تعتبر الدول النامية والفقيرة من أكثر البلدان استهلاكاً للكتلة الحيوية كمصدر للطاقة. كانت الكتلة الحيوية المصدر الرئيسي للطاقة عند الإنسان منذ الأزمان البعيدة ولا تزال تشكل جزءاً بالغ الأهمية في تلبية احتياجات الكثير من الشعوب والبلدان في كل من أسيا وأفريقيا واميركا اللاتينية. تشكل الكتلة الحيوية 65% من الطاقة المستهلكة في أفريقيا, 50% في الهند, 40% في اميركا الجنوبية . اما في المنطقة العربية فتشير التقديرات ان 50 مليون مواطن يعتمدون بشكل كامل على هذا الكتلة الحيوية في توفير الطاقة في مختلف مجالات الاستهلاك.
استطاعت بعض البلدان النامية من تطوير إمكانياتها في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والمتمثلة بالكتلة الحيوية. تعتبر البرازيل من الدول المتقدمة في هذا المجال حيث استطاعت أن تستثمر هذا المصدر المتجدد للطاقة في مجال النقل. تستهلك 40% من العربات في البرازيل الإيثانول 100% كوقود بينما تستهلك 60% من العربات مزيج يتكون من 22% إيثانول و 78% بنزين.
لازالت الكثير من الدول النامية ومنها الدول العربية تعتمد بشكل واسع على الوقود الإحفوري كمصدر أساسي لتوفير الطاقة وذلك بسبب ضعف الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة والتي هي متوفرة أصلاً في الكثير من هذه البلدان وعدم توفر التكنولوجيا المناسبة واللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق امتلاك مفاعلات النووية للاستخدام السلمي. يعتبر الوقود الإحفوري من مصادر الطاقة غير المتجددة وهو مصدر للطاقة قابل للنفاذ أذا جرى إستنزافه بهذه الطريقة .
يعتبر استهلاك الفرد للطاقة في منطقة الخليج العربي وبشكل خاص المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة الأعلى عالمياً. أدى توفر النفط في منطقة الشرق الاوسط إلى إعتماد دول هذه المنطقة على المنتجات النفطية بشكل أساسي في الحصول على الطاقة المطلوبة.
إحتياطيات العالم من الوقود الإحفوري بالمليار طن.
نوع الوقود | الإحتياطي
(مليار طن) |
الإستهلاك السنوي
(مليار طن) |
المدة المتوقعة للنفاذ
(سنة) |
الغاز الطبيعي | 205 | 3.4 | 60 |
النفط | 216 | 5.4 | 40 |
الفحم الحجري | 783 | 4.0 | 196 |
يبين الجدول السابق إن إلاحتياطي العالمي من الوقود الإحفوري بكل أنواعه قابل للنفاذ خلال فترة قصيرة إذا جرى إستنزافه بهذه المعدلات المتصاعدة. يتزايد مع النمو السكاني العالمي الحاجة الى الطاقة مما يؤدي بالمستقبل الى زيادة ملحوظة في إستهلاك الوقود الإحفوري مما سيؤدي ربما الى نفاذه في فترات قياسية. تدفع الحاجة المتنامية لاستهلاك الطاقة الكثير من البلدان وخصوصاً الصناعية منها الى البحث عن وسائل ارخص وانظف واكثر ديمومة في توفير الطاقة المطلوبة مستقبلاً. لذلك بدأت الكثير من الدول باجراء البحوث والدراسات العلمية الهادفة لحل هذه المعضلة. وقد ركزت الكثير من الدراسات على مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها البديل الأرخص والأنظف والدائم للوقود الإحفوري.
لم تنتبه الكثير من الدول النامية لأهمية الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة إلا مؤخراً وهي مازالت تعتمد على الدول الصناعية العظمى بالحصول على التكنولوجيا المناسبة التي تساعدها في استهلاك مصادر الطاقة المتجددة وبشكل خاص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ان توفر الإشعاع الشمسي في الكثير من الدول النامية والفقيرة يجعلها قادرة وبشكل سهل على استغلال هذه الطاقة الأزلية واعتبارها بديلاً مهماً للوقود الإحفوري القابل للنفاذ. تستهلك الدول النامية والفقيرة الوقود الإحفوري لتوفير نسبة عالية من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية في حين يمكن لهذه الدول إذا توفرت التكنلوجيا المطلوبة من إستغلال الطاقة الشمسية, طاقة الرياح, الطاقة الكهرومائية في توفير كامل للطاقة المطلوبة ودون الحاجة لاستهلاك الوقود الإحفوري.
يجب على الدول النامية والفقيرة أن تتحول وبشكل سريع الى المصادر الأنفة الذكر وذلك لانها لاتحتاج إلى تكنلوجيا متطورة وغالية الثمن كما هو الحال بالنسبة للطاقة النووية. توفر عملية الإنتقال من الوقود الإحفوري كمصدر للطاقة إلى مصادر الطاقة المتجددة للدول النامية والفقيرة مبالغ كبيرة من الأموال يمكن ان تستغل في برامج التنمية والتنمية المستدامة في هذه البلدان.
من جانب أخر تقلل هذه الطريقة من معدلات تلوث الهواء العالية في هذه البلدان ومن إنبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكربون مما يؤدي مستقبلاً إلى المساهمة في تقليل التاثيرات السلبية لظاهرة الإحتباس الحراري وما تمخض عنها من تغير في مناخ المنطقة كان له دوراً سلبياً على البيئة فيها.
تعاني الكثير من البلدان النامية ومنها العراق ومصر وسوريا مثلاً من نقص واضح في الطاقة الكهربائية ويمكن لهذه الدول إذا توجهت لإستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مشاريع كبيرة ان تغطي كامل إحتياجاتها من الطاقة الكهربائية وتحل أزمة كبيرة وحادة في الطاقة الكهربائية يعاني منها سكان هذه البلدان. فعلى سبيل المثال تحتاج دول مجلس التعاون الخليجي الى 77044 ميجاواط من الطاقة الكهربائية سنوياً.
يمكن توفير هذه الكمية من الطاقة الكهربائية عن طريق نصب حوالي 13 الف توبينة تستهلك طاقة الرياح (تنتج التوربينة الواحدة 6 ميجاواط). أو إستغلال 3.5 من أراضي البحرين , 0.1 من أراضي كل من السعودية والامارات, 0.5 من أراضي الكويت, 0.2 من أراضي عمان في إنتاج الطاقة الكهربائية بإستغلال ألطاقة الشمسية.
توجهت بعض البلدان النامية ومنها كل من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الى توفير جزء من إحتياجاتها للطاقة عن طريق استغلال الطاقة الشمسية وهناك برامج في بعض البلدان مثل العراق وسوريا تهدف إلى استغلال الطاقة الشمسية والمائية بشكل أكبر في توليد الطاقة الكهربائية. تستطيع الدول العربية وخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية من إدخار طاقتها الإحفورية وتصديرها للسوق العالمية إذا اعتمدت على مصادر الطاقة المتجددة في توفير الطاقة المطلوبة. كما وان هذه الدول قادرة إذا تحولت لمصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية و طاقة الرياح) على تصدير الفائض من الطاقة الكهربائية المنتجة الى مناطق أخرى في العالم.
يتراوح المجموع السنوي للاشعاع الشمسي في هذه المنطقة حوالي 2000 – 2300 كيلوواط ساعي-متر مربع-سنة. يمكن لكل كيلومتر مربع من الاراضي الصحراوية إنتاج حوالي 250 جيجاواط ساعي سنوياً من الطاقة الكهربائية التي يمكن أستخدامها في تغذية شبكة الكهرباء في المنطقة.
كما ويمكن إستهلاك هذه الطاقة في تحلية مياه البحر للحصول على المياه الصالحة للشرب والتي تعاني هذه البلدان شحة كبيرة فيها. حيث يمكن تحلية 60 مليون متر مكعب من مياه البحر بإستغلال الطاقة الشمسية كمصدر للوقود في محطات أنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه (المحطات الكهروحرارية).