بقلم سامي الخوري
الكثير من الناس يسمع بكلمة موسیقی ولكن لا يعرف مفهوم هذه الكلمة وما هي أبعادها واثرها في الفرد والمجتمع، ولو أدرك الناس ان الموسيقى هي المقياس الحضاري للشعوب لاختلفت النظرة .
قال أحد فلاسفة الموسيقی، «اذا أردت أن تعرف حضارة اي شعب فاستمع الى موسيقاه» ولو القينا نظرة سريعة على تدريس الموسيقى بشكل عام لوجدنا انها تسير بخطى بطيئة وفي افق ضيق ، واما على الصعيد التربوي الموسيقي فان مدارسنا تفتقر إلى هذه المادة الأساسية الهامة ، والى الدارسين والباحثين في هذا الميدان للوصول الى شخصية موسيقية لها أركانها وقواعدها الثابتة .
ولابد ان هناك اسباب مختلفة لذلك ، والحقيقة أن نظرتنا إلى الموسيقى نظرة غير جادة وبعيدة عن المفهوم الحقيقي ، والموسيقي ليست هي اللحن او الكلمة المغناة فحسب ولكنها عمود فقري في السلسلة التربوية من أجل خلق جيل واع مثقف .
الموسيقي:
– ان الموسيقى في كافة صورها تتكون من عنصرين اساسيين هما الايقاع والنغم.
فالإيقاع : هو علاقة الاصوات بعضها ببعض من حيث استمرار كل منها من حيث الطول والقصر .
اما النغم : فهو علاقة الاصوات بعضها ببعض من حيث الحدة والغلظ .
وقد عرف الانسان الموسيقى منذ أقدم العصور فهي موجودة في الطبيعة ، كتغريد الطيور ، والرياح ، ودقات القلب ، ووقع حوافر الخيل الخ..، وقد تأثر الانسان بهذه الأصوات الصادرة من الطبيعة و أخذ يقلدها ويطورها شيئا فشيئا حتى وصلت الموسيقى الى ما هي عليه اليوم .
التربية الموسيقية .
التربية الموسيقية منبثقة عن الموسيقى بشكل عام و مرتبطة بها ارتباطا وثيقا ،والجدير بالذكر أن التربية الموسيقية عرفت في مدارسنا منذ سبعينيات القرن الماضي، مع انها بدأت منذ أقدم العصور فهناك الفيلسوف العلامة جان جاك روسو الذي وضع بعض اسس التربية الموسيقية ، كذلك زرياب ، والكندي ، والفارابي و الكثير من اعلام العرب .
ومن خلال الدراسات والتجارب التي أجراها علماء النفس على الأطفال في سن مبكر تبين لهم الميل الفطري والغريزي للموسيقى فاستغل العلماء حب الاطفال لهذه المادة لتطبيق الأهداف التربوية والاتجاهات المختلفة فاصبح من السهل تدريس المناهج الدراسية المختلفة كالرياضيات والاجتماعيات الخ… عن طريق التربية الموسيقية. فعملية التدريس والتطبيق العلمي والعملي للمواد المختلفة بما فيها الموسيقي سميت بالتربية الموسيقية، اي التربية عن طريق الموسيقى .
وقد خصصت معاهد وجامعات في مختلف انحاء العالم لهذا الغرض حيث يتناول المدرس المواد التالية ليتمكن من تدريس هذا البحث :
1 – الصولفيج الغنائي والايقاعي.
2 – تاريخ الموسيقى والتذوق الموسيقي والتحليل .
3 – الايقاع الحركي .
4 – الآلات الموسيقية والعزف عليها . (يختار الدارس نوع الآلات المناسبة له)
5 – دراسة البيانو كآلة أساسية.
6- مادة الهارموني ( تعدد الأصوات)
7 – الصوت الموسيقي (الجهاز الصوتي ).
8- التوجيه التربوي الموسيقية .
9- علم النفس مطبقا في الميدان الموسيقي.
10- نظريات الموسيقى وقواعدها الشرقية والغربية .
11- الموشحات الأندلسية والاعمال الموسيقية الشرقية القديمة .
12 – القصص والألعاب الموسيقية .
13 – المدارس الموسيقية واتجاهاتها وأثر الحركات الفلسفية عليها .
14- طرق التدريس لكل مادة سبق ذكرها والتدريس الميداني عليها .
فوائد التربية الموسيقية .
الطفل في المدرسة يتلقی معلومات نظرية فهو بحاجة الى تغيير ، بحاجة الى حركة والى حصة تربية موسيقية لتكون متنفسا لأحاسيسه ومنطلقا لإبداعه وانتاجه .
وهناك فوائد عديدة للتربية الموسيقية يطول الحديث عنها ولكن سأجملها باختصار بما يلي:
1- تحبب الطفل بالمدرسة وأسرتها وبالمواد الدراسية المختلفة .
2- تنمي شخصية الفرد وتعدل سلو که .
3- تضفي على الطفل النشاط والحيوية و تساعده على استيعاب بقية المواد الدراسية.
4- تكسبه خبرات ومهارات فنية مختلفة .
5- تنمي روح الابتكار والابداع .
6- تعالج بعض الأمراض النفسية وحالات الانطواء والعزلة والنواحي العقلية ، والعاهات المختلفة وحالات الانحراف.
7- تكسب الطفل الثقة بالنفس وتخلق الألفة وروح التعاون عن طريق العزف الجماعي .
8- تزرع الفضيلة والمحبة في نفوس الأطفال وتسمو بروحه عاليا .
9- ترهف الحس وتعلم النظام والطاعة .
10- أذكاء الروح القومية والدينية .
هذه بعض الفوائد الرئيسة التي تنعكس على الطفل في المدرسة وهناك فوالد أخرى عديدة مرتبطة بعلاقة الطفل مع البيئة وأثرها عليه في المستقبل .
مصدر الصورة
pixabay.com
جميل الموضوع
التربية الموسيقية ذات اهمية كبيرة في النظام التربوي
تنوعت الثقافة في عصرنا الحاضر وسارت بخطى واسعة في مسالك عديدة متشعبة فاتجه الانسان الى الحقول العلمية والتجارية والادبية والفنية وغيرها ، وبلغ شأوا رفيعا في
شتى المجالات.
ففي العلم حقق انجازات لم يحلم بها اسلافه ، فسبر أغوار الطبيعة واستخلص القوانين العلمية ، وأفاض في الاختراعات الآلية والالكترونية ، وفي التجارة تقدم بخطوات جبارة مستعينا بالحسابات الالكترونية ، وتفنن في ضروب الفن والأدب ، فأغنى البشرية بالتصوير والنحت والمسرح والموسيقى واقبل الناس في كافة البلدان يغترفون من مناهل الثقافة والعلم ما امكنهم واصبحت هذه الضروب من الثقافة اسسا في مدارسنا ترتكز عليها مقومات حضارتنا في هذا العصر .
ولعل الموسيقى من اهم النواحي الفنية لتغذية العاطفة وصقلها والتسامی بها ، ومحبة الموسيقى غريزية في الانسان . وللموسيقى تأثير سحري فهي تذكي العواطف وتهز المشاعر انها بلسم للحزن، و باعث على الامل . تنشط العامل وتذهب عنه الملل ، تذكي في الجندي روح الشجاعة و تضرم فيه الحماسة كما انها علاج لكثير من الأمراض النفسية والنزوات الوجدانية .
واليك هذه الحكاية المشهورة التي تبين ما للموسيقى من التأثير الفعال في النفوس .
يحكى ان الفارابي كان مرة في مجلس سيف الدولة فسأله : هل تحسن صناعة الغناء ؟ فقال نعم . ثم اخرج من وسطه خريطة ففتحها واخرج منها عيدانا وركبها ثم لعب بها فضحك كل من كان في المجلس . ثم فكها وركبها ترکیبا آخر ثم ضرب عليها فبکی کل من كان في المجلس . ثم فكها وغير تركيبها وضرب عليها ضربا آخر فنام كل من كان في المجلس حتى البواب فتركهم نياما وخرج .
هل استطيع ان اتواصل معك لطفا