الغناء لصحة متكاملة ورشاقة ومزاج جيد ومناعة ضد الأمراض

إذا كنت مهتما بصحتك الجسمية والنفسية والعقلية اضافة الى علاقاتك الاجتماعية والعاطفية فعليك بالغناء، وعلى حد قول المغنية الشهيرة ماريا كيري أن الغناء يقلل من الوزن الزائد عند الانسان، وتقول في موقعها على الانترنت ان الوصول الى اعلى درجات الصوت في الغناء له تأثير على الرئتين يعادل الركض لمسافة 250 مترا، وتقول انه من غير المهم نوعية الصوت وجماله للحصول على هذه النتائج، اذ يكفي الغناء بانفعال وانسجام والتوافق مع درجات اللحن.

الباحثون وجدوا تأثيرا مباشرا حقيقيا جدا وقابلا للقياس للغناء على صحة الجسم ففى دراسة حديثة قام بها باحثون في جامعة كاليفورنيا / ارفين تبين ان الغناء يزيد من انتاج الجسم للأجسام المضادة التي تقاوم الجراثيم، فقد استخدم الباحثون مسحات قطنية لجمع لعاب من افراد عينة الدراسة، ذلك لان اللعاب يحتوي على بروتين يسمى (IgA) Immunoglobulin – A يستخدمه نظام المناعة في الجسم لمقاومة مسببات الامراض، وقد جمعوا اللعاب من 32 متطوعا من المرتلين في الكنيسة بعد انتهائهم من الترتيل، فاظهرت نتائج تحليل اللعاب ان مستويات هذا البروتين زادت بنسبه 150 ٪ خلال فترة التمرين وزادت بنسبة 240 % خلال فترة الاداء الفعلية.

كما اصبح من المعروف جيدا ان الارتفاع في مستويات هذا البروتين له علاقة قويه بالصحة الفعلية للمغنين، وان التأثير الايجابي يزداد بزيادة الانفعال والحماسة اثناء الغناء، وعلى حد قول روبرت بيك الاستاذ المساعد في التربية في جامعة ارفين والمسؤول عن الدراسة مع د. توم سيزاريو عميد كلية الطب في الجامعة، فان افراز البروتين السابق يترافق مع تحسن كل من الحالة العاطفية والمزاج والاسترخاء وروح الدعابة والقدرة على التكيف عند الانسان، فاذا ادى الفناء الى زيادة افراز هذا البروتين، فان الفائدة منه على صحة الجسم العامة وعلى مقاومته للامراض مؤكدة.

ستيفن كليفت استاذ التربية الصحية في جامعة كانتربري اجرى دراسة اخرى بالتعاون مع غرينفل هانكوكس استاذ الموسيقى في الجامعة فوجد ان الفوائد من غناء الكورال تضمنت تنشيط الجهاز المناعة، اضافة الى تحسنا في الحالة العاطفية عند الفرد وفي روح الدعابة والمرح عنده وفي علاقاته الاجتماعية.

سوزان ديغبي من مؤسسة الاصوات البريطانية والمسؤولة عن ورش عمل بعنوان (الغناء مفيد لك) توافق على ما سبق وتؤكد على الفوائد الفسيولوجية للغناء، قائلة: عندما يغني الانسان يزداد في جسمه افراز الاندروفينات الى حد كبير، وهذه مواد مرتبطة بالمزاج الجيد تفرزها خلايا الدماغ، وبالإضافة الى ذلك فان الصوت المليء بالعاطفة والانفعال يتأتى من تأثير الغناء على التنفس، وهذا ينبه شبكة الاعصاب خلف المعدة مؤديا الى تأثيرات ايجابية عدة تشمل تقليل التوتر والشعور بالابتهاج والاسترخاء، كما ان الغناء ضمن مجموعة يعزز الشعور بالانتماء الى مجموعة ويقوي العلاقات الاجتماعية.


ديغبي تبدد اي خوف قد يكون لدى البعض من عدم قدرتهم على الغناء ، ومن ان اصواتهم غير جميلة، وبالتالي لا يحبذون الغناء الا عند وجودهم لوحدهم، في الحمام مثلا، وتقول: ان كل انسان يمتلك صوتا غنائيا وتكمن المسألة في ايجاده، وان مدربي الغناء يهتمون بتطور الصوت اكثر من ايجاد صوت موسيقي، لذا فان الاختيار الافضل في البداية يتمثل في الانضمام الى جوقة ترتيل او الى مجموعة غناء مثلا، وتؤكد ديغبي انه في مواسم الاعياد فان افراد الاسرة الذي يشاركون في تراتيل او اناشيد في دور العبادة يكونون في مزاج افضل ايام العيد مقارنة بغيرهم.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *