ارتفاع مستوى الرصاص في الدم يسبب مشكلات سلوكية للأطفال

يقول العلماء ان ارتفاع مستوى الرصاص في الدم يؤثر على نمو الاطفال بالإضافة الى أنه يخلق مشاكل سلوكية عند البعض الآخر.

ووجد باحثون من بريطانيا ان الاطفال الذين يعانون من مشاكل في السلوك يحملون نسبا اكبر من الرصاص في دمائهم، وان البعض يحمل مستويات تفوق مستوى التسمم.

يقول الباحثون ان نتائج ابحاثهم تشير الى ان اي طفل تظهر عليه علامات الغرابة في السلوك يجب ان يخضع لفحص الرصاص في مستوى دمه.

ومن المعروف ان الرصاص يسبب اضرارا للأعصاب لكن تأثيراته قابلة للعلاج، وبإمكان الرصاص ان يدخل الجسم عن طريق الاستنشاق او الطعام.

مخاطر تعرض الأطفال للرصاص

من مخاطر الرصاص ان قدرة الاطفال على امتصاصه تفوق قدرة البالغين بثلاثة اضعاف لأنهم دائما يمضغون الاجسام المختلفة او يمصون اصابعهم.

ولم تبحث الدراسة فيما إذا كان الرصاص يسبب مشاكل سلوكية عند الاطفال لكنها اوضحت ان وجوده يساهم في تعقيد المشاكل والاعاقة عند الاطفال.

وقد قام الباحثون بفحص عينات من الدم من تسعة وستين طفلا احيلوا الى مركز تنمية الاطفال في جنوب انجلترا بسبب تخلفهم في النطق ونمو اللغة الذي يقود الى مشاكل تعليمية، او ان لديهم مشكلة سلوكية كالنشاط المفرط.

كما أخذت عينات من مئة وستة وثلاثين تلميذا ادخلوا المستشفى لإجراء عمليات جراحية.

واظهرت التحليلات ان الاطفال الذين اظهروا مشاكل في السلوك او النمو كان في دمائهم مستوى اكبر من الرصاص من الاطفال الآخرين.

واظهر اثنا عشر في المائة من الاطفال مستوى عاليا من الرصاص، اعلى مما هو مصنف بأنه سمي.

ولم تبحث الدراسة في الفروق الاخرى بين الاطفال مثل الجنس والعمر والخلفية الاجتماعية.

يقول الباحثون بقيادة الدكتورة جيل لويندون، انه بالنظر ان الطرق الرخيصة والبسيطة للسيطرة على مستوى الرصاص ليست فعالة في تقليص تركيز الرصاص في دماء الاطفال فانه يجب ان يأخذ الاطباء في الاعتبار
اللجوء الى الفحص المستمر لدماء الاطفال الذين يحولون الى الاطباء بسبب معاناتهم من مشاكل سلوكية.

ويقول هارفي ماركوفيتش، رئيس تحرير مجلة ارشيف الامراض عند الاطفال، ان مستوى تركيز الرصاص في الدم وخطر ذلك على الناس لم توله الجهات الصحية الاهتمام الذي يستحقه حتى الآن.


واضاف ان الابحاث في الولايات المتحدة قد اظهرت وجود علاقة بين انخفاض الذكاء وارتفاع مستوى الرصاص في الدم، الا ان هذه الدراسة اثبتت ولأول مرة وجود علاقة بين المشاكل السلوكية وارتفاع تركيز الرصاص في الدم.

ويقول ماركوفيتش ان المرحلة القادمة من البحث يجب ان تنظر فيما اذا كان الرصاص هو السبب في المشاكل السلوكية او اذا كانت عادات الاطفال تجعلهم يمتصون كميات اكبر من الرصاص ، وان المطلوب هو معرفة من أين يأتي الرصاص لهؤلاء الاطفال.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *