تقنيات التصوير أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة البطنية لديهم غدد بروستاتا أكبر حجماً.

ألغاز البروستاتا وتأثير السمنة

تشتهر غدة البروستاتا بتعقيداتها العلمية. أحد هذه الألغاز هو ارتباط زيادة السمنة بانخفاض مستويات مولد المضادات الخاص بالبروستاتا (PSA)، رغم أن السمنة تؤدي إلى تضخم البروستاتا.

أظهرت بيانات من “تقييم الصحة والتغذية الوطني 2004 – 2001” أن زيادة محيط الخصر بمقدار 5 بوصات (12.5 سم) كانت مرتبطة بانخفاض بنسبة 6.6% في مستويات (PSA) في الدم. تفسير ذلك يعود إلى أن زيادة حجم الدم لدى الأشخاص البدينين تؤدي إلى انخفاض تركيز مولد المضادات في الدم، وليس لأن البروستاتا تنتج كميات أقل منه.

السمنة وسرطان البروستاتا

تؤثر السمنة على الكشف المبكر لسرطان البروستاتا، حيث تجعل من الصعب استخدام مستويات (PSA) كأداة للكشف. وتشير الدراسات إلى أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

في دراسة أجرتها جمعية السرطان الأميركية على 404,576 رجلاً، وُجد أن البدانة تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 8%، بينما تزيد السمنة من هذا الخطر بنسبة 20%، وترتفع النسبة إلى 34% في حالات السمنة المفرطة.

كما أن السمنة تزيد من احتمالية انتشار السرطان خارج البروستاتا وتزيد من فرص عودته بعد العلاج، بالإضافة إلى زيادة خطر حدوث سلس البول بعد الجراحة.

الأسباب المحتملة

الأسباب وراء خطورة السمنة تشمل قلة الاهتمام بطلب المشورة الطبية بسبب انخفاض مستويات (PSA)، وتأخر التشخيص. كما أن السمنة تؤثر على عمليات الأيض للهرمونات الجنسية، مما يؤثر على نمو الأورام. الأهم من ذلك، السمنة تزيد من إنتاج عوامل النمو مثل الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، مما يرفع من معدل تكاثر الخلايا ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان القولون وغيرها من الأورام الخبيثة.

الخلاصة

السمنة ليست مجرد مشكلة عصرية بل تؤدي إلى العديد من الأمراض، منها أمراض البروستاتا. لذا، يجب على الأفراد اتخاذ خطوات جدية للتحكم في وزنهم لتجنب هذه المخاطر الصحية.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *